كغيره من المشاريع التى لم تجد الدراسة المتأنية من قبل المسئولين فى ولاية الخرطوم فان موقف كركر للمواصلات العامة أو ما يعرف بموقف السكة الحديد فشل بشهادة المواطنين فى تحقيق الهدف الذى جاء من أجله ودفعت فيه ولاية الخرطوم مبالغ كبيرة مقابل شرائه من هيئة السكة الحديد لاستيعاب العديد من الحافلات بأنواعها وكذلك الهايسات..ذلك على أيام الوالى السابق د.عبد الحليم المتعافى ولا زال الناس يذكرون ما حدث فى هذا الموقف من صراع مشهور بين معتمد الخرطوم السابق الكودة والمتعافى انتهى فيه المسلسل بذهاب المعتمد وفى حلقه غصة. ولعل هذا الصراع هو نتاج خلافات خفية مع الشركة المعنية وهى شركة كركر التى لا زالت تمسك بيد من حديد على الموقف وفق العقد الموقع مع ولاية الخرطوم وتقوم بتحصيل رسوم من الحافلات والهايس من خلال شبكة الكترونية تضبط حركة المركبات غادية أو رائحة وذلك بوضع لوحة أو بطاقة اليكترونية فى الزجاج الامامى لتلك العربات ترصدها رصداً دقيقاً على مدار الساعة يتم بموجبها تحصيل الرسوم على كل الرحلات لهذه الوسائل .. ولكن الأهم فى الامر كله هو أن التصميم الهندسى للموقف اصلاً غلب عليه الطابع التجارى من الشركة بدليل انتشار الآف أماكن البيع للاطعمة والمرطبات والفاكهة والمكتبات والاكشاك بأنواعها والكافتريات بأحجام مختلفة والناتج من ذلك هو ازدحام الموقف بالمركبات والمواطنين الذين يستخدمون البصات من كركر داخل الخرطوم وأمدرمان باستثناء بحرى وشرق النيل التى يرتادها المواطن من موقف أستاد الخرطوم ولعل الجولة التى قامت بها «الصحافة» داخل الموقف كشفت عن خلل كبير فى خروج الحافلات وهى ممتلئة بالركاب خاصة من الناحية الشمالية وفى ساعات الذروة تحديداً فالكتل البشرية الداخلة الى الموقف لا تسمح للحافلات بالخروج ألا بعد معاناة لا توصف ويؤكد ذلك عدد من سائقى البصات حيث ذكر السائق محمد على ان عدد الحافلات والبصات فى ازدياد مضطرد وأصبحت المشكلة الكبرى هى كيفية خروج هذه الحافلات المتجهة الى خطوطها المحددة وذلك بسبب اعداد من أكشاك المرطبات التى يرى أنها تدر ربحاً للشركة المعنية لكنها على الجانب الآخر تعرقل الحركة تماماً مما يضطر الحافلات لاخذ زمن كبير للخروج من الموقف ويطالب بتعديل مخارج الموقف حتى لو أدى الى ازالة هذه الاكشاك. اما على صعيد آخر يقول المواطن عصام خلف الله ان المشهد يبدو صعباً فى الجزء الغربى من الموقف حيث انتشار اعداد كبيرة من الشحادين بعضهم من دول أفريقية يسدون الطريق المؤدى الى الموقف للركاب القادمين من ام درمان لاستغلال البصات الى جهات آخرى حيث تصعب الحركة تماماً فى الدخول للموقف ..هذا بجانب انتشار الباعة الذين يفترشون الارض ومكبرات الصوت التى تصم الآذان والفوضى الضاربة أطنابها ودون حسيب او رقيب.اخيراً لابد أن يتذكر الناس حديث الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم عندما كان يتحدث عن مواقف المواصلات فى ولايته حينما أعلن على الملأ «أن موقف كركر الى زوال لا محالة» مما يؤكد ان السلطة الولائيه فى أعلى مراتبها تعلم تماماً بالسلبيات والمآخذ على هذا الموقف والتى تحتاج قبل اى شئ الى ايجاد البديل لهذا الموقف علماً بان معتمد الخرطوم الجديد قد اشار الى قيام موقف مواصلات شرونى شرق منازل السكة الحديد لكن الفكرة لم تنزل حتى الآن الى ارض الواقع اخيراً هل موقف كركر الى زوال لكن الى متى؟؟؟