{ حفلت الصحف الرياضية التي صدرت أمس وأول أمس بالعديد من التعليقات حول البث التلفزيوني للدوري الممتاز.. وتركزت كلها على الإشارة إلى ما صاحب تلفزة المواسم الماضية من إخفاقات وقطوعات وعدم إعادة اللقطات والتغطية بدون عربة تلفزة في الكثير من المباريات، والاكتفاء بجهازي «مكسر الصوت والصورة» وهي طريقة قديمة تجاوزها العالم منذ سنوات. { وفي الاجتماعات الأولى التي كنا نعقدها للإعداد للانطلاقة الفضائية لقناة النيلين، كان همنا هو ضرورة توفير الحد الأدنى من المعدات والأجهزة، وعشنا في خيالات شراء عربة تلفزة جديدة وست كاميرات رقمية وأجهزة دمج الصورة والإعادة وتحديد مسافة الركلات من خارج المنطقة وهلمجرا.. وفعلاً كانت خيالات و «ربنا يكضب الشينة». { نشر أمس خبر حول دخول قناة «الجزيرة» لتطلب بث مباريات فريقي القمة المقامة في العاصمة فقط مقابل نصف مليون دولار.. وكنت سأشك في الخبر لولا أن مصدره هو الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد العام.. والذي أضاف أن عرض قناة الجزيرة وافق عليه التلفزيون القومي، وهذا أمر عجيب، ولعن الله الفقر الذي يجعل التلفزيون يتنازل عن أهم ما في الممتاز لقناة ذات إمكانات هائلة من المستحيل منافستها. { أحس بميل لفتح المجال للقنوات الوطنية السودانية، وهو ما كنت قد اقترحته لمدير التلفزيون الأستاذ محمد حاتم سليمان وقبله، بل أعلنه في الاجتماع الذي عقد بمكتبه بحضور مديري القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية الوطنية، ووجد قبولاً عندهم، وكما علمت وجاء في محضر اجتماع آخر مع النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه فقد تم التأكيد على هذا الأمر. { بث الممتاز يحتاج لإعداد كبير وجهد أكبر من أجل إشباع رغبة المشاهد، وهذا ما تفعله معظم القنوات الفضائية حالياً، وتصرف الكثير من المال لهذا الغرض، بل تتعاقد مع أعظم المعلقين، وشهدت عقداً مع أحدهم بخمسة عشر ألف دولار شهرياً.. كما تدعو خبراء الكرة من مدربين ولاعبين دوليين، وتتكفل بسفرهم على الفيرست كلاس والاقامة في أفخم الفنادق، ودفع الدولارات، ويا هو ده الشغل. نقطة.. نقطة!! { التغطية المميزة للأحداث الرياضية تحتاج للكوادر وأهل المبادرات.. وهذا لا ينقصنا في السودان كما تنقصنا الامكانات المادية والعقول القاصرة عن الفهم الحقيقي للتغطية المميزة.. ولنا تجارب في قيادة أكبر فرق التغطية في أكبر وأعظم الأحداث الرياضية في العالم.. ونجحنا والحمد لله.. ولكننا في الداخل فشلنا. { في شهر رمضان الماضي الذي لعب فيه فريقا القمة مباراة مهمة.. وضعنا خطة تغطية بدأت في البرنامج الصباحي.. صباح النيلين.. ثم ندوة مفتوحة عن تاريخ العملاقين بمشاركة خبراء التوثيق عبد الغفار المبارك وعبده قابل وأبو بكر عابدين وسالم سعيد، ثم استديو مفتوح عصراً وامتد لما بعد الافطار الرمضاني وبعد المباراة حتى الواحدة بمشاركة الكباتن الدكتور علي قاقارين وزيكو وعبد المجيد جعفر ومصطفى النقر.. مع فقرة تحكيم مع الخبير الطاهر محمد عثمان.. وكان يوماً مفتوحاً مشبعاً للمشاهدين. وقصدت أن أوضح بياناً بالعمل خطتنا للموسم الجديد ولكن.. { جاءتني الرسالة الآتية عبر الهاتف من قريبي ودفعتي نجم الأمير العطبراوي الكابتن عبد الرحمن عبد اللطيف قصاري المقيم في جدة «ممكن نتلاقى وممكن لا.. وممكن أهاجر ويمكن لا.. يا أخي قبلك يا أسود يا أبيض وبطل الزوغان.. ومرحباً بك معنا في دار الهجرة والغربة مرة أخرى».. لا تعليق.