من المعلوم عند أهل العلم وأهل الفقه أن هناك صيغتين للأذان هي أذان بلال وأذان أبي محذورة، وكلاهما صحيحتان مقبولتان ولا تختلفان إلا في شيء واحد وهو الترجيع.. ففي صيغة أذان أبي محذورة يرجِّع المؤذن بعد قوله: الله أكبر الله أكبر، صيغة الشهادتين بصوت خفيض وقالوا هذا لأهل البادية وليس لأهل المساجد، ثم بعد الترجيع ينادي بالشهادتين بصوت جهير ضمن عبارات الأذان الأخرى. وليس ذلك في أذان بلال. ولكن فيما عدا ذلك فإن الأذن لا تخطئ أن تسمع في أذان أهل السودان عامة وفي كثير من المساجد أخطاء واضحة جلية وغير خفية وغير مقبولة ولا يجوز السكوت عليها بأي حال من الأحوال. وأخطر ما في هذه الأخطاء أن بعضها يمكن أن ينتقل إلى الصلاة فيبطلها. وأول هذه الأخطاء ما يحدث في المد في بعض مفردات الأذان وأخطره في قول المؤذن: الله أكبر، والخطأ يأتي في هذه الجملة في مواضع: أولاً: من الألف الأولى في اسم الجلالة «الله» إذا مدت تحوّلت إلى استفهام «آلله أكبر؟» فخرجت عن المعنى فإذا جاءت في تكبيرة الإحرام أبطلت الصلاة. ثانياً: في الباء في قوله أكبر فإذا مد الباء فوق الحركة الواحدة المسموحة وقال «أكبآر» تبدّل المعنى لأن أكبار جمع لمفرده كبر ومعناها الطبل. وعلى أي حال إذا كانت حركة المد ناتجة عن الفتحة أو الكسرة أو الضمة، فلا يجوز أن تزيد على الحركة الطبيعية.. ولا تصل إلى المد الناتج عن الألف أو الياء أو الواو. فالهاء في اسم الجلالة لا يجوز أن تمد حتى يتولّد منها واو فيقول المؤذن «اللهوو أكبر» بينما هناك ألف أخرى في اسم الجلالة بين اللامين منطوقة وغير مرسومة يجوز أن يمد المؤذن فيها صوته قليلاً . ثالثاً: من وجه عا، لا يجوز أن يتمادى المؤذن في مد الحركات الثلاث حتى تتحول كل حركة إلى الحرف الذي يقابلها من حروف اللين: الفتحة يقابلها الألف والكسرة يقابلها الياء والضمة يقابلها الواو. فلا يقول المؤذن محامداً «راسول الله» ولا يقول «حايَّ على الصلاة» ولا حي عالى الصلاة، ولا يقول: حيّ عالا الصلاة ولا يقول «حي على الصالاة» ولا يقول «أنَّا محمداً رسول الله» رابعاً: يجوز الإبطاء قليلاً عند الحرف المشدّد مثل الياء في حيَّ على الصلاة والميم الثابتة في محمَّد. خامساً: بعض المؤذنين تسمعهم وكأنهم يقولون: صلاة خير من النوم بإلغاء أداة التعريف أل، والتي يجب الإتيان بها كاملة ولا تكون كذلك إلا وتظهر الشدة على الصاد. سادساً: لابدُّ من إظهار هاء الصلاة في الأذان لأن حذف الهاء يحول المعنى إلى شيء آخر. وهناك مواضع أخرى فيها أخطاء واضحة يقع فيها المؤذنون. وهناك أخطاء من نوع آخر يقع فيها المؤذنون في الأذان وفي الإقامة: منها: قولهم أشهد أن محمداً رسولَ الله بفتح الميم الأولى في محمد ونصب كلمة رسولَ، في حين أن إعرابها أنها خبر أن مرفوع بها وعلامة الرفع الضمة. أما قولهم رسولَ فيجعلونه بدلاً من محمد ولا زال العامل يحتاج إلى خبر وقد سمع أحد الأئمة مؤذناً ينادي «أشهد» أن محمدًا رسول الله» بالفتحة على اللام، فنظر إليه متعجباً وسأله: ما له؟! أن «محمداً رسول الله»،اسم أن فما خبرها؟ ومنها: اللحن القبيح في قولهم الصلاة خير من النُّوم بالضمة على النون والصحيح أنها النَّوم بفتحة على الشدة مما يجعل الواو بعدها ساكناً أي النَّوْم. ومنها أنهم يقولون في الإقامة قد قامتُ الصلاة بالضمة على التاء في قامت والصحيح أنها ساكنة وتكسر لالتقاء الساكنين.وأخيراً وليس آخرًا نأتي إلى ما قالوه في التمطيط والتنغيم، أما التمطيط فيجوز على قدر الحاجة في حركات الإعراب الثلاث. ويجوز في وسط الكلمة أو في آخرها أو في آخر كلمة في العبارة، أما التنغيم وهو التغني فهو حسن إذا كان من باب تحسين الصوت، أما إذا كان من باب التطريب والتلحين فهو مما استقبح في الأذان وفي قراءة القرآن. السودان يصطف دفاعاً عن عقيدته وشريعته هذا بالضبط ما حدث.. فمنذ أن صدر المقال الثاني بعنوان :«رابطة الدفاع عن العقيدة والشريعة» وحمل الدعوة للاكتتاب والمشاركة فما زال أهل السودان يتدافعون من الداخل والخارج يقدمون أنفسهم للدفاع عن العقيدة والشريعة.ولقد كنت أظن أن الأمر سيجد قبولاً واستحساناً ولكنني لم أكن أظنُّ أن أطمع في أن يجد إقبالاً مثل هذا!! والذي يطمئن ويسر أنني لم أتلقَ من أي أحد استدراكاً أو اعتراضاً أو توهيناً.. وهذا إن دلّ فإنما يدل على أن الحاجة ماسة حقاً وصدقاً للقيام في وجه الذين يسعون إلى تنقُّص العقيدة أو إبطال الشريعة، ويدل أيضاً على أن أهل السودان مستعدون بوعي وإدراك للتصدي لكل من تسوِّل له نفسه أن ينال من عقيدة الأمة وشريعتها وسنوالي إبراز الخطوات اللازمة لإخراج الرابطة إلى النور في القريب العاجل.