هو أحد مبدعي الإعلام في السودان وهو أحد القلائل الذين زاوجوا ما بين العمل بجميع وسائل الإعلام مقروءاً ومسموعاً ومرئياً. بمدينة ود مدني وفي العام «1926م» ولد المبدع الأستاذ محمود أبو العزائم فتلقى تعليمه الأولي بالخلوة ثم مدني الأولية. حتى أكمل المرحلة الوسطى بمدينة مدني بدأ حياته موظفاً بقسم البحوث الزراعية بعد أن تخرج في معهد زراعي يعنى بتدريب الزراعيين على فنون العمل الزراعي. عشق الإعلام منذ طفولته فراسل عدة صحف قبل أن يمتهن الصحافة في بداية الخمسينيات.. عمل محرراً صحافياً بعدد من الصحف فكان أحد كتاب الصحافة الذين أثبتوا حساً صحافياً متقدِّماً وراقياً بفضل كتاباته التي برع فيها لمساً لواقع الحياة والوطن في تلك الفترة من حكم المستعمر، أصدر صحيفة (آخر لحظة) في الستينيات فتعددت كتاباته في عدد من القضايا الفنية والسياسية والرياضية والمنوعات التي برع فيها أيما براعة. وجد المبدع الإعلامي أبو العزائم نفسه في مجال إعلام المنوعات فكان أن استحق عن جدارة لقب (ملك المنوعات) ترك أبو العزائم الصحافة لفترة عمل فيها مديراً لوكالة الأنباء الإفريقية فكانت واحدة من فترات عمله الدؤوب نحو تجويد كل ما يقوم به. في نوفمبر من العام «1977م» عين محاضراً بشعبة الصحافة والإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية فتخرج على يديه الكثيرون من الإعلاميين ما زالوا يعملون بمؤسسات الإعلام المختلفة. منحته الدولة وسام النيلين من الطبقة الثانية (وسام الآداب والفنون).. حين تعيينه مديراً للإذاعة السودانية ابتكر منظومة رائعة من قوالب البرامج الخاصة بالمنوعات. بل قام بنفسه بإعداد وتقديم جزء من تلك البرامج ومن ذلك (يوم النيل) الذي كان يبث كل جمعة بإذاعة صوت الأمة التي عمل مديراً لها فجعلها واحدة من الإذاعات ذات الاستماع المنتشر. أعد وقدم برامج (زمان الدڤ) و(زمان الفن) و(زمان العود) وهي حلقات أوضحت لمتابعيها مدى قدرات هذا المبدع فاستضاف فيها الفنانين (عثمان حسين) و(التاج مصطفى) و(حسن عطية) و(أبو داؤود). لُقب بملك المنوعات لطول باعه في ابتكار أشكال المنوعات البرامجية. ظل أبو العزائم منذ بداية الخمسينيات وحتى وفاته في منتصف العام «2008م» مبدعاً وكاتباً صحافياً. على دربه سار أبناؤه فصاروا أعلاماً في مسيرة الإعلام السوداني.. له الرحمة والمغفرة.