لاسمه رنة إعجاب في نفوس جميع السودانيين.. وحضرور كذلك في عوالم الجمال والألق الإبداعي.. فيكفي أنه واحد من عمالقة الإبداع الفني والإعلامي. حين يعرف الناس قصته يتعجبون لقوة الإرادة وفولاذية التصميم الممزوجة بالإصرار على تبليغ ذاته مراقي العظماء وكان له ما أراد. بدأ حياته كطالب علم بمدارس الحكومة التي وصل فيها لمرحلة التخرج فيها منتمياً لخريجي ذلك الزمان فعمل (أفندياً) بأم درمان.. وهي الوظيفة التي فتحت له آفاق الالتحاق بالجيش فعمل ضابطاً بقوة دفاع السودان مدة من الزمان قبل أن يستهويه التصوير السينمائي فعمل على صقل ذاته وتطويرها. هاجر نحو مصر فتابع بعينه الفاحصة ما وصلت إليه تقنيات العرض السينمائي من تصوير وأبعاد فنية له. وبمعهد السينما الذي التحق به وجد نفسه أمام زخم فني. فحذق الإخراج السينمائي. حين عودته من دراسته أنتج أفلاماً عن السكة الحديد والخطوط البحرية وشارك مشاركة فعالة في تثقيف المواطنين بتصديره وإخراجه للعديد من الأفلام ذات الصلة بواقع الخدمات فظهرت أفلام مكافحة الملاريا وعلاج السل الرئوي وكيفية الوقاية منه. برز اسمه أكثر حين ظهور فلم (ألوان الزهور) وهي الأغنية التي كتبها الشاعر الفذ عبد الرحمن الريح وتغنى بها الفنان حسن عطية. وهو ما جعل المؤرخين يطلقون عليه (أول فيديو كليب عربي سينمائي). انفتحت من بعد عوالم الإبداع في تصوير الأغاني فكان هذا التاريخ هو التاريخ الخاص باستثناء أغاني الفيديو كليب بالسينما المصرية (1951م). ظهرت بعد ذلك أغنيات مصورة فكانت (لا وحبك) لعثمان حسين وأخريات على ذات النسق الفني. أما على الصعيد السينمائي الوثائقي فقد أنتج جميع الأفلام الوثائقية التي بذلت فيها الدولة الجهد لإظهار مؤسساتها بصورة الإعلان والتثقيف مثل فلم (العملة السودانية). و(زيارة نهرو للسودان) قام بجهد خرافي لإنتاج فلم تاجوج والمحلق لواقع الوجود السينمائي وهي أفلام جيدة بالحبكة والتصوير السينمائي والإخراج كذلك. ظل طوال حياته الممتدة في السينما يوجه ويرشد ويطور ذاته وذلك بمشاركته في جميع أنحاء العالم بورش العمل السينمائي. له عدد من المشاركات الناجحة في عالم الإنتاج والإخراج والتصوير السينمائي ومنها فلم (بركة الشيخ) يظل الرائد السينمائي جاد الله جبارة واحداً من أشهر وألمع المنشغلين بالفن السينمائي في السودان ويكفي أنه لا تُذكر السينما السودانية إلا ويذكر جاد الله جبارة. أنتج فلم البؤساء الذي لم يتثنَّ له مشاهدته أثناء حياته فكان أن عُرض بعد وفاته.