مكالمة هاتفية قارصة وحوار عميق دار بينى وبين نائب الدائرة «13» النهود بالمجلس الوطني سالم الصافي حجير حول مجمل القضايا غير أن تركيز بالتعليق حول حديثي عن نشاط الحوار قد تركز حول نشاط حزب المؤتمر السودانى في فيافي كردفان بذلك التركيز الشديد ومن معرفتي اللصيقة بالأخ سالم أدركت أن حواره في تلك اللحظة فيه هروب للأمام وترك الموضوع الأساسي من خلال الانصراف عن القضية الأصل والتجادل في الفروع والنوافل التي لا علاقة لها البتة بجوهر الموضوع وهو الخطاب السياسي الحاد لحزب المؤتمر السوداني الذي يهيئ المنطقة بأكملها للانفجار لتلحق بركب مناطق النزاع المسلح في سبيل المطالبة بالحقوق والعدالة والتمثيل السياسي والتنفيذي وأن الخطاب السياسي يجب أن يكون وفق قانون ولوائح تنظيم نشاط الأحزاب وليس بالأسلوب الذي يلامس وجدان الناس ويضعهم أمام خيارات الحرب والشعارات العلمانية على شاكلة «حرية.. عدالة.. ديمقراطية» أو كما ينشد هتيفة حزب إبراهيم الشيخ في كل لقاءاته وتقاطعهم الجماهير بصورة عنيفة مثل الذي حدث في الخوي مثلاً بهتاف العقيدة والمبدأ «الله أكبر» في دلالة واضحة لرفض تلك البيئة للشعارات العلمانية والرجعية التي لم تخلف إلا الجهل والحروب الدمار.. سالم أذهب في الحديث والتفصيل حول أن نشاط رئيس حزب المؤتمر السوداني في كردفان وخاصة القطاع الغربي هذا الموسم هو نشاط مشروع لحزب مسجل وفق قانون الأحزاب وله حرية أن يعمل متى ما أراد وفي أي بقعة من السودان لا حجر على حزب، أما توقيت العمل ونوع العمل فهذا متروك للحزب والعبرة بالنتيجة وليس بالشتائم أو الاعتماد على هنّات الغير.. نقول ل «سالم» هذا حديث معلوم بالضرورة وإنني لم أشر في المقال إلى ضرورة منع الرجل عن ممارسة نشاطه السياسي وإغلاق دوره.. كنت أطالب بحاجتين هما «الانضباط بسلوك وأدب وقانون الممارسة السياسية المدنية بعيداً عن الخطاب التعبوي الثائر» ثم «طالبت قيادات حزب المؤتمر الوطني هناك وهي المعنية بخطاب إبراهيم الشيخ التجريمي والشتائمي بأن تقدم رؤيتها السياسية المتكاملة حول القضايا كافة وأن تتحمل المسؤولية فى الدفاع عن مشروعها وما قدمته من اجتهادات في التنمية وغيرها من المشروعات خلال فترة ال «23» والعشرين عاماً فترة حكم الإنقاذ وهي مشروعات إن تركت وحدها لتحدثت عن نفسها برغم أنها دون طموح وحاجة الناس وفيها كثير من الإخفاقات لكن إبراهيم الشيخ غير مؤهل هو وحزبه لإخفاء حقيقة اسمها طريق الإنقاذ الغربي الذي لولاه لما وصل هذا الرجل ودبندة وصقع الجمل ودردوق وأقام مخاطباته وقفل عائداً ليبيت في مدينة النهود ولا يستطيع أن يحجب جامعة اسمها غرب كردفان وما من تحولات، ونسأل من أين استمد إبراهيم الشيخ الجرأة ليطلق عليه «زليط» وليس زلط؟؟