تحدثنا كثيرًا في الفترة الماضية عن غلاء سلعة السكر التي ترك لها الحبل علي الغارب يقذف بها اينما شاء وبحسب اهواء التجار والسماسرة والشركات التي تحرك ذلك القارب متى واين وكيف يحلو لها وكتبت في رؤية سابقة عن ضرورة حدوث ثورة او انتفاضة على السكر وتجارته من فرط الاستياء الفاضح والواضح الذي اصابني والمواطن معًا بنوبة سكري جراء الشح الواضح في السكر واحتكاره من قبل جهات لا قبل لنا بها في ظل ممارسات وتواطؤ واضح في السكوت عن ما يدور في حقول السكر الممتدة بامتداد مساحات البلاد، وقد كان لاحد القراء وبالرغم من طول الفترة وهي شهر مايو تحديدًا كان له بقية تعقيب وحديث عن امر السكر ونترك له مساحة يروي فيها ماحدث في ولاية الجزيرة في شهر رمضان الذي انتهي قبل فترة والذي ابتدر حديثة بقوله: «انتفاضة ايه لو سمعتي بدرامات حصلت عندنا هنا في ولاية الجزيرة لأهلنا البسطاء في بداية رمضان هذا العام لا حول ولا قوة إلا بالله لقد أفطرت الكثير من الأسر الفقيرة في ذاك اليوم وطعم السكر الوحيد هو التمر، تخيلي يا رشا «بنت البندر» أن بعض الأسر طحنت التمر لتطعيم عصائر الآبري والنشا بتاعت الذرة أما الليمون فقد شربه الكثيرون ماسخًا، القصة ليست غلاء السكر لكن يا للهول انعدامه واختفاؤه، هذا وما خفي أعظم «هل افطر احد المسؤولين في الدولة مثل هذا الإفطار أو سمعوا بمثل تلك القصص. ويبدو ان القارئ عبدالله ناقم وبصورة كبيرة على سكوت المسؤولين في الدولة وغض الطرف عن ما يواجه المواطن الذي يعيش اوضاعًا صعبة لمواجهة متطلبات الحياة العادية والتي من المفترض حصوله عليها بأيسر الطرق وفي ذات الوقت يتوجب على الدولة ان تسهم وبصورة فاعلة في توفير السلع والمنتجات والعمل على استقرار الأسعار بضوابط صارمة بحيث لا تسمح بحدوث اي تجاوزات من قبل اي أحد واحكام السيطرة والرقابة على السلع الضرورية وعلى رأسها السكر من اجل مصلحة المواطن فلا يعقل ان يبتلى المواطن بمزيد من الجهد والتعب لتوفير واقتناء ابسط المتطلبات في ظل وجود من يسكن الأبراج ويدرس ابناؤه في ماليزيا وتركيا ويملك من الفلل والشقق الفارهة في ماليزيا واسطنبول والقاهرة والمزارع الممتدة والمنتشرة على شواطئ النيلين والأبقار الفريزين الحلوب والحسابات التي تنوء بالعملات الصعبة والعربات البرادو ويعجز المواطن المسكين عن توفير رطل سكر واحد لأسرته عبد الله جودة -ولاية الجزيرة