مسؤوليتنا عظيمة تجاه أبنائنا، أن نربي ونراعي ونطور فيهم ما استطعنا، ليكونوا أفضل منا في كل شيء ولأن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطي والعطاء أساس التربية تجدنا ومسؤوليتنا العظيمة تجاه ما يجب أن نكون.. وكيف نتغلب على ما يشوبنا من سلبيات ونقص وعيوب والأمر لا يخلو.. وكثيراً ما نربي أنفسنا في سياق تربيتنا لأبنائنا. وتكثر التساؤلات.. لمن نربي أبناءنا لزمان نحن فيه معهم، أم لزمان لما يأتي بعد، ونتوقع ونجادل في مفرداته الغائبة! أم أن الأساس التربوي لا يختلف وأعمدة التربية قوام لكل ما يأتي كيفما كان.. وأحياناً تتلاحق الاستفهامات هل نسير بمنهج جاد في التربية أم نترك الأشياء تسيرها المواقف والملابسات المختلفة؟ وبين هاجس حلم التميز وتقويم الأخطاء وتحقيق حلمنا من خلال الأبناء نخطيء ونصيب، نجتهد ثم نترك الأحداث تسيرنا.. .. أجرت إحدى المؤسسات المعنية بالتربية دراسة مع آباء وأمهات نجحوا في تربية أطفالهم وخلصوا منهم بأفضل النصائح في تربية الأطفال، وتمثلت بداية في إظهار الحب والمزيد من الحب مع الإشادة عند كل فرصة تستحق. وأن يتفق الأب والأم على أسلوب التربية، وأن لا يهدم أحدهما ما قد يبنيه الآخر مع أهمية وجود منهج تأديبي بسيط. ومن أهم الأشياء قضاء بعض الوقت مع الأطفال واللعب معهم وتعليمهم بعض المهارات المفيدة، مع أهمية إظهار وجود الاحترام المتبادل بين الأبوين وبين الأطفال وبعضهم مع أهمية تعليم الأطفال قيم الصواب والخطأ والاعتذار. وكيف نستمع لأطفالنا ونقدم لهم المشورة والنصح عند الحاجة، وكيف نختار الوقت المناسب مع الطفل لوعظه، وكيف يكون متوافقا مع استعداده النفسي ووقت انشراح صدره، ونتجنب ساعة لعبه وعند وجود غرباء، ويقولون إن تأثير الموعظة مؤقت، لذا يحسن أن نقوم بتكرارها مع تباعد الأوقات.. ولا أنسى ما حكته قريبتي عندما أخذت تنبه ابنها طويل اللسان واسع الخيال أن لاينتقد أحداً في وجهه ولا يشبهه أحدهم صراحة بأشياء وأشخاص آخرين.. وحدث أن زارهم صديق للوالد وكان صاحب أنف كبير وملفت، وبحسابات الأم أن هذه وحدها مادة دسمة للإبن.. تعليق واستغراب صارخ.. فما كان منها عند زيارة صديق الوالد أن كررت للابن الالتزام بالتهذيب وحتى السكوت أمام الضيف الذي خرجت إليه تحمل صينية الشاي ووضعتها أمامه وانحنت لتصب للضيف وقلبها على لسان ابنها بجانبها؛ رفعت الأم رأسها وهي تسأل الضيف: «أكب ليك كم نخرة؟!». .. يدهشنا الأبناء وأحيانا يصلون بنا حد الجنون.. لكنه جنون محبب يفقدنا صوابنا حينا وحينا نكتم تلك الدهشة الابداع ونخفيها ونتغذى بها لنعيد صياغتها تربية وصبرا وكما قيل في الأثر.. عودوهم الخير فإن الخير عادة .. نتمنى كل الخير لهم ولنا ودعوة للوقوف أمام أنفسنا كمربين ماذا نفعل هل نسلك الدرب الأسهل ونتركهم لريح العشوائية أم نتمعن ونتعمق وندلف لدواخلهم ونفهم أبجديات الأبناء ونوحد لغتنا معهم ما استطعنا.. إن كان الوقت أحياناً عدواً لنا فهو في هدنة معنا أيام العطل والإجازات الرسمية فلننتهزها فرصة.