تتفرق مخاوف الشباب بين عدة قضايا فبعضهم يرى أن تكوين أسرة والحصول على وظيفة من أبرز المخاوف في حياته والبعض الآخر يعتبر أن ثالوث الانحراف والإدمان والتطرف هي من أبرز مخاوفه في ظل الحياة الصعبة التي نعيشها اليوم. أما عن أكبر الهواجس التي تشكل بعبعاً لأغلب الشباب الخوف من المستقبل فيعتبر الكثير منهم أن مسألة تكافؤ الفرص ليست إلا شعارات، فالخوف من الغرق في مستنقع الفقر ومواجهة الصعوبات الحياتية والمسؤوليات الاجتماعية والفشل العاطفي وعدم الاستقرار تثير الرعب بمجرد التفكير بها. تحدث خالد عن أن حدوث صعوبة الأوضاع الاقتصادية أكثر من ذي قبل، لم يعد هناك طموح لمعظم الشباب لتقديم خدمة لبلدهم أو للأجيال القادمة لأن الوضع الاقتصادي والسياسي يجعل بعض الشاب يحاول النجاة بمستقبله فازدادت الهجرات للخارج من أجل توفير حياة كريمة. أما عن إيمان غالب وهي طالبة تقول إن أكثر ما يثير الخوف عندها البطالة والجلوس في المنزل وعدم إيجاد فرصة لتحقيق أحلامها التي درست كثيرًا لتحقيقها، فهي ترى الكثير من الخريجين الذين من قبلها لم يجدوا عملاً بالرغم من جدهم واجتهادهم وإحرازهم لأفضل الدرجات ليجدوا أنفسهم في الشارع إما بحثًا عن أي عمل أو جلوسًا دون أمل، لكنها تقول لا ينبغي الاستسلام لصعوبة الأوضاع الاقتصادية وقلة فرص العمل فلا بد من الصبر والمثابرة والاستفادة من القدرات في نواحٍ يجد المرء أنها تتناسب مع قدراته وإن كانت خارج تخصصه. أما «عبد العزيز» فيخاف من فقدان الأمان، وقال إن الغدر والخداع أصبح هو المسيطر على الناس والمحرِّك لدوافعهم فهو يخشى من ضياع الروابط الاجتماعية وفقدان الثقة بين الناس من أجل الكسب المادي والدنيا الفانية لذلك فهو يخاف من أن يفقد الثقة في من حولة وخاصة أقرب الأقربين له. أما «عبد الرحمن» فيخشي من الفشل العاطفي لذلك لم يخض أي تجربة عاطفية بالرغم من الفرص التي أتته ولذلك يخاف عند التفكير في مشكلته أن تستمر معه لبقية حياته ويقضي ما تبقى من عمره وحيداً وأيضًا «أبوبكر الشيخ» الذي يمثل له فقدان الفتاة التي يريد الارتباط بها لعدم مقدرته على الزواج منها حتى غدا شغله الشاغل.. وينضم لهم «محمد» الذي أخشى ما يخشاه عدم مصادفة فتاة أحلامه التي وضع لها بعض الشروط، وعلى النقيض تخاف مجموعة أخرى من الشباب من الفراغ الديني والفكري حيال الأجيال القادمة، فقال «عوض» أخاف من اليوم الذي أرى فيه الشباب السوداني مثل الغربي يتبع ملذاته ويترك دين الإسلام وتعاليمه وتوجهاته ويتفرغ للهو والكسل والخمول وأيضًا مصعب يخاف من خروج الأهداف النبيلة من قلوب وعقول الشباب وتحل محلها الغرائز الحيوانية والرغبات الشيطانية فيضيع شبابهم هباء منثورًا فيفقدوا دنياهم وأخراهم أما عمر فيخشى على الشباب من الدخول في غيبوبة الفراغ الفكري بالمخدرات والملذات والقضايا الانصرافية وترك ماهو مهم ويقول هناك فئة من الشباب يخافون من التفلتات الأمنية وحدوث الحروب منهم «مهند». ماذا يقول الخبراء؟ نظر الباحثون الاجتماعيون حول مخاوف الشباب بعدة منحنيات منها أن الخوف من المجهول أمر طبيعي للإنسان ومحفِّز لهم من أجل المضي قدمًا، وآخرون يرون أن الخوف سلوك سلبي لا بد من التخلص منه وعلاجه ظاهرياً وباطنياً متمثلاً في عدم الاستسلام للشعور بالخوف أو التردد وأن يكون الشاب صاحب عزيمة وإصرار أما باطنيًا أن يوجه الشاب نفسه داخلياً كالتفكير بالرضا وإرجاع ثقته بنفسه وعدم الانفعال في حالات الفشل.