دعا الكاتب والصحافى الجنوبي واني ثامبو، شعب دولة الجنوب إلى مطالبة الحركة الشعبية بفك ارتباطها بقطاع الشمال في مقال نشره على موقع نيوز ناو بعنوان «علاقة الحركة الشعبية بقطاع الشمال.. التزام أخلاقي أم غرس الكراهية بين الشعوب» قائلاً: «إن واجبنا الأخلاقي والديني والوطني والاقتصادي والسياسي يحتم علينا نحن أبناء دولة الجنوب أن نقف وقف صلبة أمام الحركة الشعبية لنقول لها إننا نعلم كل شىء عن العلاقة التي تربطها بقطاع الشمال، لأنها ببساطة لن تستطيع أن تخفي الروابط العسكرية والتاريخية والسياسية والأخلاقية التى تربطها بقادة قطاع الشمال، وذلك أن الجيش الشعبي الذي يعتبر الجيش الرسمي لدولة الجنوب تديره الحركة الشعبية من أعلى هرمه التسلسلي متمثلاً في الرئيس سلفا كير ميارديت وانتهاءً بالمحافظين الذين يؤكدون للعالم أجمع وللشعب الجنوبى على الاخص أن الحركة الشعبية هى الحزب الحاكم بدولة الجنوب، وان قطاع الشمال جزء من الحزب، وهى الحقيقة التى لا يدخر قادة قطاع الشمال فرصة لتأكيدها على مسمع ومرأى العالم، خاصة مع وجود وزراء داخل حزب الحركة الشعبية والجيش الشعبى يؤمنون بوجود التزام اخلاقى للحركة تجاه قطاع الشمال منذ أن كانوا إخوة السلاح والاحراش، وعليه اصبح المسؤولون المنفلتون من داخل النظامين مصدراً حياً لنشر الأخبار التى تؤكد هذا الارتباط انتشار النار فى الهشيم، بالرغم من نفي جوبا القاطع لهذا الأمر الذى يقود شعب الجنوب للتساؤل حول منطقية وفائدة هذا الارتباط لهم، وذلك لأنه يريد أن يمضي فى حياته قدماً دون أن يكون مكبلاً بقيود دعم جماعات متمردة على أنظمتها لأسباب لا تصلح لاقناع القلة ناهيك عن كامل الشعب». وانتقد المقال استخدام الحركة الشعبية شعب الجنوب دروعاً بشرية لحماية علاقتها بالقطاع، قائلاً: «ليس من حق الحركة الشعبية استخدام شعب الجنوب دروعاً بشرية وضمانات لحماية علاقتها بقطاع الشمال بسبب إحساسها بالذنب كونها ضللت شعبي ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان بأن جعلتهم يعتقدون أن الحركة الشعبية تعمل على تحرير السودان الجديد الموحد، وعلى الحركة الشعبية والجيش الشعبى البحث عن حلول بديلة لمواساة هذه الشعوب دون اقحام شعب دولة الجنوب فى حرب لا ناقة له فيها لا جمل، غير أنها تؤدى إلى إرساء ثقافة العداء والكراهية بينه وبين شعوب المنطقة الذين كانوا إخوته فى الوقت القريب». وحمَّل المقال الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والصحية المتردية بدولة الجنوب مسؤولية العلاقة المأزومة التى تربط جوبا بقطاع الشمال، قائلاً: «ما هى المكاسب الاقتصادية والسياسية التى نكسبها من العلاقة الاخلاقية بين جوبا والقطاع، بعد أن جرت هذه العلاقة أبناء دولة الجنوب إلى مستنقع الجوع والاحتراب، وأغرقتهم في فيضانات اللاجئين الذين يحاصرهم الموت بجناحي الفقر والمرض اللذين ولدا علاقات سالبة لا علاقة لها بالالتزامات الاخلاقية التى تسعى جوبا الى ايفائها تجاه القطاع». وانتقد المقال تضحية جوبا التي بحسب المقال تدفن شعبها حيَّاً بسبب الجوع، بعلاقة استراتيجية صحية مع الخرطوم من أجل ارتباطها الاخلاقى بالقطاع قائلاً: «ما هى الثمار التى ستجنيها دولة الجنوب على المدى الطويل والقصير من هذا الارتباط غير استخدامها أداة للوصول الى السلطة من قبل سياسيين طموحين لا يحظون بالدعم الشعبى في بلدانهم، وهو ما يعجل بنهاية الدعم العالمى والاقليمى لحكومة جوبا حال انكشف المستور من هذه السياسة الضبايبة القائمة على المحافظة على السلطة من خلال استرضاء اللوبى الداعم لقادة القطاع دون النظر لمصالح الأمة الوليدة». وشدد المقال على ضرورة حسم الخلافات مع السودان عبر المفاوضات وليس عن طريق السلاح، قائلاً: «إن مصلحة دولة الجنوب تقوم على ارساء ثقافة السلام بين القطاع والحكومة السودانية، وليست تبني سياسات كمبالا المعادية للخرطوم التى تقوم على استخدام المعارضة وسيلةً لإسقاط النظام، كما أن على جوبا ترجيح كفة الحوار على غيرها من الخيارات مهما كانت مكاسبها من أجل بناء دولة قوية وآمنة».