عدد من الحقائب الممتلئة وواحدة أخرى في اليد تكفي لأن اصحابها مغتربون جيبوبهم مليانة في اعين تكاسة المطار فيهرولون تجاه الحقائب المليانة بحثًا عن مشوار مجز وبعدها تبدأ فصول الاتفاق على سعر المشوار كيف يتعامل التكاسة مع اصناف المغتربين وهل يتشددون في الأجرة ؟ وكيف يتقبل المغترب سعر الاجرة؟ «الانتباهة» تجولت داخل نمرة التكاسة وصالة الوصول بمطار الخرطوم وخرجت بالكثير من الحقائق والطرائف. عبد الرحمن جبرة الله سائق تاكسي قال ان بعض المغتربين الذين يستقلون التاكسي وفي نصف المشوار يختلفون على سعر الأجرة و ان مثل هذا التراجع يجعل التكاسة لا يتحركون الا بعد الاتفاق، واوضح انهم يتجنبون الأفارقة بقدر الإمكان لتشددهم في السفر والمغترب في السابق كان له شنة ورنة اما الآن فيأتي الى البلد يد وراء ويد قدام. اما النور عبد الرحمن سائق بدا حديثه معنا متعجبًا ومتسائلاً عن واقع المغترب.. «يا ولدي انت قايل المغترب دا جايب معاهو كنز» !! التكاسة زمان كانوا يخطفون المغتربين خطفًا اما الآن فصاحب التاكسي ينظر الى الشنط وهو خالف رجلاً فوق رجل والمغترب ذاتو عارف البلد دا كويس وحتى الأجانب يوصّوهم من بلادهم توصية مفتحين عارفين المنطقة الماشين ليها وحكى لنا موقفًا طريفاً مر بأحد زملائه ذلك عندما لمح زميله مغترب «احمر» الشكل فهرول تجاهه وحمل الحقائب فوق التاكسي وانطلق به وفي نصف الطريق اختلفا على سعر الاجرة وبعد شد وجذب اتفقا على سعر لم يرضِ صاحب التاكسي وحاول المغترب «الأحمر» تلطيف الجو فقام بسؤال صاحب التاكسي «هو الطقس عندكم ازاي؟؟» فما كان من السائق الا ان رد عليه بطريقة توضح تذمره من سعر الأجرة فقال «طلع اصبعك شوف». ويقول عابدين محمد سعيد الامين العام لنقابة التاكسي: في السابق كان العمل بنظام عشوائي «الخطف» اما الآن اصبحت هناك نقابة لتكاسة المطار لتنظيم عملهم فالمشوار اصبح لصاحب النمرة والسعر موحد وغير مكلف بالنسبة للمغترب ونراعى ظروف المغتربين ولا نتشدد في سعر الأجرة «والماعندو بنوصلو»، ويجب أن يتفهم المغترب أن السعر يقسم للجالون ومظلات النمرة ودعم أفراد المرور لتسهيل الحركة وإلخ... «والعندو دولار بنوصلوا والماعندو فكة بنوصلو»..اما هشام نبيل صالح مغترب فقد التقينا به في صالة الوصول اوضح لنا انه جاء من دولة قطر التي سافر لها بغرض التجارة، وقال انه تعود على وتعودت على ركوب التكاسي واقر بأن التكاسة ما بيصعبوها مع المغترب لكن بيحبو الدولارات حتى ان احدهم قال لي سابقا «لو عندك الأخضر الليموني ما بنختلف !! وفي النهاية ذكر انهم بشر وهذا مصدر رزقهم.