للحكاية بقية/ يروي بعضا منها/الهميم عبد الرازق الحديث الغاضب والوجوه التي تستقبلك بابتسامة عريضة في الدمازين رغم المحنة وعبارات الحمد والثناء لله التي تسمعها من الناس هناك تنبئك مدى السخط من تلك الحقبة، الأمر الذي جعل البعض يحاول قدر المستطاع أن يمحو آثارعقار من الولاية حتى إن بعض الأيادي امتدت في تلك المحاولة للعبث باللافتات التي تحمل اسمه وصورته في الطرقات وفي بعض المقار، ففي الطريق إلى مركز عقار الثقافي توجد لافتة تدل القادمين إلى المركز تدخلت يد غاضبة ومسحت اسم عقار وكتبت بدلاً منها الإسلامي وصارت اللافتة «المركز الإسلامي الثقافي»، ذات الشيء حدث للافتة بيت الضيافة التي كانت تحمل صورتي البشير على اليمين وعلى شماله عقار حيث مُحيت صورة الأخير تماماً. مدينة للخمور والفساد أفسدوا كل شيء، الآن انتهينا خالص مما يسمى الحركة، أفسدوا الحياة السياسية والطلابية وجعلوا المدينة تترنح من السكارى ومتعاطي الخمور لدرجة أنك إن خرجت في أي وقت ليلاً أو نهاراً تحتار من كثرة السكارى، هكذا كانت عبارات معتمد الرصيرص المكلف علي خلف الله وهو يتحدث لوفد قافلة النصرة والتواصل لاتحاد الشباب، وذات العبارات قالها نائب حاكم النيل الأزرق ووزير الثروة الحيوانية د. آدم عبدالله الذي أشار إلى أن الحركة ورئيسها عقار درجوا على استيراد الخمور بالعربات.. وما ذكر على لسان الرجلين تعضده زيارة مركز مالك الذي أصبح حطاماً بعد تدميره بالكامل من قبل القوات المسلحة بعد أن اتخذه المتمردون مركزًا لإطلاق النار عليها حيث توجد كميات كبيرة من زجاجات الخمور والكحول بكافة أنواعها وجميعها خمور مستوردة. الديسة والسريو .. العودة لسني الإنقاذ الأولى الانتشار الكبير للمجاهدين من الدفاع الشعبي والقطاعات الطلابية والشبابية الأخرى جعل من مدن ولاية النيل الأزرق وكانها عادت إلى السنين الأولى لثورة الإنقاذ حيث ارتفاع الروح المعنوية والتعبئة الكبيرة للجهاد، ويزداد هذا الإحساس للزائر للولاية عندما تتاح له الفرصة لحضور تخريج إحدى الدفعات من الجنود كالتي شهدناها في مركز تدريب الديسة حيث قامت القوات المسلحة بتخريج الدفعة 77 مشاة للمشاركة مع إخوتهم في دحر التمرد وحماية مدن الولاية.. ومن وحي التطبيقات والتدريبات التي أداها المتخرجون على صوت مقدمي التخريج الذين كان من بينهم مدير إعلام مكتب الحاكم العسكري عدت بذاكرتي إلى أيام عزة السودان واكتمل ذلك المشهد وتلك الروح بمسيرة الاستنفار والاستنكار لتمرد عقار التي نظمها طلاب وأهالي منطقة السريو والتي حملت من لافتات الشجب والإدانة للعمل التخريبي الكثير، والمدهش أنها كانت من كافة القوى السياسية وعند صعود الحاكم العسكري للمنصة انطلق أحد المنشدين وهو يردد تلك الأناشيد التي حفظها كل الناس حتى المعارضين للإنقاذ وعادت نغمات « ياسر عرمان.. دا شيوعي جبان.. مالك عقار.. دا شيوعي جبان.. يا البشير علمتو يقود الأوطان» وغيرها من الأناشيد الجهادية. الأطفال.. عودة ثقافة الحرب. عند عبورنا لكبري الرصيرص ناحية المدينة وعند المدخل أطل علينا من قريب عدد من الأطفال يلعبون ويمرحون بعد أن عادت الأوضاع إلى طبيعتها وعاد الاستقرار في مشهد دل على أنهم قد تأثروا بما جرى وراحوا يلوِّحون لبعضهم كل منهم تجاه الآخر وكأنهم يخوضون حرباً مصوبين عصيهم التي اتخذوها أسلحة نحو بعضهم ونحو الأشجار في مشهد يدل على أن ثقافة خشنة وهي ثقافة الحرب قد تركت أثرًا في مكان كان ينبغي أن يشبع بثقافة أخرى هي ثقافة السلام. شباب قنيص .. تحرير الدار شهد مقر الاتحاد الوطني لشباب الرصيرص الكائن بمنطقة قنيص شرق حفلاً نهارياً أحياه الفنان الشاب أبو علامة تجمع له الناس كبيرهم وصغيرهم رجالاً ونساءً من كافة أحياء المنطقة، وكانت الحركة الشعبية قد وضعت يدها على المركز واتخذت منه دارًا لها لم تفلح كل محاولات الشباب لإعادته طوال وجود عقار والياً على الولاية ولكنهم تمكنوا من تحريره بعد طرد الحركة وعاد المكان لأهله.