الصومال دولة ذات موارد كبيرة.. فقد كانت قبل اندلاع الحرب الأهلية قبل عدة سنوات من أكبر مصدري الماشية بكل أنواعها إلى الخارج، إضافة إلى صادر الموز والمنتجات الزراعية المختلفة، حتى زوال حكم الرئيس محمد زياد بري، وهناك الموارد التعدينية الأخرى التي لم تستثمر بعد، وكان تدخل الدول الغربية في الشأن الصومالي سبباً رئيساً في تدمير هذه الدولة العربية الإسلامية التي تحتل موقعاً استراتيجياً في ما يعرف بالقرن الإفريقي ومضيق باب المندب المدخل الرئيس للبحر الأحمر من المحيط الهندي، ومع وجود الآلة العسكرية الأمريكية في المحيط الهندي وتمركز قوات دولية في جيبوتي جارة الصومال العربية أيضاً وإحدى مكونات القرن الإفريقي ومضيق باب المندب والإطلال على المحيط الهندي واليمن.. يتأكد لنا أن الغرب يعتبر السبب الأول في ما تعانيه هذه الدول وتكرار الاتهامات الأمريكيةوالغربية عن وجود خطير للقاعدة في كل من اليمن والصومال.. إذن فإن مشكلات الصومال واليمن وبقية الدول الآسيوية سببها الأول والأخير هو الأطماع الغربيةوالأمريكية بالذات في السيطرة على كل هذه المنطقة ومواردها المعدنية والزراعية والحيوية. إذن فإن ما يواجهه الشعب السوداني وليس الحكومة السودانية هو أطماع الدول الغربية التي تعاني الأزمات المالية وتترصد بلادنا تحديداً، والعمل وفق خطة محكمة الإعداد على استغلال الهاربين من البلاد او الباحثين عن المعاش الميسر حتى ولو كان ذلك على حساب ثلاثين مليوناً من أفراد شعب السودان في معاناة من الحصار الاقتصادي الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاماً، وتحت إدعاءات غير صحيحة واتهامات اتضح فيما بعد أنها غير سليمة، مثل محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في مطار أديس أبابا، حيث تقدمت مصر بشكوى لمجلس الأمن الدولي بهذا الادعاء متهمة السودان بالقيام بتلك المحاولة، واتضح فيما بعد أن الاتهام غير صحيح، وأن من قام بها معارضون مصريون لنظام حسني مبارك الذي ثار عليه الشعب المصري وأقصاه.. وهذه الاتهامات هي التي جعلت الولاياتالمتحدةالأمريكية تضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، والسودان الآن برئ من ذلك، وعلى الحكومة المصرية اليوم أن تعترف بذلك وتعتذر للشعب السوداني عما عاناه جراء تلك التهمة التي جعلت أمريكا تفرض عليه عقوبات اقتصادية أضرت به إضراراً بالغاً وعطلت مسيرته التنموية وأسقطت طائراته التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء، وكان آخرها طائرة تلودي صبيحة عيد الفطر المبارك.. وفي ضوء تلك التهمة الباطلة أيضاً احتلت القوات المصرية منطقة حلايب في وقت تم فيه الاعتداء على السودان من كل حدوده، وتحت ذات التهمة كان النظام المصري يسعى لمواجهة عسكرية تشل يد الحكومة السودانية التي كانت تواجه تحديات عظيمة في جنوب البلاد وغربها وشرقها، بهدف هز النظام وإضعافه وإرهاقه وإسقاطه، ولكن الحكمة الإلهية والإلهام الرباني منع السودان من الاستجابة للاستفزاز وعدم رفع البندقية على أبناء وادي النيل، وأنه سيأتي يوم تكون على رأس السلطة في مصر قيادات تعرف قيمة وادي النيل وقيمة السودان الذي يقف داعماً لمصر في قضية مياه النيل في مقابل ثماني دول تسعى لتغيير معادلة قسمة المياه. ولهذا فإن الوقت ملائم الآن لتحقيق تكامل حقيقي بين شعب وادي النيل، وإنهاء احتلال حلايب، بل إلغاء جميع القيود التي تعطل التكامل والوحدة بين شعب وادي النيل الذي كان شعباً واحداً لديه عملة واحدة، ولا فواصل تحد من حركة المواطنين، ولا قيود توقف التكامل. وفي تقديري أن جميع العوامل التي تجعل من التكامل حقيقة واقعة تتوافر الآن، ويجب على النخب في البلدين العمل لمصلحة الشعبين ورغبتهما في التكامل والوحدة، ورحم الله قادة البلدين الذين قادوا الحملات الشعبية لوحدة وادي النيل، ووفق الذين يسعون اليوم للقيام بإطلاق مبادرات لوحدة وادي النيل.. ففي الوحدة قوة واستقرار.