عندما «كسرت تلج» من قبل لوزير المعادن «البروفيسور» كمال عبد اللطيف بعد زيارته لمنزلنا المتواضع بجبل أولياء هو ووفده الكريم في خواتيم شهر رمضان المنصرم وتناوله الإفطار معنا، توقعت أن يهاجمني البعض حتى وإن كان امتناني هو دافعي، ولكن حدث العكس، فقد وجدت آخرين «كسروا ألواح تلج» إكباراً للخطوة التي قام بها البلدوزر، من بينهم أساتذتي مكي المغربي وأحمد الشريف باتحاد الصحافيين، بل أن زميلا لي ب«الإنتباهة» أفطر معه الوزير في رمضان السابق، قال لي: «والله كنت أتمنى لو واتتني جرأتك وكسرت تلجة زي تلجتك دي لأنو بستاهل». أعدت هذه الذكرى لأنني«ناوية أكسر تلج تاني» للبلدوزر الذي يطوع الأرض ويخرج أثقالها. وها هي الأخبار تنقل لنا عن الوزير أن أرضنا حبلى بأكثر من «27» معدناً باستثناء الذهب وبكميات تجارية موزعة على «19» موقعاً في أعماق البحر الأحمر، إضافة للذهب في أعماق النيل، وإغرائه «3» شركات روسية و«4» صينية بالاستثمار في قطاع المعادن. ويبدو أن شركات أوربية أغرتها خيرات أرضنا وهمة وزيرنا بإبداء الرغبة في خوض تجربة الاستثمار في القطاع. كمال عبد اللطيف بهذه الخطوات الهميمة يفحم من تساءلوا عن علاقته بالمعادن عندما تم تكليفه بالوزارة، مقارنين بينه وبين وزيرها السابق الذي وصفوه بالمتخصص، ولم يدرك أولئك أن الهمة والعزيمة والقدرة على اتخاذ القرار وإقناع الآخرين به، أولى من التخصص طالما أن بين مستشاريه متخصصين، ولا ينكر إلا مكابر الجهود والحياة التي بثها في وزارة تنمية الموارد البشرية إبان استوزاره فيها، ولكن لم تجد من يدفع بعجلتها للإمام بعد مغادرته، فانشغل القائمون عليها بصراعاتهم مع وزارة العمل التي أضيفت إليها، والتي يعتبر الوافدون منها وزارة الموارد البشرية كأنها الابن الضال الذي عاد لحضن والدته «العمل» فانشغل الطرفان اللذان أصبحا كياناً واحداً عن التنمية، وأصبح موظفوها يشتكون قلة الجرذان في الوزارة، وقد عبر لي بعضهم عن مآل الوزارة قائلين: «يا حليل الكان بيملأ خزنتنا بالقروش.. ما في قروش وحسبانا اتقفل». نرجو أن تراجع الدولة هذه الوزارة فإن كانت مهمة فلتلتفت إليها وتدعمها بما استطاعت، وإن لم تكن كذلك فلتلغها ولتوفر على نفسها «شوية مصاريف». حرم والي نهر النيل.. أنت الأصالة مس رئيس التحالف السوداني لقضايا المرأة والإيدز بولاية نهر النيل حرم الوالي الأستاذة محاسن عبد الرحمن سوء من غير قصد مما كتبناه في زاوية «همس وجهر» حين قلنا إنها شاركت ضيوفها الرقص في الحفل الذي أقامته بمنزلها المضياف على شرف وفد البرنامج القومي لمكافحة الإيدز. فقد استنكر بعضهم كلمة «رقص» وقالوا كيف تفعل ذلك وهي زوجة الوالي. عفواً يا من أسأتم الفهم، فأنا لم أقصد أنها رقصت بمعنى«كشفت» وإنما قصدت أنها ابتهجت واحتفت بضيوفها، ولا أظن أن عبارة «قد يرقص الطير مذبوحاً من الألم» مقصود به أن الطير «هجج وكشف»! فالمرأة لم تشارك في حفل ماجن حتى تحمل العبارات بغير مضامينها، وإنما كانت في بيتها الحاتمي الكرم و«حوشها الوسيع»، وقد رقص الجميع بنفس المعنى الذي قصدناه من رقص حرم الوالي ابتهاجاً وتضامناً مع المتعايشين مع الإيدز في إطار رفع الوصمة عنهم، وفي الأساس القضية تهم شريحة تحتاج لذلك التضامن أيا كان نوعه. التحية للأستاذة محاسن ولا نريد أن نسئ بأية صورة لمن حملوا كلماتنا معاني لم نقصدها حتى وإن كان قصدهم خبيثاً ولأ نظنه كذلك!