رجل يشغل وظيفة إدارية رفيعة في مصرف كبير.. وفي الحكاية أن الرجل متهم باختلاس ثلاثة عشر مليار جنيه. وفي الحكاية دولة.. ومحكمة.. ورجل متهم. لكن الرجل هو الذي يتقدم للمحكمة يتهم الدولة بأن محاكمة الدولة له هي عمل ضد الدستور.. أي.. والله.. أي والله. هذا ما يقع الآن.. بعض ما يقع.!! لكن المليارات المختلسة والمحامين المحترمين الذين يزحمون المحكمة يدافعون عن السيد المتهم كلها أشياء تصبح ضئيلة أمام الخطر الذي يطل الآن..! والذي تكشف عنه محاكمة الرجل. ومنظمات وتمرد وأحزاب وعمل مع عقار كلها أشياء تجعل بعض المصارف هي التي تسعى لرفع الدولار و»شفط« أموال الناس حتى ينفجر كل شيء.. وبأسلوب بسيط.. فالسيد المسؤول الرفيع في المصرف الرفيع يجد أمامه المليارات.. ويجد أمامه المفاتيح التي تجعله يخمش منها ما شاء »أرقام العملاء السرية«. ويجد أن العملاء عادة = وكلهم من أصحاب المليارات = لا يسألون عن أموالهم هذه إلا حيناً بعيداً بعد حين بعيد. وإذا سألوا عن أموالهم وجدوها هناك.. لكن الأموال تكون حينئذٍ غارقة في العرق تلهث بعد الرحلة التي قطعتها.. والتي جعلتها تفقد جزءاً ضخماً من قيمتها.. الرجل «يستدين» من أموال العملاء.. يستدين مليارات..! ثم يسكبها في شراء ملايين الدولارات.. ثم يبقيها عنده.. وآخرون وبالأسلوب ذاته يسكبون.. ويشترون.. في تنسيق واسع ضد الدولة وضد المواطن.. وضد السودان.. والدولار يطفو.. ويرتفع. ثم الرجل والآخرون يبيعون الدولار ويحصلون على ملايين هائلة. ثم يعيدون الأموال = أموال المودعين = إلى خزائنها.. وقد أصابها من الهزال ما أصابها!! والدولار يرتفع.. ويرتفع!! والناس لا يعرفون لماذا؟! وما يجعل الأمر يطفو إلى السطح الآن هو أن سياسة الدولة تحمل العكاز الآن وتخرج إلى الشارع لملاقاة اللصوص. والدولة تخرج كل شيء «في الصقيعة».. وما يجعل الأمر يطفو الى السطح هو لقاء حسابات السيد المصرفي وحسابات الدولة. الرجل = الذي لا يعمل وحيداً = كان بعض جرأته تنطلق من اعتقاده أن الدولة إن هي عرفت وكشفت ما يفعل اهتزت الثقة بالمصارف.. كثيراً أو قليلاً. وهز الثقة بالمصارف هو بعض من المخطط بكامله. لكن الدولة تنفض الذبابة لأن شيئاً كان هناك ومصارف الدولة في السنوات الأخيرة كانت تتلقى ضربة المؤامرة الشهيرة على المصارف قبل أعوام ثلاثة.. وتتلقى مؤامرة تجار الماشية وملياراتها وتتلقى مؤامرات لم تعلن. والمصارف وبخبرة رائعة في الحرب الاقتصادية تشفط الصدمات بطبقات من إجراءات عالمية ومحلية. وزجاج المصارف السودانية يظل ناعماً دون شرخ واحد. .. والحرب في كل مكان. وبعيداً في دارفور.. أحد قادة الأمن هناك يظل يحترق وهو ينظر إلى قوات الأممالمتحدة وطائرات الأممالمتحدة تغرق في نشاط لا يعني إلا شيئاً واحداً. كميات هائلة من اليورانيوم تهرب.. وعقود الأممالمتحدة التي جرى توثيقها منذ أيام وزير خارجية السودان السابق = من الحركة الشعبية = تبيح السودان تماماً للأمم المتحدة.. تفعل ما تشاء ومناطق لا يدخلها حتى رئيس الجمهورية تحت قبضة الأممالمتحدة. وقائد الأمن هناك يخترق أمس الأول منطقة الأممالمتحدة و«يخمش» معدات ووثائق وأجهزة و... ومن شاء «فلينفقع»..!! قبلها هنا كانت الدولة تفجر قضايا تجار التصدير.. وتمسك بحلقوم مئات المصدرين الذين يتخطون الحدود الرفيعة بين التصدير والتهريب. وبين الاختلاس وخيانة الدولة. وقبلها ومعها كانت أيام العمل العسكري و... وقانون الخيانة العظمى يكتمل إعداده الآن. ونوع من الدولة الاجتماعية يحمل عصاه ويخرج كذلك. والشهر الماضي ندعو لمقاطعة اللحوم حتى يتوقف جنون الأسعار. ولا يصغي أحد.. ثم ترتفع الجفون الآن وابتداءً من الأحد القادم لا يقترب أحد من السوق.. «والدعوة نرسلها للمواطنين.. اتصلوا بنا إن اقترب أحد »الكبار« من سوق اللحوم لنجعل اسمه لحناً يغنيه الناس»... واشعال أسعار اللحوم كان شيئاً يتخطى الحرب الاجتماعية إلى الحرب السياسية.. والحرب هذه تستأنف الآن.. وشركة معينة تشتري كل إنتاج الألبان منذ الشهر الماضي.. والألبان = لو أن سعرها هو الذي يرتفع لكان في الأمر شيء من العقل. لكن الألبان.. تختفي أو تكاد.. إلى أين تذهب؟!. وسلفا كير يصرخ أمام المنظمة الإفريقية يتهم الخرطوم بأنها تعمل لتجويع الجنوب لمجرد أن الجنوب ما يزال يعض الخرطوم.. هكذا قال «ضمناً». «الخرطوم خلعت أسنان حكومة الجنوب لما كانت حكومة الجنوب تغرس الأسنان هذه في جسم الخرطوم». كان هذا هو ملخص شكوى سلفا كير. ليكتشف من وراء هذا كله عمل غريب.. ونوع من الحرب المنظمة. الحرب التي تشكو الدولة الآن للمحكمة الدستورية بدعوى أن محاكمة الدولة للشركات والبنوك التي تسرق الناس وتعمل ضد الدولة عمل غير دستوري. ونكتب.. فالمنطق الآن يتجاوز كل منطق.. والبقاء لمن يستحق البقاء. بريد أستاذ إسحق.. السيد معتمد محلية كرري ومشكوراً مشكوراً.. وفي اندفاعته التي تدعو المجاهدين يعلن أن والد الشهيد أبو قصيصة ينضم الآن للمجاهدين. أستاذ.. والد الشهيد لحق بالشهيد منذ عشرة أعوام.. ما هذا؟ أخوك محمد عبد القادر ابو قصيصة أستاذ محمد أبو قصيصة ما يزال مجاهداً على ظهر فرسه.. ووالده معه فبعض الأسماء يبقى.. وبعض الشهداء كانوا هم الذين يقودون متحركات كاملة بعد استشهادهم. ويبدلون حتى معنى الموت والحياة.. سيدي أبو قصيصة.. وا شوقي لك!!