كثيراً ما يتصل بنا عدد من المغتربين يسألون عن بعض المعلومات والحقائق التي تصلهم، أو بالأحرى توجه إليهم من قبل الإعلام الرسمي، وأقصد بالرسمي هنا الإعلام الذي تعلى فيه قيمة البحث عن رسالة ذات اتجاه واحد لا تقتدي ولا تعطي الاعتبار للأثر الراجع الذي يمكن من خلاله الكشف عن حقيقة ما إذا كانت هذه الرسائل قد أعطت مدلولاتها أو حققت نتائجها أم لا.. وهذه هي الفكرة التي عرفت بنظرية الطلقة من بين عدة نظريات إعلامية التي رسخت في الأنظمة ذات الفكر والنهج الأحادي.. نظرية يبدو أنها أخذت حيزها كاملاً في طبيعة وملامح الخطاب الإعلامي الرسمي العابر للحدود، ويأخذ هذا الخطاب ربما ثلاثة مسارات أساسية، المسار الأول الخطاب الموجه للمجتمع الدولي بكل مكوناته وأدواته وتوابعه، وخطاب ثانٍ يخدم مسار علاقات السودان الخارجية.. أما المسار الثالث الذي نحن بصدده الآن فهو ذلك الخطاب الذي توجهه الدولة لشريحة المغتربين في ما يلي المشكلات والقضايا التي تتقاطع مع مصالح كلا الطرفين «الحكومة والمغتربين»، فالحكومة تحاول عبر خطابها هذا تحقيق أكبر كسب عبر رسائلها التي تطلقها في فضاء السودانيين بالخارج. ولكن المغترب يتلقف كل ما تضخه الآلة الإعلامية لجهاز المغتربين وهم بين مصدق ومكذب، وأغلب الظن أن قطاعاً كبيراً من المغتربين إن لم يكن كل القطاع يتشكك في حقيقة ما تقوله الحكومة أو ما تريده لهم، ولهذا يفكر المغتربون في البحث عن مصادر أخرى تثبت أو تنفي هذه الحقائق. ربما كان هذا هو السبب المباشر الذي جعل معظم المغتربين يحجمون أو يتراخون عن التعاطي مع ما يطرح من مشروعات أو برامج أو حتى سياسات من قبل الحكومة أو جهاز المغتربين، بل أن البعض منهم وصف علاقته مع جهاز المغتربين كونها لا تتخطى حدود الإجراءات التي لا يمكن استكمالها خارج دائرة الجهاز، فكم من المشروعات أضاعت حصاد المغتربين وأفقرت أسرهم وأحالت غربتهم إلى جحيم وحرمان وانقطاع.. وقد لا يجد المغترب السوداني قيمة أو فائدة أو فكرة عبقرية يمكن أن تعود عليه من الجولات «الماكوكية» التي ينظمها جهاز المغتربين عبر وفود رسمية إلى الجاليات السودانية في بلاد المهجر، فكل ما يطرح هناك يترك هناك.. وكنا نريد من جهاز المغتربين أن يرسم المعالم في طريق كل مغترب بقدر وافر من الشفافية والوضوح بعيداً من الخداع أو المشروعات المفخخة. 0912647861 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.