الأخ صاحب عمود استفهامات لك التحية والتقدير.. عبركم أود أن أرسل بهذه الاستفهامات لعناية النائب البرلماني للريف الجنوبي لأم درمان. من المعروف أن الذين يحسنون قراءة الماضي هم الأجدر بقراءة المستقبل، ولا أجد أكثر من تنطبق عليه هذه المقولة على مجتمع كمجتمع الريف الجنوبي «الجموعية» فهو ذو الثقافة التي تخفي وراء بساطتها الظاهرية قدرًا من العمق وكثيرًا من القيم الإنسانية.. فلهم ماضٍ زاخر بالخبرات والتجارب التي أسهمت في تطوير أهلنا في السودان على جميع مسارات الحياة الاقتصادية منها كانت أو الاجتماعية أو السياسية.. وهنالك رموز كثيرة برزت في حياتنا أذكر منهم بالخير ابن المنطقة البار الذي أجمع الناس على صدقه وإخلاصه موسى المبارك «نائب الدائرة وقتها» فقد ترك سيرة عطرة وثّقتها أعماله الطيبة فقد كان الرجل غيورًا على المنطقة مخلصًا نحوهم.. تحلى بالتواضع الجم رغم ما تقلده من مناصب رفيعة أسوق مثالاً لذلك فقد حكى لي الوالد حق الله وديرو أنهم قصدوه ذات مرة في قضاء حاجة لهم باعتباره من المقربين إليهم فصادف أن جاء من لندن ورغم أن الوقت كان فجرًا استقبلهم بحفاوة وترحاب، وقد كان مرتديًا عراقي.. وآثار حبل العنقريب على جسمه ووعدهم خيرًا وأنجز ما وعده رحمه الله بقدر ما تركه في نفوسنا من مثال للقدوة الحسنة والتفاني ومشروع الجموعية والدوانكي التي ما زالت تنبض بالحياة في شريان الريف والمراكز الصحية خير أمثلة لهذا الخير وغيرها مما ساقني إلى هذا حديث ممثل الدائرة دفع الله حسب الرسول وما ظل يردده عن الواقي الذكري في قبة البرلمان فالرجل ظل ممثلاً للريف الجنوبي طيلة فترة عمر الإنقاذ، كنت أود أن يطرح واحدة من قضايا الريف المُلحة والتي لا تنتظر المداولة وأذكر منها: 1- السرطانات التي أصبحت تفتك بشبابنا وشيبنا مسبباتها وحلولها. 2- المياه والكهرباء. 3- قضايا الخريجين وتشغيلهم. 4- الأراضي 5- قضايا التعليم والفاقد التربوي 6- المعيشة وكيفية تقليل الفقر وغيرها من القضايا الاجتماعية والسياسية التي لا تحتاج إلى خلاف حولها.. لقد ظل الريف مقعدًا رغم ما به من الكوادر البشرية المؤهلة الاقتصادية والصحية والتعليمية والزراعية والتي مطلوب من الأخ دفع الله أن يلمها ويستعين بها لوضع إستراتيجية واضحة لهذا الريف للسنوات القادمة. الأخ الكريم قبل أن تغشاك الدنيا بمقعد وثير وعربة فارهة وهواء رطب أُود أن أسألك يا صاحب كتاب (الدُرر في سيرة خير البشر).. ألم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة ليهودي؟ ألم تفقر الولاية سيدنا أبو بكر رضي الله عنه؟ فذهب اليوم الثاني إلى السوق طالبًا القوت له وإلى عياله فقال له الصحابة إنما أنت أجير عندنا.. ألم يمت سيدنا عمر رضي الله عنه وعليه سبعون ألف دينار أوصى ابنه عبد الله أن يقضيها عنه؟. ألم يطعم سيدنا عثمان رضي الله عنه فُقراء المسلمين؟. ألم يكنس سيدنا علي رضي الله بيت أموال المسلمين ليقيم الليل؟ ألم تكن هذه هي السيرة العطرة التي تواثق أهل المتابير عليها معك ليذهبوا لبيعة السمرة نسائهم ورجالهم صغارهم وكبارهم ممتطين ظهور عرباتهم الثلاث عشرة ولهم غبار والكل يقول كون المتابير حاملين معهم ماء السقيا ليسقوا الضيوف ماءً ذلالا رافعين شعار(نصرة المؤتمر الوطني.. نصرة لله ورسوله). ألم تقد المتابير ركب النصر وتتسابق إلى تهنيئتك بقلوب تفيض بالحب ووجوه تشرق بالمحبة وأهازيج النصر تتردد في كل مكان ومن حولك يسخرون وما زالوا؟ فإن أهلنا الذين حملونا أمانتهم من قضايا من ماء وكهرباء وسياسية حملناها إلى الأخ ممثل الدائرة وما زال العشم قائمًا. آن الأوان أن تلعب دورًا أكثر تأثيرًا في حياة الريف وأن تترسم سيرة الأخيار من سلفنا الصالح والريف الجنوبي فإن الفرصة مواتية لصنع المستقبل. الشيخ حق الله محمد المتابير الريف الجنوبي لأم درمان «الجموعية» تعليقنا: الشيخ دفع الله حسب الرسول اسمعهم.