يعتبر أبناء المغتربين هم الثروة الحقيقية التي يجنيها المغترب من غربته لذلك لا بد للآباء من الحفاظ على أبنائهم بغرس القيم الفاضلة وربطهم بوطنهم، وذلك من خلال الزيارات السنوية والمشاركة في المناسبات القومية، في ذات السياق قال المهندس عثمان عبد الله مغترب بالدمام إن أي مغترب يكون همه الأساسي هو الحفاظ على العادات والتقاليد السودانية وربط وتعريف الأبناء بالهوية السودانية وهو دور مشترك بين الآباء والوطن نقوم بربط كل أبناء المغتربين بالوطن من خلال إقامة الندوات والمعارض وغيرها، داعياً الآباء لتحفيز الأبناء للوطن بالمعلومات عن الوطن من ثقافات وحضارات متنوعة وكيفية أهل السودان في التواصل الاجتماعي، وأيضاً الذهاب بالأبناء للوطن في كل وقت ممكن، وأضاف أن على الآباء ربط الأبناء بالوطن وعدم إرسال أبنائهم لجامعات خارجية نحن في السودان، لا السودان به جامعات على مستوى عالٍ، وقال عند ذهاب الأبناء للجامعات السودانية يحدث تمازج بين الطلاب ووطنهم وثقلهم بالعادات السودانية السمحة وعلى الحكومة تحفيز أبنائنا بالبرامج الترفيهية بالسودان، وأيضًا تعريفهم بالسودان من مناطق حضارية وأثرية وما هو الوطن وكيفية ربطهم بالسودان، معولاً على القنوات الفضائية دورها الكبير بربط المغتربين وأسرهم بالسودان؛ لأنها تبث برامج ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية وهذه البرامج تسهم مساهمة كبيرة في التعرف بالثقافة السودانية الأصيلة وتجعل المغترب في تواصل دائم مع الوطن، بينما حمل الدكتور زكي محمد كرار مغترب وخبير إستراتيجي الأجداد والآباء والأمهات همَّ الحفاظ على الهوية الثقافية العربية والإسلامية لأبنائهم وبناتهم وأحفادهم في دول المهجر، وأشار إلى أنهم استمروا يعملون على الحفاظ على هذه الهوية بمختلف الوسائل والإمكانات المتاحة أمامهم، وأن هذا الهمّ ظل يشغل معظم المهاجرين والمغتربين إلى يومنا هذا، بل إنه أصبح يشكِّل هاجساً كبيراً، وأكد أن الحفاظ على الهوية الثقافية ضرورة حياتية، وقال إن هذه القضية احتلت مساحة واسعة من اهتمامات وتوجهات المغتربين من خلال الاهتمام بربطهم بوطنهم وثقافتهم وعقيدتهم الإسلامية، مشيرًا إلى أن ذلك جاء من خلال إنشاء الجمعيات الخيرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والرياضية والمعارض المصاحبة لذلك، التي للأسف يتم إيقاف أنشطتها مؤخرًا، من قبل سفارة السودان بالرياض، وأشار دكتور زكي إلى أن هذا الإشكال والكيانات الثقافية والإعلامية والاجتماعية، بقدر ما كان لها دور مهم وبارز في الحفاظ على الهوية الثقافية لأبناء السودان في دول المهجر، رغم ميولها للنواحي الثقافية الفنية والغنائية أكثر منها للنواحي الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، كما استطاعت أن تجعل السودانيين في الخارج في إطار واحد يربطهم بوطنهم، مشيداً بدور أبناء الجاليات السودانية رغم ما يعانيه وجدانهم من آلام الاغتراب وهموم الوطن!!.. وتشريفهم لوطنهم ولأمتهم العربية والإسلامية.. محذراً من الإهمال وتجاهل الخطر القادم العولمة الحرب الإلكترونية التي تهدِّد هويتنا والهوية الثقافية والشخصية التاريخية والمجتمعات الإنسانية، التي تؤدي إلى ذوبان الخصوصية الثقافية التي تجمع بين الشعوب والأمم. وفي سياق متصل قال الخبير الاجتماعي الأستاذ محمد أحمد عبد الحميد إن السودان في العقود الأخيرة شهد حركة هجرة ونزوحًا إلى المناطق التي تعرف بالبترو دولار العربية وهي مجموعة دول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية، كما هاجرت كثير من الأسر لهذه الدول وكونت مواليد جددًا في تلك المناطق وأصبح هؤلاء المواليد يحملون ثقافة وسلوكًا غير سلوك وثقافة والديهم باعتبارهم ترعرعوا في دول غير دولتهم، فأحدث ذلك خللاً وتنازعًا في التوجيهات الفكرية والثقافية والسلوكية واللغة، فنشأ عنه جيل يحمل ثقافة لدول غير موطنهم الأصلي ويسمى هذا عند علماء اللغة والاجتماع الهجين الثقافي، وأضاف: على الوالدين ربط أبنائهم في المهجر بالثقافة السودانية بجانب مزيد من الاحتكاك بالجاليات الوطنية التي هنالك، وعلى الدولة أن تنشئ مدارس سودانية وفق ثقافات مجتمعاتنا المحلية حتى لا ينقطع الجيل الجديد عن ثقافة الوطن، وكلما كان البعد المكاني عن الوطن العربي زاد الشرخ أكثر، الأبناء الوافدون ضعيفو الحس الوطني وغير ملمين بالثقافة السودانية والتاريخ بجانب عدم الالتفات لما يحدث داخل الوطن، وأشار إلى ضرورة بعث الأبناء إلى الوطن حفاظًا على لغتهم وسلوكهم وثقافتهم وهويتهم خاصة إذا كانوا في سن المراهقة التي تشكل التكوين النفسي والثقافي للإنسان بالرغم من الفرق الشاسع للمستوى المعيشي بين السودان ودول المهجر.