(برضه) كلمة تركية تعني (مرة أخرى)، وكذلك بعد زيارته (أم ضواً بان) والبرهانية و(أبو حراز)، هاهو السفير الأمريكي (برضه) في (الكباشي)!. أخرج يوسف شاهين (إسكندرية كمان وكمان). ولكن لم يمتد به الأجل ليُخرِج (السفير الأمريكي كمان وكمان). أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن إرسال فيلق تدريب من الفرقة الثانية في الجيش الأمريكي، إلى (35) دولة أفريقية، خلال يناير وفبراير 2013م. في ديسمبر الماضي أعلن قائد (الأفريكوم) الجنرال (حام) في محاضرة بجامعة واشنطن، عن تأسيس قوَّة تدخّل سريع تابعة ل (الأفريكوم). يشار إلى أن الإعلان عن هذه الخطوة كان قد تمّ في ختام سمنار أقامه (البنتاغون) في يونيو2012م. وقد شاركت في ذلك السمنار (40) دولة أفريقية، بالإضافة إلى ممثلين من الإتحاد الأوربي والأمم المتحدة. وذلك تحت مظلة (تحالف الراغبين) ضد الإرهاب في أفريقيا. تجدر الإشارة إلى أن واشنطن قد وضعت السودان منذ أغسطس 1993م في قائمة الدّول الراعيَّة للإرهاب. في 14/يناير 2013م حثَّ وفد زائر من مجلس الشيوخ الأمريكي في جوبا الرئيس سلفاكير على تصدير نفط الجنوب بالشاحنات عبر أثيوبيا. كما أن واشنطن ظلت توفر الرعاية الكاملة ل(قطاع الشمال) الذراع العسكري للجيش الشعبي والذراع السياسي للحركة الشعبية والناشط لضم جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي إلى الجنوب. كما تبارك واشنطن احتلال الفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي للمنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان). في ذلك الإطار وصل واشنطن في 15/يناير 2013م، وفد قيادات (قطاع الشمال) في جولة جديدة بالولايات المتحدة. قام المبعوث ليمان بترتيب تلك الزيارة. وقد شملت لقاءات في الكونجرس ووزارة الخارجية، إضافة الى منظمات وجماعات ضغط. حيث ركَّزت تلك الإجتماعات على (الأوضاع الإنسانية) في المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان). (الأوضاع الإنسانية) تعني تحديداً الإمداد العسكري والغذائي للفرقتين التاسعة والعاشرة من الجيش الشعّبي اللتين تحتلان أراضي الشمال في المنطقتين. بقرار مجلس الأمن (2046) والضغط الأمريكي والدولي (بإيعاز أمريكي) على السودان، تسعى واشنطن إلى إجبار حكومة السودان للتفاوض مع (قطاع الشمال)، ليتمَّ توقيع (نيفاشا الثانية)، ليصبح (65%) من السودان في قبضة الحركة الشعبية، بدلاً عن (26%) من السودان أصبحت في قبضتها بعد الإنفصال الذي تمَّ بموجب اتفاقية (نيفاشا الأولي). (نيفاشا الثانية) التي تعمل واشنطن على إنجازها بكافة السُّبل السياسية والعسكرية تعني قيام (السودان الجديد) على حطام السودان الحالي. علماً بأن النشاط العسكري لواشنطن في أفريقيا قد أصبح يزيد كثيراً عن حجمها الديبلوماسي. كما تجدر الاشارة إلى أن أمريكا قد أصبح لديها (51) شركة أمنية تعمل في الدول الأفريقية. كما أصبحت واشنطن تمتلك (12) قاعدة عسكرية للطائرات بدون طيَّار، والتي أصبحت تنتشر في شرق وغرب القارة. وقد كانت النيجر آخر دولة أفريقية أعلنت ترحيبها باستضافة قاعدة أمريكية للطائرات بدون طيَّار، وقد عُرفت بنشاطها في التجسس والإغتيالات. أيضاً رواندا أكدت موافقتها على نشاط تلك الطائرات بدون طيار ضد المتمردين في شرق الكونغو. كما أن جيبوتي وبوركينا فاسو وأثيوبيا تستضيف قواعد أمريكية عسكرية لتلك الطائرات بدون طيَّار. في سياق تلك العاصفة العسكرية والإستخبارية الأمريكية التي تجتاح أفريقيا، وفي سياق استهداف واشنطن السودان كهدف استراتيجي لإقامة (السودان الجديد) العلماني الوثني الأفريقي وإحلاله مكان (السودان) العربي الإسلامي، من غير المنطقي أن يكون نشاط السفير الأمريكي في الخرطوم استثناءً. حيث من المستحيل أن يخرج نشاطه السياسي عن سياق سياسة بلاده. وعلى حين تظلّ تلك الفعاليات الأمريكية العاصفة ضد السودان ناشطة أمريكياً ودولياً وإقليمياً، ينشط السفير الأمريكي في الخرطوم في تنفيذ استراتيجية أمريكية جديدة في السودان. حيث زار في الفترة الأخيرة من المرابع الصوفية ما لم يزره تاج الدين البهاري!. إذ بعد زيارة (أم ضوَّاً بان) و(البرهانية) و(أبوحراز)، زار السفير الأمريكي (الكباشي) يوم السبت2/مارس2013م. ماذا وراء زيارة مدينة (الكباشي) ديار الصالحين، لماذا يجوس (جوزيف ستانفورد) خلال ديار (الكباشي)، يحمل (طاره) و(ينقز) ملء الليالي تحت رايات طوال، هل اهمال حكومة السودان الشنيع للتعليم الدّيني، وتهميشها الفظ للتعليم الديني، أصبح ثغرة ينفذ منها أئمة الكفر، وهم يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. لم يخطر ببال أحد في يومٍ ما أن مدينة (الكباشي) الطاهرة، ستصبح مسرحاً عبثيَّاً يلعب السفير الأمريكي على خشبته دور تاج الدين البهاري، وهو يتسوَّل عطف شعب السودان ليغمره بالحبِّ والرضا والحنان، إذ يراه يلتحف (الشَّال الأخضر)، ويمشي (الخيزلَى)، ويترنَّم بكلمات الرجل الصالح الشاعر إبراهيم ود أحمد الشهير ب (ود نفيسة)... جِيتَا فوق جَبَلُو ها بِقِيت قَبَلُوا ما بدور بَدَلو الكبّاشي القيدو في شَبَلُو كلُّو مَن كازا وا سواد مُقَلو رمَّدوا وهقلوا وبلعوا چب واكلو شوفو مِن النّور كيف لِبِس حُللو ويسقي سِّر الله من بَطُن قُلَلو...