فليرحم الله فنان الشباب محمود عبد العزيز، إنا لفراقه لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربَّ العالمين ونسأل المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وليس ذلك على الله بعيد. عجبت لبعضهم وهو يحاسب الراحل ويسبغ عليه من الأوصاف مما لا مراعاة فيه لحرمة الموت ويجزمون بسوء خاتمته رغم أنه قد يكون عند الله خيرًا من بعضهم ممن يظنونهم أتقياء فربما مسح محمود دمعة أو كفل يتيمًا أو أعطت يمينه ما لم تعلم يساره وكان أولى بأولئك أن يسألوا الله له المغفرة حتى وإن كانت ذنوبه لتنوء بها الجبال ودعوة المؤمن للمؤمن مستجابة خاصة أن الراحل قد عانى كثيرًا إبان مرضه ولعل في ذلك كفارة له. عجبت كذلك للفوضى التي مارسها معجبو الراحل الذين أشاعوها في مطار الخرطوم الذي أصبح «وكالة من غير بواب» فعطلوا حركة الطيران ولا ندري كيف سمح أمن المطار بذلك رغم أنه يتشدَّد أحيانًا في دخول الصحفيين لتغطية بعض الأحداث هناك، كذلك أغلق أولئك النفر بعض الشوارع فعطلوا حركة المرور وبينهم مرضى يحملهم ذووهم للمستشفيات! لم نجد مبررًا لذلك الخروج فمحمود مات بمشيئة الله ولم يُعتقل أو يُختطف والموت هو الحقيقة الأزلية فعلى من يحتج أولئك ولماذا؟ مسكينة ولاية الخرطوم التي قيل إن بعض بصاتها أحرقها معجبو الراحل؟ الغريب أنني في طريقي لمستشفى أحمد قاسم أسير في شارع المزاد الذي أغلق تمامًا بحثت عن دمعة في عين من العيون التي أغلق أصحابها الشوارع وهم يهتفون: «لن ننساك يا محمود» و«الحوت لن يموت»! بل إن الابتسامة ارتسمت على وجوه بعضهم! الحزن في القلوب يا هؤلاء وليس بالخروج وتعطيل مصالح البلاد والعباد وكان الأحرى بالأجهزة الأمنية التعامل بحزم مع أولئك المخربين الذين خرجوا ضد إرادة الله وسنته في خلقه فالموت حق والحياة ليست باطلة والدائم هو الله. اللهم ارحم محمود، اللهم اغفر له، اللهم اختر له مكانًا حسنًا مع من تحب من خلقك وألهم آله ومعجبيه الصبر الجميل، اللهم آمين. مريم الصادق : سا محني غلطان بعتذر أزعجت زاويتنا السابقة بعنوان «مريم الصادق.. ياريت» الدكتورة مريم كونها وصفت رسائلها للصحفيين ب «المزعجة» فأرسلت اعتذارها عن الإزعاج برسالة قصيرة مع وعد بعدم التكرار ثم أعقبتها برسالة يبدو أنها معممة للستة الصحفيين في هاتفها معتذرة وطالبة منهم الصبر حتى تقوم بتغيير لستة الصحفيين! أقول للدكتورة إن المعنى الحرفي للإزعاج ليس مقصودًا وإنما المطلوب هو أن تتعامل الدكتورة مع الصحافة بمبدأي الأخذ والعطاء فلا تقصدها حين تحتاج إليها وتتعالى عليها «أي الصحافة» حين تطلبها! رسائل الدكتورة كانت مدخلاً للحديث عن حال المعارضة عمومًا وليست مقصودة لذاتها من ثم لست مضطرة لتغيير لستة الصحفيين يا «حبيبة».