أمّن طرفا وفد التفاوض بين الخرطوم وجوبا مؤخرًا على اتفاق الحريات الأربع بين البلدين الذي أُبرم في مارس الماضي، ولعل الخطوة تشير إلى عودة وضع أشبه ما يكون لما كان قبل انفصال الجنوب عن الدولة السودانية لجهة ما يتيحه اتفاق الحريات الأربع من تمتع شبه كامل للجنوبيين بسودانية تكاد تكون غير منقوصة والعكس كذلك. لكن المهم في الأمر أن الخطوة يبدو أنها جاءت قفزًا فوق كثير من القضايا المهمة والتي تؤكد إنفاذًا تأكيد دولة الجنوب ومدى جديتها ومصداقيتها في احترام «حق الجيرة» للسودان. من الممكن أن نقول إن موافقة الحكومة على تلك الخطوة مراعاة لحقوق السودانيين في مناطق التماس وحفظًا لحقوقهم في التداخل والتواصل مع الجنوب لكن ما لم يتوفر الأمن فإن التواصل من أجل تبادل المنافع لن يصل لغاياته.. تحدث القيادي الوطني مصطفى عثمان عن الحريات مع مصر وقال من الممكن أن تصل مرحلة وحدة شطري وادي النيل ولكنه نوه بأن تلك الخطوة تسبقها عشرات الخطوات وقد تستغرق سنين لا أعني بذلك وحدة مستقبلية مع الجنوب الذي كان راغبًا في الانفصال ولكن نتحدث عن قفز الحكومة الموقرة في الظلام! كركر.. «خنق الخرطوم»!! موقف المواصلات المثير للجدل بالخرطوم والذي يطلق عليه «كركر» لا يزال محلك سر، ولعله ليس مجرد موقف مركبات عادي لجهة أنه يقع في العاصمة والتي تمثل السودان المصغر.. منذ إنشاء الموقف ظلت اللعنات تلاحق حكومة الولاية بعد تسبب الموقف في حالة اختناق مروري غير عادية وارتباك يعيشه وسط الخرطوم طول اليوم لأن مئات المركبات تدخل وتغادر الموقف في أثناء اليوم غير حالة الموقف الفنية المليئة بالأخطاء الشنيعة أقلها أن السيارات المغادرة الموقف تخرج على مقربة من صينية مما يعقد حركة المرور. الموقف تسبب في أزمة بحكومة الولاية منذ عهد الوالي الأسبق عبد الحليم المتعافي نتج عنها إقالة معتمد الخرطوم ثم في عهد المعتمد الحالي ظل عصيًا على محلية الخرطوم وحتى والي الولاية عبد الرحمن الخضر يعلن مرة عن تجفيف الموقف وتارة عن تحويله لميدان «يكورك» هكذا قال من داخله كل صاحب رأي وموقف!! باختصار عجزت حكومة الولاية حتى الآن عن طي ملف الموقف ولم تثبت على موقف واحد! -- هل سيتنحى والي جنوب دارفور حماد إسماعيل من منصبه؟ كيف ستسير الأمور في ولاية جنوب دارفور؟ ما هو دور سلطة دارفور الإقليمية في إستتباب الأمن في دارفور؟ لماذا لا تُسأل سلطة دارفور حال تقصيرها في إنفاذ ما يليها في دارفور؟ هل تستحق الكهرباء في السودان أن تُدار بواسطة مجموعة شركات؟ ألا تعتبر مجالس إدارات الكهرباء ضد سياسة خفض الإنفاق الحكومي؟ لماذا يكثر الأمين العام للهلال الأحمر عثمان جعفر من الأسفار خارج السودان؟ متي تعلن الحكومة مراجعة المؤسسات والهيئات الحكومية والقائمين عليها؟ هل صحيح أن بعض مقاعد البرلمان الشاغرة عقب خروج عضوية الحركة الشعبية تم ملؤها؟ لماذا يبدو القيادي بالوطني إبراهيم هباني بعيدًا بعض الشيء من أمانة الزراع والرعاة التي يديرها؟ ما هي معالجات ولاية سنار لدرء آثار السيول والفيضانات التي وقعت بالولاية؟ هل ستضغط جهات على الحكومة لأجل توقيع اتفاق مع قطاع الشمال خارج بروتكول النيل الأزرق وجنوب كردفان؟ ما هو سر هجمة البعض على والي جنوب كردفان أحمد هارون؟ هل والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر مقتنع بأسباب وزارة الصحة بشأن مراجعة استثمار حكومته في الحقل الصحي؟ ماذا فعلت وزارة الخارجية حيال قرار وزارة المالية القاضي بتخفيض البعثات الدبلوماسية؟ لماذا لم توضح وزارة الطرق والجسور موقف الشركات العاملة في طريق الإنقاذ الغربي؟ ما سبب حديث والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا في هذا التوقيت عن حقوق ولايته من إيرادات بطرف المركز؟ أين هيئة المواصفات والمقاييس والأسواق مليئة بالبضائع «المضروبة»؟ لماذا اختفي والي الخرطوم الأسبق بدر الدين طه عن الأنظار؟ ما هو هدف لجنة مُلاك الجزيرة من الهجوم المتكرر على وزير الزراعة إسماعيل المتعافي؟ هل يتحمل المتعافي أخطاء سلفه في إدارة مشروع الجزيرة الشريف بدر؟ على قول الكاتب الساخر الفاتح جبرا: «أخبار خط هيثرو شنو»؟