ولاية جنوب دارفور التي خرجت من دائرة الصراعات القبلية والتوترات الأمنية التي شهدتها طوال الأعوام الماضية كان ينبغي أن تنطلق مباشرة لتحقيق تطلعات المواطنين الخدمية والتنموية إلا أن ظروفها المالية المعقدة أقعدت بكافة المشاريع ولم تتمكن حكومتها فعل شيء في الخدمات المختلفة، فجنوب دارفور التي وجدها واليها المنتخب د.عبدالحميد موسى كاشا غارقة في المديونيات المتراكمة التي بلغت «200» مليون جنيه عجزت بموجبها حكومته الإيفاء بحقوق الكثير من العاملين ومعالجة الكثير من القضايا المتعلقة بتوفير الخدمات للمواطنين. فزيارة كاشا لأكاديمية العلوم الصحية التي تم إنشاؤها لحل مشكلة انعدام الكوادر الطبية المتفاقمة بالولاية قد كشفت عن حجم المأساة التي تمر بها ولايته من شح الإمكانات وعدم تدفق التمويل والدعم الاتحادي، وقال خلال لقائه بوزير الصحة وإدارات وزارته بمقر الأكاديمية بنيالا إن ولايته تمر بظروف مالية بالغة التعقيد نتيجة لتراكمات مديونياتها السابقة التي بلغت «200» مليون جنيه، وأقر كاشا باحترامه وتقدير حكومته لحقوق العاملين بالولاية لكنه قال «ما باليد حيلة» وأضاف إن قضيتي الصحة والتعليم يمثلان أولوية بالنسبة لحكومته وأضاف «الصحة أمرها معقد بكل ولايات البلاد ونحن بكل أسف ورثنا الولاية وكل شيء فيها بالسالب ولايوجد بها ما يفتح شهية المسؤول» وزاد بأنهم ظلوا يحاسَبون بأخطاء الماضي «من قبله في حكم الولاية» وأكد أن ولايته تمر بعجز شهري بلغ خمسة ملايين جنيه وأضاف أنهم بعد أن تمكنوا من معالجة القضية الأمنية المعقدة بالولاية سيتجهون فورًا لمعالجة قضايا الصحة والتعليم، فيما أشار مدير عام الصحة بالولاية د.صالح أم بدي إلى أن الولاية تواجه نقصاً حادًا في الكوادر الطبية الذي حال دون التمكُّن من افتتاح أكثر من «30» مؤسسة صحية جديدة بمحليات الولاية المختلفة وعزا صالح نقص الكوادر إلى إيقاف المدارس وتدريب الممرضين بها بقرار من الصحة الاتحادية قبل عدة أعوام ليتم تدريبهم بواسطة الجامعات وبعدها لم تجد الدولة بديلاً غير الإعلان عن قيام أكاديمية العلوم الصحية لسد النقص وتم بموجبها قيام الأكاديمية بالولاية التي تعمل الآن لتدريب «300» طالب في مجال التمريض، داعياً الوالي بضرورة دعم الأكاديمية وإكمال الهيكل الوظيفي والاستمرار في استيعاب طلاب جدد والتزام المالية بالدعم الشهري، فالأكاديمية قامت لدواعٍ عديدة نظرًا للنقص الحاد في الكوادر أجملها عميدها د.أبوبكر حسين في تقرير له بما تطلبه الولاية من كوادر طبية في مختلف التخصصات فالأكاديمية رغم عمرها الوليد ومطالبتها لحكومة الولاية بدعم شهري قدره «15» ألف جنيه إلا أنها تشكو من عدم التزام المالية بسداده حتى تفاقم وتراكم ليصل حالياً إلى «84,500» جنيه وربما تتراكم بسبب مشكلات التمويل التي تعانيها الولاية.