في حكايات الأقدمين من الفرنجة، أن ذئباً تنكّر في فرو كبشٍ ودخل قطيعاً من الخراف، وظل يراود حملاً صغيراً بالذهاب معه للاستمتاع بالعشب أسفل الجبل، بعيداً عن ذلك المكان، يريد الانفراد به. فتمعنته نعجةٌ عجوز، وتشككت في أن يكون ذلك خروفاً، حيث ظهر جلياً من أنفه الذي لم يحسن إخفاءه. ولى الذئب مدبراً بعد أن انكشف أمره. ثم عاود المحاولة مرات وكان في كل مرة يخفي ما انكشف من شكل الذئاب فتكشفه النعجة العجوز في تفاصيل أخرى تميزه عن الخراف. آخر المحاولات التي لم يجرؤ الذئب على إخفائها هي شكل أنيابه التي لا تشبه الخراف... لم يستطع الذئب خلعها لأنه بدونها لن يستطيع الاستمتاع بأكل ذلك الحمل الوديع. من أجل ذلك جرت الحكاية مثلاً بين الناس وحكمة تقول: you can fool some of the people some of the time. But you can,t fool all of the people all of the time. وهي: (إنك تستطيع أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت، لكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس دائماً). وهذا ما وقع فيه «مت رومني» المنافس الجمهوري لأوباما وهما يخوضان انتخابات «2012م». أوباما استثمر نقطة الضعف في «رومني» وأطلق عليها «الرومنيكيا»، وهي المخادعة وتذبذب المواقف في وعود «رومني» الانتخابية فانكشف أمر الذئب «رومني» للنعجة الأمريكية. وفقد «رومني» مصداقيته وسقط سقوطاً مدوياً في الانتخابات. ونال بذلك الحزب الجمهوري «حزب المسنين البيض» هزيمة مستحقه. إن تاريخ الحزب حافل بالدموية والعنصرية وما زالت ذكرى بوش الأب والابن تسببان «الطُمام» والاشمئزاز والغثيان. ٭ سِت البيض الأبيض سوداء للمرة الثانية السيدة «آن» زوجة المرشح «رومني» كانت تحلم بأن تكون سيدة أمريكا الأولى.. حلمت بمفاتيح البيت الأبيض ويا ما حلمت، أرادت أن تمسح اللون الأسود عن البيت الأبيض وتعيد له بياضه حتى في العنصر البشري، بذلك كان يسخر الملاكم الأمريكي المسلم محمد علي كلاي حين قال: موجهاً «لكمة» ساخرة ضد صلف وغرور الرجل الأبيض: «ما أتعب الأسود دربه وأطوله، ربما بدأ كل هذا العذاب حينما جرته أمه إلى كنيسة البابتيست أو الكاثوليك ورأى صور المسيح لأول مرة ورأى شعره لم يرزق لأسود، وعندما رأى العشاء الأخير فيما بعد وجد أن كل الجالسين إليه رجال يشبهون المسيح وكانوا بيضاً، ولم يجد تصاوير لرجال سود فتصعد أرواحهم إلى السماء فتحلق بالملائكة الشقر. وفي كتاب الصور وجد الأخيار كلهم بيضاً وملكة جمال العالم بيضاء، وملكة جمال الكون بيضاء، وملكة جمال أمريكا بيضاء والرئيس الأمريكي يسكن في البيت الأبيض، وكعكة الملائكة بيضاء، وكعكة الشيطان سوداء، والشيء الأوحد الذي يعرفه هو إفريقيا سوداء، فمن تظنونه ملكاً عليها؟... أووه إنه طرزان أبيض!!!»... هكذا كان يسخر كلاي. أما المشهد الكوميدي الذي ظهر على مسرح الانتخابات الأمريكية غداة إعلان النتيجة، فقد كان على خشبة الجمهوريين ساعة كاملة..... كان يبدو أنه فيلم تراجيدي.. لكنه في الواقع كوميدي رغم الوجوم والحزن اللذين كانا يسيطران على وجوه «المسنين البيض» وحزب الشاي!!..... وطبعاً خلف الكواليس يمكنك أن تتخيل أن مياهاً كثيرة ربما صبوها على رأس «رومني» ليفيق من الصدمة... وأمكن أخد ليهو دش أو «شمموهو بصلة» أو رشو عليه «كلونيا»... ما معروف الحاصل شنو وراء الكواليس ربما بذل «طاقم» التجميل والاختصاصيين جهداً كبيراً ومساحيق لا حد لها لإعادة البسمة لوجه «رومني» لكن واضح أنهم فشلوا في وجه «آن زوجته التي كانت تلبس «البمبي».. فستان قصير فوق الركبة.. أبت البسمة الحقيقية أن تجلس على وجهها رغم التصنع.. «رومني» كان قد أعد للفوز الذي كان واثقاً منه «1118» كلمة. لا ندري أين ذهب ذلك الخطاب وماذا نالت إسرائيل من وعود منه... هل هي «1118» كذبة يا ترى؟.... السيدة «آن رومني» كانت هي الضحية ونسى «رومني» أن يعتذر لكلبهم... وانتصر كلب ناس أوباما بفترة رئاسية أخرى لأربع سنوات، أعلنها أوباما في خطابه وهو يؤكد لشعبه أنهم سيتحفظون بكلبهم... ناس دايشة وكلاب عايشة!! هل يستطيع أوباما أن يفعلها؟.... هذه آخر فرصة تاريخية له في أمريكا.... هي يمكن أن يكون نقطة تحوُّل كما كان مارتن لوثر كنج؟!. قال مارتن لوثر كنج «إن الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في أي مكان» ويسخر الرجل الأسود دائماً من ظلم الرجل الأبيض وتعاليه الأجوف. الروائي المسرحي الأمريكي ماكنيل ديكسون قال: «كان أنجح تجار الرقيق المتمركزين في ليفربول هو السير جون هوكتر الذي اختطف «75» ألف إفريقي من أوطانهم بغرب إفريقيا. وكان اسم السفينة التي نقل بها الرقيق هو المسيح». وأخيراً فإن هناك دعوة كوميدية طريفة يوجهها النجم الفكاهي الأسود سامي ديفز... لعلها هي التي طبقها أوباما في خصمه «رومني»... يقول في دعوته: «يسرني سيدي أن استضيفك في كاليفورنيا إن وجدت نفسك ذات يوم بها... أرجو أن تزورني لتستخدم حوض السباحة الخاص بي.... ويسرني أن أعطيك بعض الدروس في الغرق».