تحتفل العديد من الدول الأوروبية وبعض الدول العربية والإسلامية في هذا الشهر المنصرم بعيد الأم وكما العادة فإننا في الدول العربية والإسلامية نتبع كل ما يستورد لنا من الغرب دون التدقيق في مغزى ومضمون هذه الأشياء أو الأعياد ومن تلك الأعياد عيد الأم والمعروف أن هذا اليوم اختلفت حوله الأساطير فهناك عدة روايات لأصل هذا اليوم ومنها تلك الأسطورة التي قصها شعب فريجيا (Phrygia) بآسيا الصغرى. حيث كانوا يعتقدون أن أهم إلهة لهم هي سيبيل ( Cybele) ابنة السماء والأرض .. وكانت أم لكل الآلهة الأخرى، وفى كل عام يقوم شعب فريجيا بتكريمها وهذا يعد أول احتفال حقيقي من نوعه لتكريم الأم جاء اليونانيون القدامى ليكون ضمن احتفالات الربيع، وفازت الإلهة رهيا (Rhea) بلقب الإلهة الأم، لأنها كانت أقواهم على الإطلاق وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها.. وبمجيء المسيحية أصبح الاحتفال يقام على شرف «الكنيسة الأم» (Mother Church) في الأحد الرابع من الصوم الكبير عند الأقباط (Fourth Sunday In Lent) ويتم شراء الهدايا كل لكنيسته التي تم تعميده فيها. ثم توالت القصص والأساطير حول هذا اليوم حتى ذكرت آخر القصص بأن بداية هذا الاحتفال في ألمانيا، حيث روجت الشائعات أن «هتلر» (Hitler) الزعيم النازي هو أول من نادى بالاحتفال بعيد الأم ليكون هو نفس اليوم الذي يحتفل فيه بعيد ميلاد والدته، وقد تم استغلال هذه المناسبة بعد ذلك لتشجيع السيدات الصغار على إنجاب أطفال كثر من أجل الاحتفال بهذه المناسبة!! وبعد كل ما ذكر لا نجد أي رابط ما بين هذا اليوم وما بين ديننا إلاسلامي الحنيف أو عروبتنا بل العكس نجد كل الفتاوى الصادرة تحرم الاحتفال بهذا العيد ومن أبرز تلك الفتاوى فتاوى الشيخ العلامة بن باز رحمه الله وذلك ليس تقليلاً من شأن الأم ولكن احترامًا واجلالاً وتقديرًا لها، فالأم عيد في حد ذاتها فكيف لنا أن نلغي (364) يومًا من السنة ونخصص لها يوم واحد فقط، وأعلم عزيزي القارئ إذا كانت أمك تفرح بهديتك لها في هذا اليوم فإنك مقصر وشحيح معها في بقية الأيام وقد رضت به لأنها لم تجد ما يسرها منك في بقية الأيام فعود نفسك إن كانت أمك على قيد الحياة أن تنتهز هذه الفرصة لتقول لها كل صباح كل يوم وأنت بخير أمي.. وكل يوم وأنت بخير يا أمي العزيزة.