يمتلك السودان أراضي صالحة للزراعة تبلغ اكثر من «400» مليون فدان مما يمكِّنه من ان يلعب دور مهمًا في دعم الأمن الغذائي العربي والإفريقي وأن يصبح سلة غذاء العالم بحسب ما ذكرته منظمة الزراعة والاغذية العالمية «الفاو» في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخرًا بالرياض، وهذه الاراضى الزراعية تمكن المستثمرين من الدخول في الاستثمار خاصة بعد اجازة القانون الجديد للاستثمار والذي عالج كل أوجه القصور في القانون السابق واشتمل على العديد من السمات التي تحقق طفرة نوعية في إدارة العملية الاستثمارية بالبلاد. د. بابكر محمد التوم عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني أكد في تصريح «لسونا » ان السودان بهذه الأراضي الصالحة للزراعة يصبح مؤهلاً لجذب أموال المستثمرين للبلاد، بما يتميز به من الموقع الإستراتيجي في القارة الإفريقية إضافة للموارد والإمكانات الطبيعية التي يزخر بها، إضافة للاستقرار السياسي الذي يتمثل في نظام الحكم الفدرالي والوعي المؤسسي باهمية الاستثمار وغيرها من المقومات التي ساعدت فى خلق مناخ جاذب للاستثمار فى السودان، إضافة لرغبة الحكومة الجادة في تطوير بيئة الاستثمار وجذب المستثمرين الأجانب للبلاد. وقد انعكس هذا على الأعداد الكبيرة من المستثمرين الذين قاموا بزيارة السودان بقصد تأسيس استثماراتهم. وأشاد د. بابكر التوم باهتمام الدولة بالاستثمار وذلك بإنشاء جهاز قومي للاستثمار برئاسة السيد رئيس الجمهورية وإنشاء مفوضية للاستثمار بالولايات مما خلق نوعًا من التنافس فيما بينها في هذا المجال. وقال ان القانون الجديد ساوى بين المستثمر المحلي والأجنبي في الحقوق والامتيازات، كما ساهم في حل العديد من المشكلات التي كانت تعترض مسيرة الاستثمار بالبلاد كما وضع حداً لمشكلة الأراضي بين المركز والولايات بأن تقوم الولايات بتخصيص أراضٍ للمشروعات القومية وتسجيلها وايداعها لدى المركز لإكمال عمليات التخصيص إضافة لإعادة تأهيل المشروعات القومية. واشار د. بابكر ان حجم الاستثمار في السودان الآن لا يتناسب مع حجم الموارد التي تتمتع بها البلاد مشيرًا الى ان الاستثمار انحصر في مجال البترول والزراعة والاتصالات والنظام المصرفي والمالي منوها بضرورة الاتجاه للترويج في مجالات أخرى كصناعة الآلات الزراعية والجرارات والحاسوب، وأكد اهمية استيعاب المزيد من الاستثمارات في عدة جوانب. واوضح أن العقبات التي تعترض الاستثمار لا بد ان تتم معالجتها بعقد ورش عمل لتوعية المواطنين بأهمية الاستثمار وفوائده المصلحية والاقتصادية والمعرفية وربط الانسان بالعالم. ونادى بضرورة وجود قيادات شعبية وأهلية للجلوس مع الأهالي ومشاورتهم والتفاكر معهم وعمل تسويات معهم وتوعيتهم بأهمية الاستثمار وفوائده بالنسبة لهم.