تعتبر المساحة المزروعة في ولاية النيل الأزرق هذا العام هي الأكبر على الإطلاق خلال الأعوام السابقة، حيث قدرت بأكثر من ثلاثة ملايين ومائتي ألف فدان زرعت جميعها بالمحاصيل المختلفة، ومن بين هذه المساحات كان للشركة العربية للزراعة بولاية النيل الأزرق «أقدي» مساحة مقدرة من المشروعات وهي تطبق الزراعة دون حرث في عدد من المحاصيل الزراعية التي من شأنها دفع عجلة الاقتصاد السوداني، وقال مدير الشركة المهندس عمر مرزوق إن الشركة تزرع القطن والزهرة الشمس والذرة الرفيعة والذرة الشامية والدخن والسمسم، ولكن في هذا العام تمت زراعة ثلاثة وثلاثين ألف فدان من جملة مائة وستين ألف فدان، وهي المساحة الصالحة للزراعة في مشروعات الشركة، مضيفاً أنه في هذا العام تمت زراعة عشرة آلاف فدان بالقطن وأحد عشر ألف فدان بزهرة الشمس، وعشرة آلاف ومائتي فدان بالذرة الرفيعة. وأبدى عمر ل «الإنتباهة» تفاؤله الكبير بالشراكة التي تمت مع الشركة البرازيلية التي لها العديد من النتائج الإيجابية، موضحاً أن الشركة البرازيلية بدأت بتجارب عام 2009م بمساحة ألف فدان، والآن زرعوا سبعة عشر ألف فدان بالقطن وبعض النماذج من الذرة، مؤكداً أن السودان سيستفيد كثيراً من هذه الشراكة التي وقعت مع البرازيليين في عام 2011م، فيما يرى نائب مدير الشركة السودانية المهندس سليمان شقيري أن الهدف الأساسي من الشراكة مع البرازيليين الاستفادة من خبراتهم الكبيرة وتقانتهم العالية في مجال الزراعة، مبيناً أن هدفهم من هذه الشركة التطور في مجال المحاصيل التي تجد إقبالاً كبيراً في الأسواق العالمية والعربية، مثل فول الصويا والذرة الشامية، إلى جانب القطن البرازيلي، فيما أكد عمر مرزوق أن الشركة البرازيلية استطاعت رفع الإنتاجية بصورة ملحوظة، مشيراً إلى أنهم سيستفيدون كثيراً من فترة عمل البرازيليين معهم التي تستغرق خمسة أعوام، موضحاً أن المساحة المتاحة لهم لزراعتها حسب العقد هي مائتا ألف فدان، ولكنهم لم يستطيعوا زراعة كل هذه المساحة نسبة للظروف الأمنية، واتفق نائب رئيس اتحاد المزارعين بالولاية ونائب الدائرة «3» التضامن الدمازين بالمجلس الوطني بشير خالد مع من سبقوه في الحديث حول إمكانية استفادة الشركة العربية من الخبرات البرازيلية، وقال إن الشركة العربية دخلت الزراعة دون حرث، وقدمت خدمات للمزارعين في عدد من المجالات، مضيفاً أن الاتحاد له جمعية النيل الأزرق الزراعية الرعوية والتي قصد منها تقديم الخدمات للرحل، ووجدت هذه الجمعية الدعم المقدر من الشركة العربية متمثلاً في إعطاء الجمعية ستة آلاف فدان، إلى جانب تقديم الدعم الفني والمدخلات الزراعية وبعض الآليات، وأوضح بشير أن الشركة العربية أيضاً استطاعت تدريب عدد كبير من الرحل بواسطة المهندس الشيخ، وهو متخصص في هذا المجال، مما حول الرحل من «تك إلى كك»، وأشار بشير إلى الخدمات التي قدمتها الشركة لأهل القرية متمثلة في مدرسة ومركز صحي وتوفير الكهرباء، وغيرها من الخدمات التي أسهمت بصورة كبيرة في استقرار أهل أقدي، وذكر المهندس شقيري العديد من الخدمات التى قدمتها الشركة لمواطني أقدي في مقدمتها توفير المياه عبر الحفائر التي أنشأتها الشركة، إلى جانب الأموال الكثيرة التي صرفت في الطريق من الدمازين إلى أقدي، وقال شقيري إن الاستخدام السيئ لهذا الطريق جعله وعراً بصورة كبيرة، مضيفاً أنهم استطاعوا تمهيد هذا الطريق الذي يصل طوله إلى ثلاثين كيلومتراً إلى جانب الطريق الواصل من أقدي إلى المشروعات الزراعية الذي يبلغ طوله أيضاً أربعين كيلومتراً، ولكن الاستخدام الخاطئ لهذين الطريقين بعد هطول الأمطار جعلهما سيئين بصورة كبيرة، فيما تحدث المهندس عمر عن خدمة أخرى أسهمت فيها وزارة الزراعة الاتحادية بصورة كبيرة، وهي مركز تدريب الخريجين من المهندسين الزراعيين، وقال إن هذا المركز موَّله وزير الزراعة الدكتور عبد الحليم المتعافي، موضحاً الاستفادة الكبيرة التي سوف تجنى من مركز تدريب الزراعيين بأقدي الذي سيتم افتتاحه نهاية هذا العام.