طرق كل الأبواب الوظيفية ولم يجد مجيبًا، عمل بالأعمال الحرة ولم يقتنع بالعائد فلم يجد أمامه خيارًا سوى حزم أمتعته متخذًا القرار الصعب (الاغتراب) ابن الولاية الشمالية فيصل سيد قائمقام خريج علوم حاسوب من جامعة أعالي النيل ويعمل بشركة الصالح والمسعود للتجارة والمقاولات بالمملكة العربية السعوديةالتقيناه في جلسة قصيرة داخل منزله العامر خلال قضائه لإجازته السنوية وخرجنا بالحصيلة التالية.. ٭٭ في البدء أهلاً بك بين أهلك وأصدقائك وفي وطنك؟ في البدء أرحب بصحيفة (الإنتباهة) في منزلي المتواضع وأنا سعيد أيما سعادة بهذه الاستضافة وسعيد بالأيام التي أقضيها بين أهلي وعشيرتي وفي حضن الوطن الواسع. ٭٭ ماذا أضافت لك الغربة؟ الخبرة العملية والنظرية والصبر على قسوة أيامها بالإضافة إلى التعرف على ثقافات جديدة والاختلاط بالعديد من الأجناس. ٭٭ ما هي طبيعة المشكلات التي تواجه السودانيين في الغربة برأيك؟ المشكلات كثيرة وأول مشكلة هي كيفية التعامل مع السعوديين والأجانب، فالسودانيون بطبعهم حذرين في التعامل مع البعض فنجد البعض منهم يبتعدون عن التعامل مع السعوديين معللين ذلك بتعاملهم غير الراقي. أما القضية الثانية فهي تتعلق بطيبة الإنسان السوداني وبسببها تهدر حقوقه الوظيفية. ٭٭ هل من خدمات يقدمها لكم جهاز المغتربين أو السفارة السودانية في المملكة؟ هي من أكبر العقبات التي تواجه المغترب، فالسفارة السودانية وجهاز المغتربين والذي لا أعرف ماذا يقدمون من خدمات لنا سوى مطالبتهم بالدفع تلو الدفع من أجل إكمال الإجراءات وهي من المفترض أن تقوم بتسهيل العقبات بدلاً من فرض جبايات لا نهاية لها. ٭٭ بماذا تنصح من يفكر في الاغتراب؟ أنصح كل من يفكر في الاغتراب بالتريث ثم في اتخاذ هذا القرار الصعب والخيار القاسي، فالغربة أصعب مما تتخيل وأتمنى أن ينصلح حال البلاد حتى لا تفقد شبابها بالاغتراب وتعود كل الطيور المهاجرة وتسترد البلاد عافيتها. ٭٭ هل تنقلون الثقافة السودانية إلى الخارج؟ السودانيون من أكثر الجاليات محافظة على ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم السمحة وفي الأفراح والأتراح تجد التجمعات وكأنك في السودان والمعارض والمهرجانات التي تنظمها الجالية تعرض ثقافاتنا وتراثنا ونكون سعيدين عندما نزور هذه المعارض ونجد أن الأجانب منتشرين في كل ركن منبهرين بالعروض المختلفة. ٭٭ هل تتابع الفضائيات السودانية؟ في بعض الأحيان أحرص على متابعة أخبار العاشرة على الفضائية السودانية، أما باقي البرامج فأصبحت كل المواد التي تعرض تتخللها فقرة غنائية إن لم تكن المادة ككل غنائية وما حدث في شهر رمضان المعظم أمر مؤسف فكل القنوات بعد الإفطار عرضت برامج غنائية ونأسف للحال التي وصلت إليه قنواتنا من برامج لا تثمن ولا تغني. ٭٭ رسالة لمن توجهها؟ أولاً للمسؤوليين في السفارة السودانية وجهاز المغتربين (اتقوا الله في المغتربين الغلابة) والثانية للمسؤوليين عن الرياضة والأندية الرياضية في السودان (هذه الأموال التي تدفع في غير نفع سيحاسبكم الله عليها يوم لا حساب إلا حساب رب العباد الذي يمهل ولا يهمل ورسوله الكريم الذي أوصانا باليتامى والأرامل والمساكين ونحن نهمل تلكم الشريحة الضعيفة ونهدر أموالنا في سفاسف الأمور. ٭٭ كلمة أخيرة؟ في البدء الشكر أجزله لصحيفة الإنتباهة التي تهتم بقضايا ومشكلات المغتربين وتسعى لتخفيف معاناتهم في الغربة وأتمنى أن يعود كل طائر مهاجر لبلاده سالمًا غانمًا وأن يجد حياة معيشية لا نقول سهلة إنما متوسطة وأدعو الله لكم بالتوفيق والسداد.