يعتبر مرض الدرن من الأمراض البكتيرية المعدية وتسببه عصيات السل المتفطّرة وبحسب آخر الدراسات القومية الاستقصائية لمعدل انتشار المرض في السودان وجد أنه يتحمل ما بين «8 16%» من عبء المرض المقدر في إقليم شرق البحر المتوسط وله عدة مسميات في البلاد وهي «السل والصدرية والتيبي». وأكدت الدراسة انتشار مرض السل بجميع الولايات وتوقعت ارتفاع الإصابات إلى (39760) حالة وأن الحالات المكتشفة (20385) حالة التي تمثل نسبة (52%) فقط من الحالات، وحذّرت من إمكانية انتقال عدوى المرض من مريض واحد إلى (15) شخصًا.. فيما بدأ أمس بجميع الولايات المسح القومي لتحديد حجم ومعدلات الإصابة بالسل بتكلفة مليون (200) ألف دولار من صندوق الدعم العالمي، وقال ممثل وزير الصحة الاتحادي د. يحيى العباسي إن برنامج مكافحة الدرن يستند في التخطيط والمتابعة إلى دراسات قديمة، وأكد ضرورة وضع الإستراتيجيات المناسبة لزيادة معدل اكتشاف الحالات وقال إن الوضع الحالي بالبلاد جعل السودان واحدًا من الدول التي تمت التوصية عليها بشدة لإنفاذ الحملة ضمن ست دول في العالم، ووصف المسح بأنه مفصلي في تاريخ السودان لتحديده المستهدفين بالوقاية والعلاج ورهن نجاح المسح بتعاون الولايات والمواطنين. وكشف العباسي عن اتجاه الوزارة للمطالبة بزيادة حصة السودان من الدعم العالمي لبرامج الأيدز والدرن والملاريا وقال إن (26%) فقط من الدعم يصل لهذه البرامج والباقي يذهب للتنفيذ، وأوضحت مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن والجزام د. هبة كمال حمد النيل عن تحديات تواجه البرنامج تتمثل في انقطاع المرضى عن تلقي العلاج الذي يستمر لمدة (6) أشهر مما يؤدي لانتكاسة المريض وظهور الدرن المقاوم للعلاج والمضاعفات التي تؤدي للوفاة، مشيرة إلى وجود أكثر من (150) حالة مصابة بالدرن المقاوم للعلاج، واصفة المرض بأنه غير قاتل إلاّ في حالة المضاعفات بجانب الوصمة، وقالت إن الدرن له عدة أنواع أهمها النوع الذي يصيب الإنسان، ونوع ثانٍ يصيب الحيوان وهنالك درن رئوي لإصابته بالرئة ويمثل حوالى (80%) من الحالات المرضية وهو إيجابي (عند اكتشاف البكتريا بتفاف المريض) وهو النوع المسؤول عن انتقال العدوى للأصحاء لأن عصيات البكتريا تخرج باستمرار من سعال المريض، كما أن هنالك درنًا غير رئوي وهذا النوع يُصيب أعضاء الجسم الأخرى غير الرئة وهو غير معدي، وقد تحدث إصابته بنسبة (15%) يصيب المخ والأعصاب والعينين والجلد والغدد اللمفاوية والجهاز البولي والتناسلي والحنجرة، وينتقل مكروب الدرن عن طريق السعال والبصق والعطس يدخل إلى الرئة عن طريق الاستنشاق، واللبن الملوث بعصيات الدرن من حيوان مريض أو متداولي الأغذية المصابين بالمرض، وقالت إن هنالك عوامل تساعد على حدوث المرض تتمثل فى الفقر وسوء التغذية والمنازل سيئة التهوية وبيئة العمل، وكذلك العاملون في الصناعات التي تنتشر في جوها الأتربة تكون نسبة الإصابة فيها مرتفعة، وأشارت إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للمرض الأطفال وكبار السن والأشخاض الذين تضعف عندهم المناعة بسبب بعض الأمراض كالسكري والسرطان والأيدز، وأضافت أن فترة العلاج تستمر من (6 إلى 8) أشهر، ويؤخذ العلاج خلال فترتين، وأن الأدوية تقدم مجانية بدعم من صندوق الدعم العالمي وهي تعتبر من أحدث الأدوية في العالم يتم توزيعها على (327) مركزًا في المستشفيات الكبرى بالولايات، وأكدت أن أعراض المرض (كحة) مستمرة لمدة أسبوعين فأكثر مصحوبة بتفاف قد يكون به دم وحمى وعرق ليلي وصعوبة في التنفس وألم في الصدر وفقدان للشهية والوزن وتعب وإرهاق.