أرسل لي الأخ أبو بكر المجذوب من اللجنة العليا لمقاطعة اللحوم الرسالة التالية على صفحتي في فيس بوك: «قاطعي اللحوم لمدة 3 أيام ما تاكلي بيرقر ولا شاورما» فكتبت له : « أنا أصلا بعاف البيرقر والشاورما لكن بحب الشية » فكتب لي : « تقاطعي في زين من سنين ما قادرة تقاطعي الشية لمدة 3 أيام» ؟ فكتبت له: « قلت بحب الشية لكن ما قلت قاعدة آكلها» ! لا نقدح في نبل غرض لجنة المقاطعة ومن ساندوها من الذين أثبتت لنا حملتهم أن هناك بقية من أكلة اللحوم بين هذا الشعب الذي أدمن البوش لدرجة أن العوض عاف دمه وما اندحار الملاريا بفضل جهود الحكومة في مكافحتها ولكن لأن البعوض لم يجد فيه فائدة تضاهي اجتهاده في الوخز وامتصاص الدماء والدليل على نجاح حملتهم أن أسعار اللحوم انخفضت حسب مانشيتات الصحف التي صدرت في اليوم التالي للمقاطعة، ولكن عموم الشعب السوداني انقطعت صلته باللحوم منذ وقت مبكر ولم يعد له علاقة بها سوى علاقة «الحلة بربع الكيلو» هذا إذ اضطرته الظروف لشطر الربع لنصفين أو على الأقل «يعلق ليهو منو شرموط» ينفع في اليوم الأسود رغم أن أيامه أي الشعب كلها قد أصبحت سوداء. نبل الهدف الذي حفز الدكتورين نصر الدين شلقامي وياسر ميرغني وبقية عقد جمعية حماية المستهلك أجبر الجميع على التضامن معهم في شبه إجماع حتى الجزارين المستهدفين بالمقاطعة حين علق بعضهم لافتات المقاطعة على حوائط جزاراتهم ولا ندري إن كان تضامناً حقيقياً أو من قبيل التهكم بمعنى : « بلوا لافتاتكم واشربوا مويتا». الطريف أن البقوليات «رفعت قزازا» بعد المقاطعة حين أقبل الناس عليها أما الفراخ فمن زمان « قزازو مرفوع» ! حتى فراخ الوالي المخفض لم يستمتع به الناس إلا على صفحات الصحف التي حملت أنباء التخفيض ولعل المرة الوحيدة التي عرف فيها الغلابى طعم الفراخ جيدًا كانت أيام إشاعة انفلونزا الطيور .« يعني كل ما يرقعو حتة تتفتح حتة تانية زي الساقية من البحر وللبحر». ..وريتونا لكن! ولأن «الشينة منكورة» على وزن «الغالي متروك» فالحيرة تتملكنا تجاه مسببات موجة الغلاء التي تحولت لأزمة فبينما تنكر الحكومة صلتها بها وتنفي أي مبررات لها سوى جشع السوق يلقي التجار باللوم على الحكومة وضرائبها وجباياتها التي تضطرهم لتعويضها فلا يجدون سوى جيب إنسان بلادي المسكين «الأصلو المقدود» و«البغلبا راجلا بتأدب حماتا» وفي الحالتين المواطن هو الضائع. نتمنى أن ترينا جهة حكومية مسؤولة عن أمن المواطن بما في ذلك الاقتصادي جدية مثل التي أبدتها جمعية حماية المستهلك التي اجتهدت قدر استطاعتها والتي أثبتت أنه بالإمكان محاصرة الغلاء بدليل ردود الأفعال التي أحدثتها المقاطعة وأن تشمل المحاولات كل الأساسيات التي يحتاجها المواطن، فليس باللحوم وحدها يحيا الإنسان. لكم ودي