الأول.. الشمال.. النيل.. النخيل.. الرمال.. السهول.. الحبال.. العسل.. البخل.. الفول.. الحال.. السؤال.. الخل.. المحال.. الشمائل.. البال.. المنال.. البلابل.. العقل.. الجبال.. الغزال.. الليل.. الشمل.. المال.. انفصال، هذه بعض اللامات النهائية ذات ارتباط وثيق فيما بينها وكل واحدة تحتاج لموضوع منفصل. الشمل: أكثر الناس تعاضداً وتكاتفاً ولماً للشمل في الغربة. الشمائل: أصحاب الكرم تجدهم في الحارة والباردة. النخيل: يستخرج منه أحلى عسل مصفى ويربطنا ببعض أقوى الحبال من عشميق النخيل. الفول: الفول السياحي أعذرني المساحة هنا غير كافية لتناولك.. الشمال: ليتني أجد شخصاً يقنعني بوجود دولة واحدة في العالم جنوبه يتفوق على شماله، في أي درب من الدروب!! وبالطبع سيفشلون.. الأول: «الأول» أس تلاتة ليل الأربعاء وأنا أهم بالخروج لمحت الروموت في غير موضعه أخذته لا شعورياً.. ولا شعورياً كذلك قمت بتشغيل جهاز التلفاز فإذا بإعلان نتائج شهادة الأساس وعند الولاية الشمالية تحديداً.. تسمرت ونسيت مشواري ذرفت دمعات.. بكيت بحرقة ومن القلب.. نزفت دماً.. ولايتنا الأولى على مستوى القطر القارة ولثلاث عشرة سنة على التوالي.. يا إلهي ياما انت كريم يا رب.. كل هذه السنين لا ينافسنا في الوحدة ولا في الانفصال أحد.. غير أننا ننافس أنفسنا كما قال فنان إفريقيا الأول: «أغنياتي تنافس بعضها».. ما هذا الشمال؟!.. هذا هو المحال بعينه.. أ...... في النخيل سر ذكائنا ونبوغنا؟!.. في الرمال ترسخ كتابتنا أكثر من الورق؟!.. أم في النيل خطنا أوضح من أن ننحت في الصخر؟!.. السؤال بالأمس واليوم والغد وبعد الغد ما هذا الشمال؟!.. الولاية في المركز الأول.. مدرسة دلقو الأولى وإحدى طالباتها أحرزت المركز الأول وبالعلامة الكاملة في سابقة.. كل الأولويات في السودان لنا؟!.. السؤال لا ينتهي ما هذا الشمال؟!.. دموعي لا تزال منهمرة حتى الآن وأثناء كتابتي للمقال.. أعيد شريط ذكريات الطفولة اتخيل أطفالنا الغبش المهمشين يفترشون الرمال والحصى في عز الشتاء والرمضاء والربيع والخريف إن وجد بلا مكيفات ولا مراوح ولا برادات ولا معينات أخرى كالمكتبات والمعامل ولا مقاعد لائقة وفصول متهالكة شيدناها ب «الآمال» قبل أن نشيدها ب «العون الذاتي».. دلقو أفرحتني بهذه النتائج المشرفة وأبكتني بذكريات محزنة فقدت أخت طفولة تكبرني مباشرة عند استئصال ال «زائدة» سأتناولها ضمن الأخطاء الطبية.. وفي المرحلة الثانوية نظمت عن هذه المدينة قصيدة قلت فيها: دي البانة ولون الطيف بس يا دلقو شلتها كيف بدون زلزال وهدمان قيف كلما يزداد تهميشنا نزداد كيل بعير ونتشبث بالمركز الأول ولا نرضى الثاني.. حيرتوا الدنيا يا ناس الشمالية.. ** أسامة.. مبروك الأستاذية: أخونا وحبيبنا وبلدياتنا البروف أسامة محمد عثمان وزير التربية والتعليم بالولاية سابقاً اتصلت عليه مباركاً ومشيداً بدوره الفعال والملموس والذي ما زلنا نقطف ثماره وكنا نتمنى استمراره لتستفيد الولاية أكثر وتنهل من معينه أكثر وأكثر.. لأن أهل مكة أدرى بشعابها وهو من الكارهين القلائل لدائرة الضوء وإلا ما معنى نيله لدرجة «الأستاذية» قبل أكثر من عامين دون أن يعلم بذلك الأقربون انه قمة التواضع والزهد في العلم.. لماذا لم نكرم نحن الأقربين بروف أسامة وقد سبقنا الأبعدون؟!.. حلفا سكوت محس منارات العلم بالسودان صدفة أم عمداً مبعدون من معاقل القرار مهما نهلوا ونالوا من درجات العلم وتدرجوا الرتب العسكرية فأمامهم خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها وإن حدث فالترقية تتم بعد التقاعد مع أن من يفوقونهم سناً ودونهم عطاء يتسنمون القيادات لأن أبناء الولاية لا يملكون يداً ثالثة لحمل السلاح فواحدة تحمل القلم والأخرى ترفع الكتاب لا تعجب لو تم إلغاء الامتحانات لأهلنا في الشمال واستعيض بالنقل المرحلي المباشر من الأساس للجامعة لتتنافس بقية الولايات لإحراز المركز الأول لعل وعسى.. والسؤال: ما هذا الشمال؟!.