الحركة الإسلامية الأم الودود التي أنجبت رجالاً مثل علي طالب الله الذي يعرفه الجميع.. وأنجبت صادق مصطفى عطا الله.. الرباني الذي يعظك بمجرد النظر إليه قبل أن يتكلم.. وأنجبت مبارك قسم الله زائد الذي غسل نفسه وروحه من الدنيا قبل أن يغسله الغاسل.. وأنجبت غير هؤلاء الكثيرين الذين مضوا ومنهم بقية نسأل الله أن يمتِّعنا بهم طويلاً.. ومع ذلك فإن الحركة الإسلامية أنجبت معتمد أم بدة الذي جعل من نفسه قيمًا على الحركة الإسلامية وتدخل تدخلاً مباشرًا في مؤتمرها العام وجاء إلى المؤتمر وهو يحمل في كيسه أسماء الضباط الثلاثة الذين ينتخبهم المؤتمر وهو رئيس الشورى ونائبه والمقرر.. وذلك استعداداً لمؤتمر مجلس الشورى الذي سيقوم بدوره بانتخاب الأمين العام للحركة في المحلية، واستطاع المعتمد الهمام أن يمرر القائمة كما جاءت بعد شدّ وجذب واحتجاجات.. ولكن تدخلت العشائرية المعهودة.. واضطر المعارضون حفاظاً على الإطار الخارجي للصورة إلى قبول لائحة المعتمد كما جاءت، وكان المعتمد قد «اعتمد» في خاطره أميناً عاماً للمحلية ولكن بعد أن خرج من المؤتمر اكتشف سيادته أن الأمين العام لن يأتي أميناً عاماً لأنه استنفد فرصه من دورتين.. فما كان من زعيم شبيحة الحركة الإسلامية في أم بدة إلا أن جمع نفراً من عضوية الحركة الإسلامية من مجلس الولاية ومجلس المحلية والمجلس الوطني وبعض القيادات من المحلية في حدود «40» إلى «50» عضوًا وقام بذات الدور الذي قام به مجلس تنسيق الولاية.. وأقنع هذه المجموعة بأن تغير قرار المؤتمر العام وطبعًا ثارت ثائرة عدد كبير من الإخوة على هذا التجاوز للمؤتمر العام الذي تعتبر قراراته حاكمة على كل مستويات الحركة في المحلية، ولكن بالطبع تحركت العشائرية والأجاويد «وخلوها مستورة» و«باركوها» و«العنوا الشيطان».. ومثل ما حدث في مؤتمر المحلية العام.. حدث في مجلس شبيحة المعتمد والذي هو مجلس «عشوائي» ليس موجوداً في تنظيم أساس ولا في لائحة ولا في أي هيكل من الهياكل. وحتى الآن يبدو أن الأمور تسير كما يشتهي الأخ المعتمد.. وسوف يصل إلى مبتغاه ويلغي قرار المؤتمر العام ويرفع إلى مجلس الشورى مرشحاً آخر غير الذي كان يُضمره.. و قد وقع اختياره على رئيس مجلس الشورى الذي اختاره المؤتمر العام في المحلية رئيساً للشورى.. وعلى المؤتمر والمؤتمرين أن «يبلوا قراراتهم ويشربوا مويتها» ولا أدري من بعد كل هذا سيختار رئيسًا لمجلس الشورى بعد أن يتحول رئيس مجلس الشورى إلى أمين عام.. هل سيعودون مرة أخرى إلى المؤتمر العام مع أنه لا توجد مادة في النظام الأساس تخوِّل للمؤتمر العام اجتماعاً طارئاً أو فوق العادة. إذن سوف يلوون عنق النظام الأساس واللوائح ولسوف يختارون رئيس مجلس الشورى من خارج المؤتمر.. وأعتقد والله أعلم أن الأمور سوف تسير بذات الالتواء ولسوف يحقق الشبيحة ما يريدون، وبشار الحركة الإسلامية ليس بأفضل من بشار النصرية مع أننا حتى هذه اللحظة لا نعرف بالضبط من هو بشار الحركة الإسلامية على وجه التحديد.. لأن الذي يبدو للعيان أنه لا أحد يريد الحركة الإسلامية.. إلا في شكل خشبة يعتلونها.. ليظهروا أمام الدنيا بقامات مديدة وشعارات جوفاء.. ووعود براقة ولكنها كلها وعود خلب.. أما فيما يتعلق بالولاية فلعل الكل قد علموا أنه رغم الغضبة المضرية التي أبداها الأخ إبراهيم أحمد عمر ورغم عدم المؤسسية وروح الوصاية التي أبداها المجلس التنسيقي الذي لا محل له من الإعراب.. ورغم اعتراض الكثيرين على الممارسة.. ورغم