زميلي أحمد المصطفى كاتب عمود استفهامات كتب قبل مدة عن «بدل اللبس» الخاص ببعض الموظفين في الدولة الذي يمنح عادة في بداية العام، وقال إنه وصل عند بعضهم تسعين مليون جنيه، ولا أعرف إن كان أخونا أحمد المصطفى من النوع الذي «يغير هدومو» في العيد الكبير، أم أنه من النوع الذي يشتري ملابس جديدة شهرياً، أو أنه من الذين يتلقون الهدايا من المغتربين في شكل قمصان وجلاليب بعد أن دخلت البلاد في عصر الوفرة وتوقف المغتربون عن إحضار اللبن والسكر والشاي والصابون والسجائر والروائح العطرية بما فيها الصندل والضفرة والمحلب والهدوم وهلم جرا. ولا بد أن أحمد المصطفى يعرف أن اللبس »خشم بيوت« فليس كل قميص ولا كل جلابية يمكن أن تكون طبق الأصل من الأخرى، وما يلبسه رجل الأعمال «حمدان الرِمّة» يختلف عما يلبسه الموظف «حمدان الكحيان» وما يلبسه تاجر الدولار «حسنين ود العاجبة» يختلف من حيث النوعية والتكلفة، عما يلبسه الموظف «جادين الحفيان». وأحمد المصطفى كان قد اقترح إنشاء مصنع أو وحدة حكومية لإنتاج الملابس على غرار مؤسسة كسوة الكعبة في المملكة العربية السعودية. والفكرة مقبولة شكلاً لكنها غير واقعية عملياً.. يعني يا عم أحمد أنت تعلم أنه إذا كان بدل اللبس مرتب ثلاثة شهور فربما أن ناس «كسوة الوزراء» أو مؤسسة «التلبيس» المقترحة قد تكتفي بمنحي ملابس بما يعادل شهر واحد بس، وأكون «مخموم» في مرتب شهرين.. ثانياً من المؤكد أن مؤسسة «التلبيس» هذه ربما يتلاعب العاملون فيها بنوعية القماش ولون القماش ومقاس القماش ويتحول موضوع »التلبيس« إلى »مشكلة« يحتاج حلها إلى لجان أساسية ولجان فرعية ولجان منبثقة عن اللجان الفرعية، وربما يدعو الأمر إلى الذهاب إلى المحاكم لتقديم بلاغات بخصوص إدارات »التلبيس« نظراً لتوقع عمليات الغش والتزوير في حجم ولون ونوع الأقمشة، وقد يدعو الأمر إلى إنشاء نيابة خاصة أو نيابة متخصصة اسمها «نيابة التلبيس».. وعلى كل حال يبدو أن اقتراح الأستاذ أحمد المصطفى بخصوص إنشاء مؤسسة »التلبيس« قد يكون قابلاً للتعديل بحيث تقوم الحكومة بصرف القماش لموظفيها عينياً.. والاتفاق مع ترزي درجة أولى لإكمال عمليات الحياكة و«الخياطة» وهنا ربما أن النساء من موظفات الحكومة قد لا يقبلن بالقماش ولا بالخياطة ولا «الترزي». ونذكر الأستاذ أحمد المصطفى بأن فستان الزواج الذي تم إلباسه للأميرة كاترين دوقة أدنبرة في زواجها كان ثمنه أكثر من مليون دولار. بالطبع فإن فستان «البت دي» ربما تعادل قيمته كل قيمة المنتجات والمزروعات والأصول الثابتة والمتحركة في حلة «ناس أحمد». وقد كلف زواج الأميرة من الأمير ثلاثة مليارات جنيه إسترليني أي حوالي خمسة مليارات دولار، وهي تعادل عشرة أضعاف كل صادراتنا من السلع غير البترولية ولمدة عام كامل. وأخيراً نقول لأخينا أحمد المصطفى بأن هناك كتاباً اسمه «تلبيس إبليس» وهو يتحدث عن المداخل الشيطانية في كل فئات المجتمع ومن بينها فئة العلماء والعامة والحكام وأهل الملل والنحل.. ومؤلف الكتاب الإمام ابن الجوزي. والتلبيس هنا معناها الخلط وليس لها أية علاقة »بالتلبيس« الخاص بموظفي الحكومة ولا بدل الملابس الذي قد يصل إلى تسعين مليون جنيه لموظف واحد في بعض الفئات. وأخيراً جداً نقول لأحمد المصطفى إن لبسة الفنان مايكل جاكسون التي ظهر بها في آخر حفلاته وقبل انتحاره كانت قيمتها مليوناً ونصف المليون دولار ويتم لبسها مرة واحدة فقط في العمر وهذا هو حقاً تلبيس إبليس. كسرة: نفى الجيش الشعبي بتاع حكومة الدينكا في جنوب السودان أنه قد انسحب من الأراضي السودانية.. وقال إنه لم يتلق أية تعليمات بذلك.. وحكومة الدينكا وقعت اتفاقاً مع إسرائيل لتصدير النفط أمس الأول.. والسؤال هل النفط الذي ستصدره دولة الدينكا إلى إسرائيل هو نفس النفط الذي سيتم نقله بأنابيب السودان، ومن ميناء بورتسودان، أنا شخصياً لا أصدق أن يحدث ذلك في بلد تكتب في جوازات منسوبيها »صالح لزيارة كل البلدان ما عدا إسرائيل«.. والبلد التي تحظر رعاياها من زيارة إسرائيل، من باب أولى أن تحظر تصدير النفط لإسرائيل. أنا صاح واللا أنا ما غلطان؟؟