نستطيع أن نتطوع بإجابة ونقول إنه استمدها من ضعف القيادات المحلية هناك وعدم قدرتها على المواجهة، وما قاله سالم كان يفترض أن يقوله «إبراهيم الشيخ» بيد أنه آثر الصمت وأحسبه عاقل حتى لا يخسر معركته ويدخر جهده لسحب البساط من تحت الأرجل المرتجفة وإزالة الكماين الصغيرة فى طريق حزبه المغمور.. أخي سالم ليتك أعدت قراءة ما ورد في ثنايا المقال مرة أخرى بهدوء عندها لعلمت أن عبارات الرد كان يمكن أن تكون بخلاف ما قلته والرسالة مختلفة تماماً بذات اختلاف نسبة إخفاق الذخائر الصغيرة في الانفجار حسب تصميمها والظروف التي تُستخدم فيها. وتميل هذه النسبة إلى أن ترتفع بصورة أكبر في العمليات الفعلية كمعركة «المؤتمر الوطني والمؤتمر السوداني» لمن يدركون مثلك أخي سالم لأنها معركة فكرية وليست مسرح اختبارات لاجتهادات أحزاب سياسية معلومة المنبت والمقصد والوجهة وإلا لما كان إصرارك أخي سالم على معرفة النائب البرلماني الذي هرب عن قريته خشية من مواجهة إبراهيم الشيخ، والتغافل عن الهدف والرؤية المحورية ولفت الانتباه فإنني قد تناولت الموضوع ليس للتبشيع بالنائب ولم أكن في معركة شخصية مع أي من نواب المنطقة فأغلبهم أصدقاء وإلا لأوردت اسمه و«ضهري على الحيطة» على قول أستاذنا رئيس تحرير صحيفة سودان فيشن سيف الدين البشير، فليس لديّ ما أخسره في هذا المقام لكنني قصدت بإشهار الموضوع لفت الانتباه والقفز نحو القضية الأساسية وهي خطورة الألغام الأرضية التي زرعها إبراهيم الشيخ وأدت للهروب الكبير وهو مستعين بأضعف الكوادر والشخصيات والنار من مستصغر الشرر والإخفاق فى مواجهته بالحجة كما قصدت توضيح حقيقة أن النواب لم يأتوا لكرسي البرلمان لأنهم تجار فول سوداني أو سماسرة سيارات أو رجال أعمال ناجحون فى الاستثمار وتسويق المشروعات وإنما جاءت بهم إلى قبة البرلمان إرادة الجماهير وقناعات ومبادئ الأحزاب التي يعبرون عن وجهة نظرها سلماً وحرباً، وأي نائب برلماني يخفق في أداء مهمته وليست له القدرة والجرأة على الدفاع عن مرتكزات وأهدف ومقاصد حزبه السياسية وعاجز عن إبلاغ رسالة جماهيره ومطالباتهم إلى المسؤولين والمؤسسات، ويترك كل هذه الهموم والواجبات وينصرف حتى تصبح منطقته نهباً للشائعات وذخيرة ضاربة للتمردات فهو غير مؤهل للموقع فليذهب ولتستفد المنطقة من جهوده ومساهماته في مكان آخر..!! أخيراً نقول وبكل صدق إن إبراهيم الشيخ في شخصه كابن منطقة وأحد قياداتها ورئيس حزب سوداني محل تقدير واحترام عندي، ويبقى خلافي معه حول اجتهاداته السياسية والفكرية بعيداً عن الوصل الاجتماعي والأسري والعلاقات الشخصية، ويقينى أنها لا تفسدها أو تخدشها هذه الاختلافات السياسية، وبذات الوقت فهو يظل «ود أم بعلو» الحقيقي للجماعة مهما حاول بعضهم التهرب واستخدامه للنيران طيشاً في غير ميدان المعركة».. ولفائدة القراء أن «ود أم بعلو» هو كائن خرافي متوهَّم كان الناس فى الماضي من سكان الريف السوداني يخوِّفون به الأطفال العنيدين وأصبح من هواجس ومخاوف الأطفال لبراءتهم..