تعتبر الزراعة المطرية من أهم القطاعات في السودان حيث يمارسها جزء كبير من السكان بجانب مساهمتها في توفير معظم الإنتاج الزراعي بالسودان، وكذلك مساهمتها في الدخل القومي بالبلاد، حيث تسهم في إنتاج محاصيل الصادر مثل السمسم والصمغ العربي والكركدي وزهرة الشمس وتنتج «75%» من إنتاج الفول السوداني و«85%» من إنتاج الذرة بجانب القطن رغم ذلك إلا أن القطاع في السنوات الأخيرة عانى إهمالاً كبيرًا تمثل في السياسات الكلية وضعف التمويل المقدَّم من الجهات الحكومية، بجانب خدمات التأمين والتسويق. حيث أوضح الأمين العام للنهضة الزراعية عبد الجبار حسين أن القطاع كان يمثل عماد الاقتصاد، مشيرًا إلى أن تذبذب السياسات الكلية لسعر الصرف والتضخم أدى لعدم الاهتمام بالقطاع، مبينًا أن الأمانة تسعى بالتنسيق مع وزارة الزراعة لوضع دراسة مع بيوت خبرة أجنبية لحل مشكلات القطاع، بجانب الاهتمام بالبنيات التحتية واستخدام التقانات الحديثة، والاهتمام بقضايا الإرشاد والبحوث.. فيما دعا خلال مخاطبته الاجتماع التفاكري حول قضايا القطاع المطري رئيس اتحاد المزارعين صلاح المرضي لحل مشكلات القطاع المتمثلة في التسويق والتمويل عبر أسس عادلة تجارية وليست سياسية وحل قضايا المعسرين، مبينًا أنها أضحت من القضايا التي تسيء للمزارعين، مشيرًا إلى أن نسبة تعسر مزارعي القطاع لا تتعدى ال 10% من جملة 90% التي جلها بالقطاع المروي، لافتًا لتحمُّل القطاع ثمن الإعسار مما أدى لهروب التمويل. حيث أكد نائب رئيس الاتحاد غريق كمبال في ورقته التي قدمها في الاجتماع أن القطاع يعاني من التهميش رغم مساهمته الكبيرة في حياة الناس، مبينًا أن السياسات التمويلية التي تنتهجها المصارف بها الكثير من الإجحاف، مشيرًا إلى أن حجم تلك المبالغ لا يتعدى 20% من جملة التمويل رغم أنها الأكبر مساحة من القطاعات الأخرى، لافتًا أن الصيغ المالية لا تسهم بالصورة المطلوبة، إضافة لإخفاق التمويل الأصغر في تقديم الخدمات المطلوبة، مشيرًا لضرورة مراجعته حتى تعم الفائدة، مبينًا أن سياسة السلم بها 30% أرباح بجانب مشكلة الضمانات التي يعاني منها المزارعون، وقال إن القطاع تمثل نسبة العاملين به أكثر من 60% وهي تشكل في مجملها أكثر من 35 مليون فدان، ونوَّه بضرورة اهتمام الدولة وأن تجد حظها العادل في سياسة الدولة الكلية، وشن غريق هجومًا على سياسة وزارة الزراعة الاتحادية ووصفها بغير المنصفة، موضحًا أن الدعم المخصص والمبلغ مليار جنيه لا يوظف بالصورة المطلوبة، وقال إن الدعم المقدم كفيل بإحداث حراك اقتصادي قوي، مبينًا أن الوزارة اهتمامها يتعاظم تجاه الزراعة المروية، وطالب غريق الاهتمام بقضايا التسويق والتأمين الزراعي والزكاة، مطالبًا بأخذها بعد خصم التكاليف.. ممثل البنك الزراعي أكد استعداد البنك لتنفيذ مقترحات تفضي لتطوير الزراعة التقليدية المطرية والاهتمام بتوفير التمويل.