النيمة... تلك الشجرة الظليلة والمنتشرة فى جميع ربوع السودان... لا يعرف الكثيرون أن أصلها هندي... استجلبها الإنجليز في عام 1924م من الهند إلى السودان فالدولتان كانتا من مستعمراتهما، وتمت تجربة زراعتها بمركز البحوث الزراعية بشمبات حيث زرعت هناك أول شجرة نيم ومن بعد نجاح التجربة انتشرت وعمت كل بقاع السودان. ويقول العم السر علي والذي عمل بكلية الزراعة «متخصص في البساتين والمشاتل» لأكثر من «50» عامًا ويسكن الآن بشمبات الحلة، أنه بعد نجاح زراعة الشجرة الأم ووصولها إلى مرحلة الإثمار، تم تكاثرها وإنتاج شتلات جديدة زُرعت فى ميدان بشمبات الحلة يتوسط حي كروري المتاخم لكلية الزراعة، وهذا الميدان الآن تحتله مؤسسة النيمة الثقافية الاجتماعية، كما زُرع البعض منها بخلوة الفكي يسن. ويشير العم السر إلى أن شجرة النيم الأم تم اجتثاثها كما اجتُثت الشجرات التي زرعت في حي كروري ولم تبق من تلك الأشجار الأوائل إلا أشجار خلوة الفكي يس. وبالرغم من أن شمبات تحفل بالكثير من الرموز مثل عبد القادر حاج الصافي الذي تقلد منصب مأمور وعمل بمعظم بقاع السودان، ويشهد التاريخ له وقفته ونضاله مع أهله ضد قرار نزع معظم سواقي شمبات لصالح قيام كليتي الزراعة والبيطرة، كما يشهد له إسهامه الفاعل في بناء مستشفى الصافية ومدارس الصافية بشمبات الحلة. ومن رموز شمبات أحمد عبد القادر حاج أحمد كان وكيلاً لوزارة الثروة الحيوانية، محيي الدين وهبي الأمين كان وكيلاً لوزارة التربية والتعليم، عبد اللطيف وداعة الله كان وكيلاً لوزارة الصناعة وقبلها كان مديرًا لمصلحة الجيولوجيا وعزالدين وهبي الأمين كان وكيل وزارة الأشغال وعبد الله عبد الوهاب الشيخ كان وكيلاً لوزارة المالية. وفي نطاق الخدمة العسكرية قدَّمت شمبات للوطن العديدين ممن تبوأوا المراكز القيادية هناك الفريق أول طيار محمد على عربي «النوراني» قائدًا لسلاح الجو والفريق أول معتصم السراج أحمد حسن كان قائدًا للمدفعية وعضو هيئة الأركان والفريق أول عثمان أحمد عثمان بلية عضو هيئة الأركان وهناك اللواء خالد الصادق في البحرية واللواء عمر عبد العزير الأمين واللواء حمدنا الله عبد الله حمدنا الله واللواء طه العاقب في سلاح المدرعات واللواء طارق عمر أحمد موسى في الدفاع الجوي، وفي الشرطة كان هناك اللواء خوجلي عوض السيد مدير السجون واللواء عابدين الطاهر مدير المباحث المركزية واللواء الأمين الصديق صباحي واللواء دليل علي عربي في المعامل الجنائية. وفي مجال الشعر والأدب كان هناك المرحوم فضل حاج علي والمرحوم محمد علي عبد الله الشهير بالأمي والصديق عمر الصديق. ومن مطربيها المرحوم خضر بشير وثنائي الحقيبة المبدع عوض وإبراهيم شمبات وبابكر حمد، والآن هناك فنان الشباب طه سليمان، عوض النو وعبد اللطيف أحمد إدريس، النور محمد عثمان والصادق إبراهيم شمبات وعبد الله البشير وفضل أيوب والعديد من الواعدين. إلا أن أهل شمبات اتخذوا «النيمة» رمزًا لهم وجعلوا منها مؤسسة ثقافية اجتماعية ضخمة اشتهرت على النطاقين المحلي والإقليمي، ولها موقع على الشبكة العنكبوتية، وتدير فعاليات النشاط الثقافي والاجتماعي وتصدر عنها صحيفة تحمل اسم النيمة. وأسهم ابن شمبات المرحوم حسن الأمين إسهاماً كبير في دفع المؤسسة بكل جهد واقتدار. وشجرة النيم التي تتميز بقدرتها على تنقية التربة من الأملاح، شجرة معمرة يصل عمرها إلى مائة وثمانين عاماً، وقد يمتد عمرها في الغابة إلى المائتي سنة. من الأشجار مستديمة الخضرة وهي شجرة معمرة وتنمو في مناطق عديدة من العالم، إلا أنها لا تتحمل الصقيع. ويعتبر الموطن الأصلي لها هو الهند وبورما. وتنتشر شجرة النيم في مناطق عديدة بالسودان بالرغم من الدراسات العلمية والبحوث العديدة التي أُعدت عنها في عدد من الجامعات ومراكز البحوث السودانية إلا أنها لم تر النور في حيز التطبيق العلمي والاستثماري في العديد من المجالات. وتعتبر شجرة النيم أكبر مستودع للعديد من المواد الكيميائية والصيدلانية والطبية والبشرية والبيطرية. وفي هذا المجال نشطت العديد من مراكز البحوث العالمية لإعداد الدراسات لمعرفة أسرار هذه الشجرة العجيبة التي أودع الله سبحانه وتعالى فيها العديد من الأسرار الأمر الذي لا يتوفر في أي نبات آخر، وأثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يستعملون هذه الأفرع يتمتعون بأسنان ولثة سليمه خالية من الأمراض. كما اعتاد السكان في العديد من البلاد التي تنمو فيها هذه الشجرة على استعمال أوراق شجرة النيم لحفظ الكتب والسجاد والمنتجات الصوفية لحفظها من آفات وحشرات المخازن القارضة. وكان الرئيس الأسبق جعفر نميري أهدى المملكة العربية السعودية عددًا كبيرًا من شتول النيم. ونجحت زراعته في جنوب الحجاز وأُدخل إلى منطقة مكةالمكرمة ونجحت زراعته في جبل الرحمة ومنطقة عرفات وفي منطقة جازان.