{ ظللت أكتب كثيراً عما نتفق عليه بوجود أزمة في التعليق على المباريات.. بل كان هذا الأمر هو شغلي الشاغل حين عدت من الاغتراب عام 1989م وعينت في مجلس إدارة التلفزيون وتوليت رئاسة اللجنة الاستشارية للرياضة.. اعترفنا وطلبنا من القائمين على أمر التعليق خاصة والبرامج الرياضية عامة الاعتراف بوجود أزمة، وهذا نصف العلاج. وما دعاني لهذه المقدمة هو متابعتي لحلقة جميلة عن التعليق الرياضي في الإذاعة الطبية بمشاركة اثنين من المعلقين الشباب واتفق كثيراً مع مقدم الحلقة الأستاذ عثمان حسن مكي وضيفيه الزميلين سوار الدهب أحمد ومحمد فضل الله واختلف قليلاً.. ولولا احتمال سفري للخارج لشاركت في حلقة حول هذا الموضوع ولكن لا بأس من التعرض للموضوع في هذه المساحة في هذه الصحيفة الواسعة الانتشار في الداخل والخارج. { في البداية مع اعترافنا بوجود أزمة في التعليق، ولكن هذا لا يمنع من الإشادة والتقدير بالزملاء الذين تولوا التعليق رغم أن كل الظروف، وأؤكد كل الظروف، تدفع للأزمة ولكنهم صمدوا وحافظوا على المهنة ومن الواجب الإشادة بالرواد الأوائل الأساتذة طه حمدتو، علي شمو، أحمد أبارو، حسن أبو العائلة، علي الحسن مالك، والرشيد بدوي عبيد في الاذاعة.. وفي التلفزيون مبارك آدم وبخيت عيساوي والفكي ومن جاء بعدهم في الجهازين سيف الدين علي، علي الريح، يوسف محمد يوسف، أسامة صالح، ومحمد شريف إبراهيم في التلفزيون ويوسف محمد يوسف ومصطفى البشير الشيخ وبو مدين عوض السيد في الإذاعة.. وكان الأخير ممن وجهت له الدعوة للتعليق في التلفزيون ونجح كثيراً رغم أنه كان موظفاً في الإذاعة، وكان هذا هو الرد على من اتهمنا بحربه. { تصدينا للأزمة وفتحنا المجال للتقديم، وتقدم المئات وعملت اللجان للتصفية بمشاركة كبار الإعلاميين مثل حمدي بدر الدين وعمر الجزلي وعلي الحسن مالك، وتقلص العدد إلى مائة وبعد دورة ناجحة واختبار عملي وتحريري وصلنا إلى ثلاثين، وهؤلاء عقدنا لهم دورة كبيرة بمشاركة الخبيرين الدكتور علاء صادق وعدنان حمد الحمادي نظرياً وعملياً، وبعد امتحان تحرير قدم لنا الخبيران قائمة بالترتيب لهم وكنت أتمنى استيعابهم جميعاً ولكن حسب ظروف التلفزيون استوعبنا العشرة الأوائل.. وهم الذين يتولون حالياً مسؤولية التعليق في الداخل والخارج حاتم التاج، محمد فضل الله، خليل محمد أحمد، محمد أونسة، ياسر مختار، نزار عجيب، دفع الله إدريس، محمد سوكر، هويدا الماحي وبومدين عوض السيد. { لم نقدمهم للهواء مباشرة، ولكن عقدنا لهم الدورات التدريبية في الداخل بمشاركة شيخ المعلقين المرحوم زاهد قدسي وعلي حميد وفي الخارج في سوريا وتونس والقاهرة والإسكندرية، وظل التدريب متواصلاً حتى توقف عام 2006م حين تم الانقضاض على إدارة البرامج الرياضية وبرامجها. نقطة.. نقطة!! { أحدهم سأل، لماذا ليس لنا معلقون محترفون في الخارج مع التوانسة والمصريين وغيرهم؟ والإجابة لأنه ليس لدينا محترفون في مجالات الكرة كلها لاعبون، حكام، مدربون، وبارك الله في أولادنا سوار الدهب وبو مدين ودفع الله ونزار عجيب وبس. { لا أهتم إن تجاهل بعض المعلقين الشباب دورنا في اختيارهم وتدريبهم ومنحهم الفرصة، فهذا هو حالنا نحن السودانيين ولكن جمهور الرياضة والمشاهدين والمستمعين والقراء الأكثر وفاء. { يبدو أنني سأنفذ ما وعدت به، وأعود للهجرة للسعودية مرة أخرى لحالة القرف المستمرة وعدم الصبر على الفساد وإهدار المال العام. والشراكات المشبوهة. ولكن من يدري فقد أغير رأيي في آخر لحظة ويمكن لا.