تفاؤل أهل القلوب الطيبة بأن انكشاف الممارسة وفضحها سوف يؤدي إلى تصحيح الأوضاع.. إلا أن الذي حدث للأسف الشديد هو أن الشبيحة أفلحوا في تمرير الطبخة وجيء بالأخ عبد القادر محمد زين أميناً عاماً للحركة في الولاية.. والأخ عبد القادر لم نعلم عنه طيلة علاقتنا به ما يمنعه من أن يكون أميناً للحركة الإسلامية في الولاية.. وهو محل تقدير خاص ولا نعلم فيه قدحاً ولا ذماً. ولكنني لن أخجل من أن أقول له والله تمنيت منك لو أنك لم تقبل بهذا الاختيار ولا هذا التكليف وأنت تستحقه بلا دغمسة ولا شبيحة والآن الباب مفتوح على مصراعيه أمامك لتكون أشج الحركة الإسلامية.. فإن كنت فابدأ بأهلك من بني أمية.. وإياك إياك أن تأخذك في الحق لومة لائم.. ماذا يدور في الجريف غرب؟! في الوقت الذي ينشغل فيه شبيحة الحركة الإسلامية بالدسائس والمؤامرات ومصادرة حرية الرأي والانغماس في تأمين المواقع.. وحماية المكتسبات.. وصناعة الأزلام والمحاسيب نجد أن السودان بطوله وعرضه يقع ضحية سهلة لشبكات الفواحش وعصابات الخنا والفجور وبائعات الهوى اللائي يظهرن في شكل بائعات شاي.. ولا أعمِّم ولا أقصد كل بائعات الشاي رغم أن المظهر العام يحتاج إلى وقفة. ولكنني أقصد النساء الوافدات خاصة من الشرق من الحبشة وإرتريا.. وقدوم هؤلاء أكثر ضرراً من قدوم الجنوبيين على أساس الحريات الأربع.. مع أن هناك قواسم مشتركة بين هؤلاء وهؤلاء يجعل قدوم الجميع إلى السودان بهذه الصراحة بمثابة تصريح من الدولة لهدم السودان وكل ما يمثله من قِيم وحضارة وأعراق وتقاليد وثقافة وهوية.. وإنسان.. وصدق إدريس عبد القادر أن الحريات الأربع ليست أربعاً فقط ولكنها أربعون أو أربعمائة أو أربعة آلاف أو بلا حد ولا عد.. فهناك حرية الزنا.. وحرية صناعة الخمر وحرية بيع الخمر.. وحرية السكر.. وحرية الزنا المختلط.. وحرية تجاوز قِيم الإسلام وتعاليمه وآدابه في التمدن والمساكنة والمواطنة والحدود بين الجنسين.. وهناك حرية أكبر وأخطر وهي حرية تصدير الإيدز للسودان هكذا مع سبق الإصرار والترصد ومع التدبير.. والتنفيذ.. والاعتراف الكامل بالحقيقة في مقام «الآن حصحص الحق». وهاكم ما حدث في الجريف غرب الحارة الثانية: مرضت بائعة شاي إثيوبية ولزمت السرير فتعاطف معها أهل الحي واللجنة الشعبية وتكفلوا بعلاجها.. ولكن يا للفاجعة تبين من الكشف أنها مريضة بالإيدز.. وتعلم أنها مريضة بالإيدز وقد نقلت المرض عن طريق الفاحشة إلى عدد من شباب الحي وتبين أنها قادمة من كينيا ومعها خمس نساء أخريات وتم القبض عليهنَّ وتبين أنهنّ حاملات للمرض أيضاً، وهرب بعضهنَّ واعترف البعض الآخر بالممارسة الجنسية رغم علمهنَّ بالإصابة.. وإحداهن تزوجت بسوداني ثم انتقلوا بعد اكتشاف الأمر إلى مكان آخر. وقامت اللجنة الشعبية بحملة مع السلطات وتبين من «30» امرة أن «3» منهنّ حاملات للمرض. ولا يزال هناك المئات من النساء الإثيوبيات الموجودات في الحارة اللائي لم يتم الكشف عليهنَّ.. وحسب الرواية التي وردت فإن أكثر من «150» غرفة في الحارة مؤجرة لإثيوبيات، والغرفة يحتلها ما بين «10» إلى «15» شخصاً مما يعني أن العدد ألفا إثيوبي وإثيوبية.. وإذا نظرنا إلى النسبة رغم تدنيها من الظاهر فنجد أن احتمال أن يكون بين هؤلاء أكثر من «200» أمرأة إثيوبية حاملة للمرض وعاملة على نشره وسط الشباب بقصد أو بغير قصد نسبة لضعف الوازع الديني والأخلاقي.. يا أهل الإنقاذ.. الكرسي أم الوطن..؟! الدين أم الدنيا؟ حسبي الله ونعم الوكيل