منذ أكثر من ثلاثين عاما ورياضة السودانيين في بلاد المهجر، تعيش مرحلة انعدام وزن وتقف في نقطة معينة دون حراك رياضي مشرف يعود بالنفع على رياضة الوطن الحبيب، حيث تتمركز أنشطة الروابط الرياضية في بلاد المهجر على الأنشطة الرياضية السنوية في عدد من المدن السعودية شرقها وغربها شمالها وجنوبها ووسطها، ويكون لكرة القدم اللعبة الشعبية الأولى القدح المعلى من الأنشطة الرياضية في كل الروابط، حيث تقام الدوريات الموسمية والدورات التنشيطية ودورات الراحلين من الرياضيين الذين أثروا الساحة الرياضية في بلاد المهجر، وتلقفتهم يد المنون. والمدهش في الأمر حقا هو أن تلك الأنشطة التي تقوم بها الروابط الرياضية خاصة في المنطقة الشرقية وغيرها من الروابط المنتشرة في مدن المملكة العربية المختلفة أنها تقتصر وبكل أسف على تزجية أوقات الفراغ وملئها بالأنشطة الرياضية لقتل ذلك الفراغ القاتل، مما يعني أن النظرة التي تقوم عليها الروابط الرياضية في بلاد المهجر هي ليست نظرة مستقبلية شمولية لخدمة الرياضة في وطن الجدود بشكل عام، والدليل أن أنشطة تلك الروابط تقتصر فقط على تلك الأنشطة الرياضية التي أشرنا إليها وتعتمد على اللاعبين كبار السن من أولئك الذين ترجلوا عن صهوة جيادهم من الملاعب واعتزلوا اللعب بعد سنوات طويلة من العطاء، بجانب بعض اللاعبين الآخرين القادمين من الفرق الدنيا في ليق الخرطوم وأم درمان وبحري ولاعبي الولايات الذين تركوا الملاعب، وهذا يعني أن هؤلاء اللاعبين يؤدون مبارياتهم للمحافظة على رشاقتهم والبعد عن الترهل وتراكم الأجساد فيما تنعدم فرص الاحتكاك بين الروابط الرياضية في المناطق الأخرى والمناطق المجاورة بإقامة دوريات موسمية للروابط الرياضية في المملكة العربية السعودية على مستوى المملكة للروابط الرياضية المتعددة، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى وهي الأكثر أهمية فإن هذه الروابط تفتقر لأهم إبجديات الروابط الرياضية في بلاد المهجر لخدمة رياضة الوطن من خارج الحدود، حيث لا يهتم القائمون على أمرها بدوريات البراعم والناشئين والشباب وهي الجزئية الأهم التي من الممكن أن تخدم رياضة الوطن بصورة مثالية وأكثر إيجابية بحكم أن مثل هذه الدوريات ستسهم في تقديم الروافد المغذية لمنتخبات الوطن من اللاعبين الواعدين في فئة البراعم والناشئين والشباب الذين من الممكن أن يأخذوا مواقعهم في خارطة المنتخبات السودانية للفئات السنية بالدرجة التي ستخدم تلك المنتخبات على اعتبار أن التأهيل الخارجي يسهم بصورة مباشرة في إعداد اللاعبين الواعدين بطريقة تختلف عن تلك التي تقام داخل حدود المعمورة عطفا على وجود البنيات التحتية السليمة خارج حدود الوطن لإعداد اللاعبين الواعدين وتعلمهم أبجديات الكرة بالصورة العلمية الحديثة التي تتوافق مع مجريات الكرة الحديثة في العصر الحديث ونحن تواقين حقيقة إلى أن ينصرف رجالات الروابط المختلفة في المملكة العربية السعودية الى الاهتمام أكثر وأكثر بدوري وأنشطة الناشئين والبراعم والشباب في بلاد المهجر حتى تؤدي تلك الروابط دورها المنوط بها، ونحس بالفعل أنها تسهم في نهضة الكرة في وطننا الحبيب كي لا تصبح رياضة المهجر مجرد رياضة للتسلية وملء وقت الفراغ وقتله بحثاً عنه.. وهنالك جزئية أخرى تتعلق بالأنشطة الأدبية والثقافية لتلك الروابط حيث نفتقدها تماما إلا من اجتهادات بعيدة المدى يقوم بها الأديب الثقافي الأستاذ مختار غندور في الرابطة الرياضية الأم بإقامة بعض الليالي الأدبية والثقافية في فترات متباعدة وما نرجوه هو أن يكون هنالك تفاعل قوي ومفيد كي نصل إلى الغايات التي نرجوها من تلك الروابط الرياضية في بلاد المهجر.