إن هرج دينج ألور ومجموعته الذين ساعدوا في شأن فصل الجنوب، هذا الهرج الباطل حول أبيي ظلوا يرددونه حتى أدخل الغبن على سكان الجنوب أنفسهم ولكن للقارئ أن يفهم أن ترسيم حدود مديرية كردفان وداخلها منطقة أبيي تم كعمل إداري منذ ترسيم حدود السودان بمديرياته التسع في العام 1905م ويعتبر اقتلاع شبر من تلك الحدود الجغرافية التي تعارف عليها الناس عبر العصور وإلباسه الثوب الدولي لأغراض تستهدف النيل من السودان هو محض سعي لتمزيق وتفتيت السودان وبذلك السعي المغرض لتهيئة الحروب الأهلية في كل المناطق المتاخمة تاريخياً وجغرافياً للجنوب المنفصل الآن وهذا ما أحدثه خبراء الإيقاد وهم ينصرفون عن كلفتهم ويأتون بأهداف استعمارية ستأتي بالخراب على أهالي هذه الديار والمناطق وقبائلها المتآخية عبر تاريخها وهو بذلك أمر يفضي إلى تقسيم باقي أقاليم السودان لذا فلا بد من محاربة هذا النفوذ الغربي الماسوني وأن نسعى معاً لحل القضايا كلها على أساس الإسلام الذي يعطي كل ذي حق حقه وبكل العدل ولكل مواطن مسلم أو غير مسلم وأن قضية أبيي لم تكن من الأجندة الأساسية في قضية سلام السودان منذ البدء إلا أنها وبدافع دولي مغرض أدخلت في صلب المفاوضات وصارت الآن لعلم القارئ الكريم القنبلة الموقوتة زوراً وبهتاناً كما أن اتفاقية بروتوكول تسوية أبيي قد نصت على حق رئاسة الجمهورية في تكوين لجنة خاصة أو مفوضية لترسيم حدود منطقة أبيي وفقاً لحدود عام 1905م وإنفاذاً لهذا الأمر كونت مفوضية ذات طابع دولي ولعلم القارئ فإن هذه المفوضية ليست هيئة تحكيم دولية وإنما هي مجرد لجنة خبراء وبالرجوع لنصوص بروتوكول أبيي وتسوية النزاع فيها نجد أن كل الفقرات تتحدث عن حق رئاسة الجمهورية في إنشاء لجنة حدود أبيي وهي لجنة تختص بتحديد المنطقة التي كانت تقطنها قبائل دينكا نقوك ذات التسع عموديات والتي اقتطعت من بحر الغزال وأضيفت لكردفان في عام 1905م وأن رئاسة الجمهورية وحدها هي التي تحدد إطار عمل هذه المفوضية الدولية والذي يجب أن يعرفه القارئ الكريم أننا كلجنة دولية لتحديد منطقة أبيي وعلى الطبيعة وفي تلك الرحلات الميدانية قد وقفنا على قبر السلطان أروب بيونق ناظر دينكا نقوك بمنطقة متيانق ديل وهي على بعد «58» ميلاً جنوب مدينة أبيي الحالية وهي على الشاطئ الغربي من بحر العرب وقد زار معنا أولئك الخبراء تلك المنطقة وفهم جميعنا ومعنا دينق ألور أن تلك المنطقة هي كانت مقر دينكا نقوك بالسودان وذلك قبل أن يجبرهم جيرانهم النوير في حروب طاحنة على النزوح شمالاً ويجدوا الترحاب من إخوتهم المسيرية والرزيقات ليعيشوا معاً تلك الحقب الطويلة فهنا فبأي منظور ينوه دينج ألور وأتيامه المأجورة ويحذرون من الرجوع لمربع واحد وهل نسي ألور وجماعته المغرضة تلك الوقفات التاريخية من الناظر الحريكة عز الدين التي ألجمهم فيها بتلك الحجج الدامغة في تلك الندوة والتي أفحم بها الأمير الحريكة عز الدين حينها ألور ومن معه ثم هل نسي ألور نتائج الرجوع لمربع واحد المدمر عندما أجبر أهالي المنطقة على الرجوع لذلك المربع في يوم 27/9/1964م ثم عولج الأمر يومها بحكمة الناظر بابو نمر ناظر عموم المسيرية والناظر دينج مجوك ناظر دينكا نقوك ورجالها ثم أفلت الأمر بواسطة الذين لا يراعون التعايش السلمي بين الدينكا والمسيرية والرزيقات فكانت مآسي 18/2/1965م ثم جاءت لجنة الخبراء بفتنة عام 1965م والسؤال للقارئ هو هل هناك منطقة أو شبر في السودان ذي المليون ميل مربع يرسم ويحدد وفقاً لخارطة رسمت عام 1965م ولماذا أتى هؤلاء الخبراء الخمسة بهذه الفتنة وفي هذا الوقت الحرج من تاريخ السودان ألا يخالف هذا الذي افتعله أولئك الخبراء الخمسة أمر التكليف الذي أتى بهم ويخالف ذلك طبيعة وواقع المنطقة أم أن التاريخ والجغرافية والاثنية البشرية بالسودان يسعى مخطط ماسوني صهيوني لتمزيق وتشتيت أهله وخراب ديارهم هل قرأ هؤلاء الخبراء تاريخ وجغرافية دينقا أم الديار أو المجلد عام 1770م وهل يعرفون الداجو والشات أهل المنطقة يومها وإستضافتهم للمسيرية والرزيقات والحوازمة في ذلك الزمان السحيق وأين كان يوجد النايلوتكس إذا كانوا نويراً أو شلكاً أو دينكا أو أنواكاً وغيرهم يومها هل قرأوا ذلك وهم يزرعون هذه الفتنة؟ إن التعايش السلمي بين دينكا نقوك والمسيرية هو أساس الاستقرار والسلام الاجتماعي في تلك الديار المعروفة تاريخياً وجغرافياً وفي كل خرط السودان بديار المسيرية فأين دينج ألور ومجموعته من ترسيم الحدود وأين يضعون منطقة أبيي التي أبانتها خارطة كابتن لويد في عام 1904م أم أنهم جهلاء.