الزوجة المخلصة والزوج المتبجح كانت هناك امرأة مخلصة لزوجها، فدائماً تعد له طعام الفطور وتوقظه مبكراً بعد أن تضعه أمامه ساخناً ومعه الشاي ومستلزماته، لكن زوجها كان جحوداً، فيصحو ويجد الطعام الطازج أمامه.. وبدلاً من أن يشكرها على ذلك يقول لها « يا ولية أنتي دائماً تصحيني تقولي لي: قوم أكل.. قوم أكل.. ما عندك شغلة غير الأكل؟.. أنتي يوم واحد ما قلتي لي قوم «جوك دُراع مع الفراع» قوم عليهم.. «يعني ما قلتي لي جوك فرسان مدججين بالسلاح قوم إتلقاهم وصدهم».. ثم يدنو من الطعام وما بقصر «يضرب ضرب جد».. يخلي الصحن فاضي!! الولية زهجت من تبجح زوجها السمين المرطب.. وهي عارفة البير وغطاها.. وفي يوم من الأيام اشتكت لي أخوانها.. وكانوا فرساناً يملأون العين لامن تفضل.. قالوا ليها خلاص أنتي نحن حنجيك باكر بدري، أنتي بدل ما تقولي ليهو قوم أفطر وأكل.. قولي ليهو «جوك دُراع مع الفُراع». وبالفعل في اليوم الموعود الزوجة لم تجهز في ذلك اليوم طعاماً لزوجها المتبجح.. وبمجرد ما سمعت صهيل الجياد وقعقعة السيوف من بعيد هرعت لزوجها وهي تصيح: يا راجل.. يا راجل أسرع أسرع قوم!! صاحبنا كشف راسو من البطانية وأجابها متين جهزتي الليلة الفطور بدري كده؟! قالت ليهو: فطور شنو يا سجم الرماد جاك الدايرو.. واتمنيتو.. جوك دُراع مع الفُراع! قفز الرجل مذعوراً من العنقريب وقال لها: أنتي بتتكلمي جد يا مجنونة؟! وبالفعل في الوكت داك كانوا الجماعة أمام الباب والخيل ليها صهيل.. وكانوا ملثمين ويحملون الحراب والسيوف. الولية قالت لزوجها: ديل كتار ما بتقدر عليهم بكتلوك. فردّ عليها: كلامك صاح يا المبروكة.. لكين اعمل شنو؟ قالت ليهو: أسرع أدخل تحت الشملة ديك وأنا بقول ليهم كان شكوا في الجواها بقول ليهم ده حاشي الناقة مولود جديد خايفين عليهو من البرد! وفي أقل من الثانية كان صاحبنا جوه الشملة.. ووصل جمع الفرسان للداخل وخاطبوا أختهم وهم متنكرون كأنهم فعلاً فرسان وقالوا ليها: يا وليه وين سيد البيت؟ سيد البيت سافر محظوظ الليلة كان لقيناهو كان قطعناهو ليك بي سيوفنا ديل. فردت عليهم: نان هو قايلنو ساهل؟ أمانة ما فارساً شجاع بالحيل.. ما كان حيفضل فيكم واحد!! وغمزت ليهم بعينها للشملة دون أن يرى طبعاً زوجها ذلك، وكان يرجف من الداخل.. فدنا أحد الفرسان بسيفه من الشملة وطعنها خفيفاً وهو يقول لها: ده شنو الجوه الشملة دي؟ أجابت ده جنا الناقة مولود جديد خايفين عليهو من البرد. فما كان من صاحبنا في الداخل إلا أن صاح بصوت الحاشي تماماً كأنه هو. أع ع ع.. أع ع ع.. أعا ع ع ع ع.. قال الفارس: والله راجلك محظوظ ورجعوا من حيث أتوا. بعدها بمدة خرج الزوج «الشجاع» من تحت الشملة خجولاً يتصبب عرقاً. ومن ديك تاني كلما تجيب الفطور يقول ليها. عفيت منك يا المبروكة.. أمانة ماك مرتاً صالحة.