«دا حيبرك لينا في الكبري ولاّ شنو»؟انطلقت العبارة من شاب يقود سيارة فيرنا ويمد يده في استنكار نحو سائق التاكسي الذي لا يكاد يتحرك وسط زحمة الكبري، مما جعل التعليقات الساخرة تنطلق من ركاب المواصلات العامة والخاصة، وبالرغم من ذلك يصر التاكسي على البقاء كصاحب اهم واعرق مملكة للمواصلات في السودان وله رواد لا يبدلونه خصوصًا بعد ان ظهر التاكسي الليموزين وصار له زبائن من كبار الزوار خصوصًا وانه يتخطى حدود العاصمة على عكس العدو اللدود للتاكسي الأمجاد.. «البيت الكبير» صحب التاكسي في جولة لينظر عن قرب لوجهات النظر... كتبت: سارة شرف الدين وضع عم شمس طاقيته على رأسه الأصلع وهو يرد على اتهام «البيت الكبير» له بأنهم مملكة اندثر ملكها ورغم ذلك مازال صاحبه يغالي في السعر.. استنكر ان يكون ذلك صحيحًا وقال: لو كان هذا صحيحًا فلماذا الشارع كله تاكسي اصفر؟ ولماذا مازلنا نمتهنها كمهنة؟ الحمد لله لدينا زبائن كثر والحال ماشي والزبون عندما يستقل تاكسيًا يكون آمنًا اكثر من السيارات الكورية الصفيح. ووافقت نجوى التي كانت تستقل التاكسي بصحبته على حديث عم شمس وهي تقول: سائق التاكسي عادة شخص متمرس غير مستعجل هي مهنته الأصلية وليست مصدر رزق اضافي، ثم هو يكون على دراية بكل الشوارع لانه امضى نصف عمره في هذه المهنة وليس شابًا متهورًا يقود بسرعة ويتسبب في ضياع الزمن لأنه يتوه! وكان رأي ست البنات «معلمة اساس» واضحًا في تفضيلها التاكسي على غيره بأنه مكان آمن اكثر من غيره وهادئ.. تقول: كيف يمكن ان تستحمل شخصًا يستمع لأغاني كفيلة بفتق طبلة الأذن ومنعك من سماع هاتفك اذا رنّ؟ معظم مسجلات التاكسي متعطلة لهذا هي الأولى عندي. وعلى عكس الآراء السابقة اكد سفيان انه لا يستقل التاكسي ابدًا لانه بطيء ومهدد بالتعطل في اي لحظة وتأخيرك عن مشوارك ناهيك عن ان سائق التاكسي عادة يتمسك برأيه ولا يتنازل عن سعره الذي قاله لك مما يعنى انك تضيع زمنك في التفاوض معه هباء. وتوافقه الرأي لمياء وهي طالبة جامعية تقول: من عاشر المستحيلات ان استقل تاكسيًا لمشاويري لانه غالبًا مليء بالتراب واجد ملابسي متسخة مما يسبب لي الإحراج من الصباح الباكر، وفي فترة الصيف تصبح المسألة كعلبة ساردين اذا كنت داخل تاكسي وعالق في زحمة ما! بدا جمعة سائق تاكسي منزعجًا وهو يتحدث عن «حقارة» اصحاب السيارات الحديثة من تاكسيه المكعكع الذي يعتز به كثيرًا ويعتبره العائل الذي خرّج ابناءه من الجامعات وزوّج بناته الخمس ومازال يعول اسرته. تتباين الآراء حول التاكسي حول بقائه من انقراضه ولكنه يظل يملأ الشوارع بلون اصفر زاهٍ ويحتل مكانته في كل انحاء العالم ويظل له زبائنه الانتقائيون جدًا.