شهدت الأسواق هذه الأيام ارتفاعًا في أسعار السلع الاستهلاكية الأمر الذي كان ولا يزال يؤرق المواطن المغلوب على أمره الذي ما إن يحلم برخاء المعيشة إلا أنه يفاجأ بارتفاع الأسعار التي «تجلد فيها الدولة بيده تمسح على رأس المواطن باليد الأخرى» بوضع الحلول لمواجهة المشكلة كتوفير الدعم اللازم للمواطن لكافة السلع الضرورية ولكنها لم تسهم في معالجة القضية، ومؤخرًا أعلنت الدولة زيادة الأجور إلا أن تلك الزيادة يمتصها شبح ارتفاع الأسعار بالأسواق، كل هذه التداعيات والارتفاع المستمر والأزمة الاقتصادية الحالية يعيشها المواطن المغلوب على أمره بالرغم من اكتشاف حقول البترول وارتفاع صادرات الذهب إلا أن الوضع ما زال متأزمًا، ويرى العديد من المراقبين أن القضية تطلب من الجهات المعنية إيجاد العلاج الناجع كإحكام الرقابة على السوق لمقابلة جشع التجار للحد من ظاهرة ارتفاع الأسعار المستمرة، ومن جهته أرجع الخبير الاقتصادي أبو بكر دسوقي الأزمة إلى انعدام الأمن والسلام في مناطق التماس الغنية بالموارد الطبيعية ولكن غياب الأمن ساهم في إحجام الشركات الاستثمارية الاستثمار في تلك المناطق بجانب ذلك فإن الشركات العاملة بمجال البترول تأخذ حصتها عينية لذلك لا تستطيع الدولة الاستفادة من عائد الموارد الطبيعية، مبينًا أن الخروج من هذه الأزمة يحتاج تحسين الإنتاج وتقليل المصروفات وإيجاد حلول لمشكلة الموازنة العامة التي فقدت حوالى 70% بسبب خروج البترول الأمر الذي أدى إلى الضغط على العملة المحلية وشحها ومن ثم فقدت قيمتها مما أدى لارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج ومضاعفة تكلفته مما انعكس سلبًا على المواطن البسيط الذي أضحى لا يستطيع توفير احتياجاته اليومية، واعتبر الذين يتاجرون في العملة الآن ليس من أجل تسيير العملية الاقتصادية وإنما من أجل المحافظة على القوة الشرائية لهم، مبينًا أن الحديث عن انهيار السوق الموازي سوف يقلل من قيمة الدولار بأنه حديث غير صحيح، مؤكدًا ضرورة وجود حرية في آلية السوق لتوفير ما يحتاجه السوق حتى تحدد الحالة الطبيعيه للسوق. وأرجع أحد الخبراء في حديثه ل (الإنتباهة) القضية لغياب الرأس مالية الوطنية التي كانت موجودة في السابق التي تقف أمام أزمات السلع الاستهلاكية للمواطن مقابل خدمات تجنى في شكل ضرائب أو جمارك أو تصديق، مبينًا أن غياب هذا النوع من الرأس مالية أسهم في تفاقم الأزمة الحالية بالاقتصاد المحلي خاصة أنها تلعب دورًا في توفير العملات الصعبة بالبلاد.