ما أجمل العيون التي ينبثق سنا الفجر من بين حدقاتها وما أعظم الوجوه التي يشع من جبينها نور الحق، وما أفضل البسمة وأنبلها، بسمة العز والوقار، عندما نحس نبض الأوتار في ثورة النغم وصحوة الأحرار وكأنها تسبيحة الوحدة في الملاحن، ما أجملها حينما ينتبه الفؤاد ويرتدي الضمير ثوب الخشية الإلهي.. ويفرح الصدر المغمور لعودة الإيمان في شمخة المآذن. ليسو سواء.. الذي يرتضع القوة من ضرع السماء والذي يشرب دهن الزيت من جلد الهباء ليسو سواء.. ما أجملها لحظات عندما صدح القوم بنشيد التوحيد ووضعوا الأيامن في الأيادي، ما أجملها لحظات تذوب فيها الفواصل وتصغى فيها الأحاسيس لهمس الحور بين المخاضر ويسمع القوم فيها نبرة الصدى من مرتل بمصحفه ترن منه صلاة المشاعر.. واشتعل التكبير وعلا.. وفي وجه كل شاب بريق المستقبل الزاهر.. مستقبل هذا الدين.. ما أجمل ذلك الموقف وتلك المشاهد.. مشاهد لزحفنا الطويل بالنور والعطور وفرحة العبور، عبور لمرافئ السلام. مقتطفات من مقال للشهيد علي السنجك نشر بجريدة ألوان (1988م) علي السنجك صحفي استشهد في البوسنة -- إن كان لا بد من كلمة نهديها إلى الشعب السوداني نحثهم جميعًا على أن للسودان قضية وأن للدين قضية ولزامًا عليهم أن يحموها بسلاحهم وأن يعملوا على نشر هذا الدين ولهم جميعًا نقول: يا صديق انهض وجاهد طلق أدراج المعاهد خذ غبار الحرب شاهد وامض في درب الخلود امض في درب القضية لا تبالي بالمنية طلق الدنيا الدنية واعشقنْ روح البرود كم مضى في الدرب إخوة أوقدوا في القلب صحوة إنهم نور وصفوة ذكرهم فينا يسود الشهيد/ يوسف سيد