سيناريو أصبح يتكرر كل عام خاصة في فصل الصيف حتى أصبح العطش نغمة متكررة في كردفان وبالأخص في حاضرة الولاية «الأبيض» كيف لا وقد فشلت كل الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم بالولاية في حل هذه الأزمة المزمنة بصورة جذرية، وحتى الحلول المقترحة التي تم تنفيذها والأخرى قيد الانتظار سيكون مصيرها كسابقاتها والسبب هو التمويل الولائي أو المركزي الغائب. تساؤلات كثيرة تدور في الأذهان ووسط المجالس في المدن والأرياف بالولاية حول تفاقم أزمة المياه بمدينة الأبيض وفي عدد من المحليات وأريافها وأبرز هذه الاستفهامات .. هل المركز رفع يده من مشروعات المياه بالولاية؟ أين الحلول الجذرية التي تحدثت عنها الحكومة؟ وهل فعلاً عجزت قيادة الولاية عن اقتلاع حق الولاية الخاص بتوفير المياه لمواطني الولاية؟ طالما أن شمال كردفان إمكاناتها لا تساعدها على تنفيذ هذا المشروع الحيوي الكبير، وهل الوزارة التي تقع تحت مسؤولياتها خدمة توفير الإمداد المائي للمواطن بالولاية ليست بها كفاءات تستطيع القيام بدورها على الوجه الأكمل ونحن نسمع منهم دائماً أن المياه الموجودة بالمصادر الشمالية والجنوبية كافية لسد حاجة المواطن بالأبيض وأن عددًا من المحليات بها مصادر كثيرة تكفي للإنسان والحيوان وغيرها من التساؤلات التي أقلقت المواطنين حتى أصبحوا كلما سمعوا المسؤولين يتحدثون عن المياه لا يعيرون ذلك اهتماماً لأن قصة الوعود كثرت وتطاولت سنواتها وتعددت عليهم بأساليب وطرق شتي وما أصعب أن تفقد الجماهير الثقة في القيادة ... والأبيض تعتمد فقط وبصورة كبيرة على المصادر الشمالية وبنسبة ضعيفة من المصادر الجنوبية القابلة للنفاد قبل حلول الخريف القادم. والحقائق التي رصدتها «الإنتباهة» أن برميل المياه من عربة الكارو يتراوح سعره مابين «8 10» جنيهات ويصل أحياناً إلى «12» جنيهًا، والإمداد المائي في بعض الأحياء منعدم تمامًا وقد ينقطع هذا الإمداد عن الأحياء لفترات بعيدة قد تصل إلى أسبوعين وقليل جداً من الأحياء تأتيها المياه كل ثلاثة أيام أو أربعة علماً بأن هذا هو الوضع قبل الصيف الذي تنعدم فيه المياه تماماً في الأحياء الطرفية إلا عن طريق عربة الكارو ونفس هذه المعاناة تعانيها بعض الأرياف بالمحليات وخاصة ذات الطبيعة شبه الصحراوية.. صحيفة «الإنتباهة» طافت على مصادر المياه والتقت اصحاب الأكشاك واستطلعت المواطنين والمسؤولين والخبراء في شأن المياه لتسليط الضوء على هذه المشكلة التي استعصت وأصبحت مهدداً حقيقياً للمواطن المغلوب على أمره والذي بات يعاني بجانب مشكلة المياه من ارتفاع الأسعار في المواد الغذائية والدواء وتحمُّل مصروفات التعليم وجملة من الإشكالات ولكن تظل أزمة المياه هى الأولى بين كل هذه المشكلات التي يتعرض لها مواطن شمال كردفان... المواطن حسين بشير عبد الله «سائق» حي القلعة مربع «3» قال إن الإمداد المائي يصلهم بعد «6» أو «7» أيام مطالباً بحل هذه الإشكالية، أما المواطن الهادي محمد إبراهيم «حي كريمة شمال» فشكا من ارتفاع قيمة برميل المياه من الكارو، وقال إن مياه المضخات «مُرة» ولا تصلح للشرب وتسبب «الإملاحات»، أما المواطنة عائشة إبراهيم «عامله» حي شيكان مربع «4» فقالت إن المياه منعدمة وليس هناك إمداد تماماً وإنهم يعتمدون على التناكر والكارو، وتحدث المواطن هاشم سالم «موظف» ل«الإنتباهة» عن عدم انتظام المياه لفترة تصل إلى أسبوع مما شكل معاناة كبيرة على المواطن وأن السكان يتخوفون من أن تتضاعف عليهم المعاناة في فصل الصيف، خاصة أن آبار حوض بارا الجوفي بعضها متوقف عن العمل كما أن مشروع مصادر المياه الشمالية قيد الانتظار.. وقال صاحب كشك توزيع مياه التجاني الفكي إنهم يعملون من الساعة «5 7» مساءً وعندما تكون المياه قاطعة في الأكشاك الأخرى يزداد الازدحام بصوره كبيرة، أما أصحاب الكارو «الصادق الزين / مجاهد سالم بشير» فأوضحوا أنهم يجولون شرقاً وغرباً بحثاً عن المياه وتوزيعها في الأحياء الطرفية والسوق الكبير وأحياء وسط المدينة وكشفوا عن أن المواطنين يعانون كثيراً لأن هنالك أحياء لم ترَ انسياب الإمداد المائي بها لفترات طويلة، وقالوا إنهم متخوفون من فصل الصيف حيث تتفاقم أزمة المياه. «غدًا تستمع الصحيفة إلى رواية الجهات الرسمية والخبراء والمختصين لحقيقة الأزمة المستعصية التي تعاني منها ولاية شمال كردفان وبالأخص مدينة الأبيض»