في مسيرة الألحان السودانية يبرز اسمه كأحد أعظم الشعراء والملحنين بعد كرومة ذلك الشلال اللحني وقبل سيد خليفة سلطان الحداثة اللحنية. في العام 1917م وبحي العرب بأم درمان ومن أسرة عمل أفرادها في تجارة المواشي أتى عبد الرحمن الريح. وهو الابن المدلل لأبيه الميسور والمثقف. التحق عبد الرحمن الريح أولاً بخلوة الحي حتى أكمل معرفة بعض السور القرآنية وتعلم الكتابة والقراءة أراد له والده أن يكون عالماً دينياً. نهل عبد الرحمن الريح من كتب التراث العربي والإسلامي التي حفلت بها مكتبة والده. فكتب الشعر وهو صغير في سنة مما أهله لنظم روائع الشعر الغنائي وذلك عبر جمل شعرية غاية الروعة.. استفاد من معرفته الجيدة بالبلاغة العربية فكان أحد ناظمي الشعر بطريقتي (البيان والبديع) لغة بلاغية ظهر أول أشعاره الغنائية في العام 1937م. فكانت: دمعة الشوق تبكي حكم حبي أدعى نجم الليل فتتالت الأغنيات من نظمه روعة وجمالاً مثل: ما رأيت في الكون يا حبيبي أجمل منك في دلالك وتيهك وفي جهالة سنك وهي من أولى الأغنيات التي أعلنت ميلاده الشعري في الثلاثينيات زائداً مدائحه في السيد عبد الرحمن المهدي. في أغنيته الرائعة ذات الأبعاد اللحنية المتميزة (هوى الصباح). كنا لا نعرف الهوى إذا جلسنا الصباح سواء ففيها فتح في عوالم الشعر والألحان وهو الأمر الذي سار عليه حتى وفاته ومن ذلك أغنياته الأولى للفنان حسن عطية. والتي ظهر بها. ومنها (هات لينا صباح) (خداري) و(حرمان) ارتبط بالجديد غناءً وشعراً ففي هذا كانت له خاصية اكتشاف المبدعين. فاكتشف إبراهيم عوض عبر أغنيتين صاروخيتين (أبسمي يا أيامي) و(هيجتني الذكرى). استمر تعاونه مع الفنان إبراهيم عوض فكانت أغنيات خالدات بلغت ثماني عشرة أغنية. كتب للفنان التاج مصطفى عدداً من جميل الأغنيات بلغت اثنتي عشرة أغنية كان إشهرها (إنصاف). يا روحي أنصفني في حكمك لانو قاسي علي أنا يا حبيب ظلمك مع الفنان أحمد الجابري كان اللقاء في سبع أغنيات زينت جيدها أغنية (ملك الطيور).. من ضمن رعايته للمواهب الصغيرة رعى الصوت الملائكي عمر أحمد فكانت (ليلة التلاقي) التي تغنى بها الفنان صغير السن عمر أحمد وعمره ستة عشر عاماً. أحب عبد الرحمن الجمال وافتتن به فكان دائم السهوم والسكينة في حضرته، ومن هذا فقد كان مستمر الزيارة لحديقة الحيوان والوقوف أمام قفص الطاؤوس متأملاً جماله. أبدع عبد الرحمن الريح في عالم النظم الشعري الغنائي في عصري الحقيبة والمدرسة الوترية فكان بحق أسطورة أشعار وألحان مازالت تسير بتذكاراتها السير في عالم الغناء. من دلائل تفرده الأسطوري كتابته لكل أنواع الشعر والشعر الغنائي ومن ذلك أغنية الفنان محمد وردي (أسعد أيامي) التي تعتبر مدرسة من مدارس النظم الشعري الممزوج بالأصالة والمعاصرة من ضمن أشعاره الساخرة قصيدة كتبها في ذم لاعبي المنتخب الوطني حين خسارتهم من المغرب ووداعهم لتصفيات التأهل لكأس العالم 1974م بألمانيا فكتب:- وروني وين راح الجداد الأكلوا منتخب البلاد لا من عزمو زاد لا من تمارينو استفاد