للمرأة في الغربة اسهامات عديدة لا تقتصر على تربية الابناء وتحمل مشاق الغربة فقط لأن هذه المكونات تخرج الإبداع واقعًا ملموسًا، وكان لقاؤنا بالأستاذة نعمات محمد صالح التي بدأت مراحلها التعليمية بمدرسة الشجرة الابتدائية والثانوية العامة بمدرسة الخرطوم الاميرية ثم الخرطومالجديدة والتحقت بجامعة النيلين كلية الآداب قسم اللغة العربية دفعة 1988م 1989م، بدأت غربتها عام 1994م بهجرة رب الأسرة لكندا وعادت ولحقت به عام1997م.. التقتها نافذة مهاجر لتتعرف على تجربتها في الغربة واوضاع الجالية السودانية بكندا ودور المرأة السودانية بالغرب فكان لنا هذا الحوار: حاورتها: رشا عبد الله ماذا اضافت لك الغربة وماذا خصمت؟ الغربة أضافت كل معاني الحب لوطن بعزُّو شديد وزاد ريدوا فى القلب كما من المعروف ان كندا بلد متعدد الثقافات والأجناس وذلك بسبب الهجرات المتزايدة يومياً لذا قد اكتسبت الكثير المفيد من هذا التعدد إضافة للأشياء الجميلة التى اكتسبتها من الثقافة الغربية والتى اضافت لي الكثير.. ايضًا خصمت مني لمة ناس سماحة الطيبة جواهم وضحكة الاعماق وناس السترة كاسياهم بجانب انها خصمت الإحساس بالالفة والمودة وفقدت كتير ريحة الطين وروعته... متى تشعرين بالغربة؟ أشعر بالغربة ومرارتها عندما يأتي عيد من الأعياد ونهيئ انفسنا له ولم يطرق الباب طارق واحد لنسمع «كل سنة وانتو طيبين او العيد مبارك عليكم» عندها تُذرف الدموع وعندها اقول «احبك يا سودان» اشعر بالغربة عنما يأتي عيد الأضحى كل عام ولم تشاهد«أمنية» ابنتى الوحيدة كيف يُذبح الخروف وسط هالات السعادة التى تعلو وجوه الاطفال والكبار وابنتى الآن تبلغ ال18 عاماً. كيف تقيِّمين وضع المرأة بالخارج؟ المرأة فى دول الغرب تختلف اختلافاً كبيراً عنها فى الدول العربية فهنا واخص المرأة السودانية نجدها تعمل بجد جنباً الى جنب مع زوجها مكافحة بصورة اوسع واقصد بذلك انخراطها حتى فى الاعمال الشاقة نجدها تعض على تربية اولادها بالنواجزذ خوف الانفلات رغم ذلك نجدها تهتم بالعمل الاجتماعى فى اطار مجتمعها السوداني. حدثينا قليلاً عن الجالية السودانية بمدينة هاملتون بكندا ومناشطها؟ بمدينة هاملتون اكثر من «200» اسرة سودانية هذا إضافة الى الشباب غير المتزوجين تكونت رابطة سودانية هنا منذ عام «1994م» و درجت على الاهتمام بكل امور السودانيين وجمع شملهم حتى تطورت وتزايد العدد وتم تسجيل الرابطة رأسياً لدى الحكومة الكندية كمجتمع فاعل وله دوره المؤثر فى انتخابات الحكومة. كما تقام سنوياً جمعية عمومية ومن ثم يتكون المكتب التنفيذي والذي يضم العديد من المكاتب. ماذا عن النشاط الذى يقوم به مكتب المرأة والطفل بالجالية؟ مكتب المرأة يهتم بربط المرأة السودانية بالمجتمع الكندى ويقوم بتقديم كل المساعدات للاسرة المهاجرة الجديدة وتوجيه الأخوات للانخراط فى المدارس الإنجليزية لتعليم اللغة الإنجليزية لأنها من اساسيات التعامل والحياة كما قمنا فى عام 2000 بفتح فصول لتعليم اللغة العربية حتى لا يفقد اطفالنا لغتهم الأم وما زالت الفصول قيد العمل بمكتب التعليم الكندى إضافة لإشراك الأطفال بجميع المناشط الاخرى الرياضية والثقافية منها.. ماهي الصعوبات التي تواجه الأسر السودانية فى الدول الغربية؟ الأسر السوانية وخاصة المسلمة منها تعاني كثيراً من الاختلاف الديني والثقافي حيث ينشأ الطفل ويكون وجوده جل وقته بالمدرسة فيلتقط الكثير فإن لم يكن هنالك تغذية قوية من الأسرة وتجديد وتحديث لكل معلومة يختزنها من المدرسة تصبح هنالك معضلة يصعب حلها بمرور الوقت، أعني من هذا ان المجتمع الغربى صراحة مؤثر وجاذب لذلك تكمن المعاناة ونبذل الجهد فى التربية مضاعفًا وبذكاء يوازي نفس مستوى العقل الكندي انما على طريقتنا الإسلامية. بجانب هذه السلبيات هل هنالك ايجابيات استفادت منها الأسر؟ حقاً نحن لا ننكر فضل هذا البلد فقد تعلم ابناؤنا احسن التعليم «مجاناً» ونهلوا من الثقافة والعلم والتعامل الراقى كمان ان الدعم الصحى مثل العلاج فهو جيد. هل قررت ترك الغربة والعودة للوطن؟ الوطن اعشقه حتى الثمالة لم اكن يوماً افكر فى البعد عنه فكتبت عنه الكثير فى اشعاري كما تغنيت له واحلم بقربه. علمنا انك شاعرة ولك العديد من الأعمال الأدبية حدثينا عن تجربتك مع الشعر؟ تجربتى وعلاقتى مع الشعر نشأت منذ ان كنت تلميذة بالصف السادس كنت مغرمة باللغة العربية وكتابة وتأليف الأناشيد والخواطر حتى تطورت ونمت وقمت ببعض الأعمال بالدورات المدرسية عندما كنت أعمل بالتدريس والحمد لله كانت جميعًا من الاعمال التى فازت بها المدرسة بعدها اتجهت الى كتابة لشعر الغنائي سنين طويلة الى ان تمخضت التجربة بميلاد ديوانى الاول «نزيف الغربة» والذى تمت اجازته وتسجيله قبل شهور وهو جاهز للطبع كما ان هنالك ديوان «همس الأمواج» هو الآخر جاهز فقط فى طور التجميع والترتيب وكذلك لقد تغنى لي فنان الطنبور معاوية المقل اغنيتين وهنالك 3 اغنيات لدى الفنان سامي المغربي كما ان هنالك قصيدتين مجازتين لدى الفنانة نانسي عجاج وواحدة اخرى لدى الرائع طلال حلفا. وأخيراً هل قررت ترك الغربة والعودة للوطن؟ كلماتي بها الاجابة.. والله بريدك يابلد، انا حبى ليك، انا ريدى ليك، زى ريدة الام للولد، يا الكنت لى ضلى وضراى، يالانت لى غابات سعد، صدقنى مهما بقيت براى، فى الغربة مهما طال امَد، باتوسدك فى الغربة فَيْ، واسرع خطاى تطوينى طى، وتزيدنى من حبك مدَدْ. كلمة أخيرة ؟ واخيراً الشكر اجزله لجريدة «الإنتباهة» العريقة ولكل القائمين بأمرها.