في غمرة الحديث عن مكافحة الجراد الصحراوي «إسرائيلي الجنسية» لفت انتباهي خبران: الأول مصدره صحف مصرية أشارت فيه إلى أن إدارة مكافحة الجراد المصرية رصدت مسيرة الجراد المتجه إلى مصر من داخل السودان، وقبل أن يستعد لاقتحام الحدود السودانية المصرية بدأت المكافحة فور دخوله الحدود، وجاءت التقديرات العلمية لأعداد الجراد القادم بساحل البحر الأحمر بحوالى «400» مليون جرادة ومن ثم تم تتبعه لحظة بلحظة.. وفي الخبر الثاني يا عيني ومصدره صحف محلية، أن ناس مكافحة الجراد «عندنا» أشاروا إلى أنه بعد عشرة أيام سيتم القضاء على الجراد، والتصريحات نفسها جاءت بعد أسبوع من هجمة الجراد على شمال البلاد.. يعني جماعتنا هنا من شدة كرمهم وجودهم استضافوا «الأخ» الجراد أسبوعاً كاملاً دون أن يذهب مسؤول واحد يقول ليهو «هش»، ثم تحركوا بعد ذلك للتهديد فقط، وقالوا: سنقضي على الجراد بعد عشرة أيام، إن شاء الله سبحانه وتعالى!! عشرة أيام والجراد يعيث فساداً في الأرض يهلك الحرث والنسل، وهؤلاء يتحدثون عن «عشرة أيام» مهلة للجراد، وكأنهم لا يدرون أنه خلال ثلاثة أيام فقط يمكن لأسراب تقدر بمئات الملايين أن تفعل ما تفعل المزارع والحقول.. معقولة بس؟ وبعدما استضافوه اسبوعا كاملا يتحدثون عن القضاء عليه بعد عشرة أيام.. إيه الرحمة دي؟ وعندما قرأت الخبر خشيت أن يدخلوا في مفاوضات مع الجراد «القادم من إسرائيل» ويوقعوا معه اتفاقاً إطاريا أو مصفوفة، أو اتفاق وقف العدائيات، وإلا لماذا عشرة أيام «هدنة» للقضاء على اسراب الجراد؟ المانع شنو الميزانية المطلوبة للمكافحة تسلم لإدارة وقاية النباتات خلال يوم أو يومين بدل ما يسلموا الإدارة «3» ملايين فقط من جملة «46» مليون، عشان كدى ناس المكافحة ما غلطانين سلموهم «3» ملايين فقط، وديل أكيد حيضطروا لتوقيع هدنة مع الجراد عشرة عشرين يوماً لحدي ما يتحصلوا على باقي المبلغ ... وأتوقع أن يتم إكمال سداد مبلغ المكافحة بعد أن يقضي الجراد على كل شيء، ولا تستبعد أن «يصرف» المبلغ بعد ذلك على المكافحة بعد ما يغادر الجراد ... وثمة أمر آخر مضحك جداً وهو أن بعض المسؤولين وقت ربنا فتح عليهم وتكلموا عن أسراب الجراد اتهموا إسرائيل بإرسال هذه الأسراب إلى السودان، وقالوا إن هذا الجراد قادم من إسرائيل.