رغم برودة طقس ذلك الليل إلا أنه كان ليلاً من ليالي جبل أولياء، ستظل تذكره. فمساء الجمعة الماضية أختتمت فعاليات مهرجان الثقافة الأول بالمحلية الذي رعاه معتمد جبل أولياء بشير أبو كساوي، ونفذه مجلس التعايش السلمي بالمحلية برئاسة الزميل علم الدين عمر، شارك المتنافسون في مجال الشعر والمسرح والقصة والغناء الوطني بمشاركة فرقة الفنون الشعبية والفلكلور وفرقة الإكروبات في التاسع من ديسمبر، واستمرت لياليه لتسع. الليلة حظيت بحضور رسمي كبير في مقدمته والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضرالذي أدهشه الحضور الكبير رغم البرد القارس، فشهد لجبل أولياء أنها تقود الثقافة في الخرطوم بل في السودان. ووجه وزير الثقافة بولاية الخرطوم الذي كان حضورا أيضا بتعميم التجربة على محليات الولاية. ولا ننسى وزيرة التوجيه والرعاية الاجتماعية ولاية الخرطوم مشاعر الدولب والمعتمد برئاسة الولاية أميرة أبو طويلة اللتين شرفتا سفح جبل أولياء الذي أقيم فيه ختام المهرجان. وللمعتمد بشير أبو كساوي فلسفة في اختيار مكان الليلة مستوحى«من قصة سيدنا يوسف الذي التقى بنبي الله الخضر عند الصخرة». ومعروف أن جبل أولياء هي المنطقة الوحيدة التي تزخر بكم هائل من الأولياء حتى سميت باسمهم، فهي منطقة لها تاريخها، وسكانها هم أهلها، يعني «ما لقاَط». إذن، فالثقافة هي المدخل للتعايش السلمي بدليل أن «15» ألفاً بين مشارك ومتنافس من كل ألوان الطيف السياسي والقبلي انفعلوا بالمهرجان، وهذا ما ادهش الوالي، فحتى الحشود السياسية لا تكون بهذا العدد الكبير. الشاهد أن والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر كأنما تربطه بجبل الأولياء رابط ود غير رابط السياسة ومسئوليته عنها كراع، فهو لا يفوت مناسبة مهما كان حجمها إلا وجاءها مهرولاً. التحية لجبل الأولياء.. ترابها ونيلها وأهلها. تعقيب وصلتني الرسالة التالية على بريدي الإلكتروني تعقيباً على ما ورد بهذه المساحة الخميس الفائت بعنوان«بين المعادن والموارد البشرية». تقول الرسالة: الأستاذة هويدا... قرأت مقالك اليوم بجريدتكم العامرة.. وانجازات السيد كمال عبد اللطيف والشئ لا يستغرب من أصله، ولكن للعلم، فالسودان يزخر ب«95» معدناً من أهم المعادن المطلوبة الآن على مستوى العالم. وقد وقعت الوزارة سابقاً اتفاقيات مع أكثر من «002» شركة من جميع أنحاء العالم، وأنا أريد أن أحييك على حديثك الطيب عن كمال عبد اللطيف، أو كما سميته أنت«كسير تلج» ولكن لا ننسى فضل هذا الرجل العالم الجيلوجي البروفيسور عبد الباقي الجيلاني الذي سيكتب له التاريخ أنه أسس وزارة من العدم، بعد أن كانت آخر وزارة أسست في التشكيل الحكومي الأخير، وقد استغرب كل الشعب السوداني لتأسيسها لأن الجميع يعتقدون أنه لا يوجد ذهب في السودان يستحق إنشاء وزارة. أتى البروفيسور عبد الباقي الجيلاني بالمعجزات وأصبحت الوزارة هي الأولى، وقد رفدت الخزينة بأموال غطت فاقد خروج البترول في حينه.. ألا يستاهل هذا الرجل أن «تكسري ليهو تلج» أنت وغيرك من الإخوة الصحافيين أصحاب الأقلام النيرة. تحياتي لك ولكل قبيلة «الإنتباهة»... يس بابكر إبراهيم مدير مكتب يس وزير المعادن الأسبق شكرا لك أخي ياسين على متابعتك وأحييك على شجاعتك وعرفانك بالفضل لأهله والتحية للبروفيسور عبد الباقي الجيلاني وندعوا الله مخلصين أن يكثر الله من أمثاله. وأقول للأخ يس أنني لم أقصد «كسير التلج» كهدف ولك أرد المقارنة بين حال وزارة الموارد إبان عهده والآن وبين وزارة المعادن التي يجلس على سنامها الآن. بمناسبة كلمة «بروفيسور» سألني بعض الزملاء: كمال عبد اللطيف ده أخد الأستاذية متين عشان تقولي بروفيسور؟ أقول لهم إنه في احتفال تخريج دفعة الزمالة بالأكاديمية العسكرية حيا وزير تنمية الموارد آنذاك كمال عبد اللطيف أمام رئيس الجمهورية الحضور بدرجاتهم العلمية، ولم ينس أن أن يحيي نفسه «البروفيسور» كمال عبد اللطيف. فضحك فخامة الرئيس وضجت القاعة بالضحك.