... من الاحتفالات التى يوجه إليها العالم اهتماماً خاصاً وهي أحقُّ بأن يحتفى بها كل أيام السنة وليس يوماً واحداً، وهي تستحق أعياداً وأعياد وهذا أقل ما نمنحه لها ولها الحق على أولادها أن يرعوها... وأن يعتنوا بها. وقال تعالى:( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً). الأم تستحق أكثر من ذلك لأنها هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود هي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ليرعي ضعفنا ويطبب علتنا ... حنان الأم لا يوازيه حنان لأنها الأصل والأساس والجذر وكل مجتمع لا يعطي للأم وللمرأة بشكل عام مكانتها وتقديرها وحقوقها هو مجتمع لا يستحق الاحترام. ... قال صلى الله عليه وسلم (( يامعشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجته على أمُّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ). يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم )ريا( زوجة )كرونس( الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل (سيبل) أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى (هيلاريا) وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 مارس . آنا.م. جارفس (1864-1948) هي صاحبة فكرة ومشروع جعل يوم عيد الأم إجازة رسمية في الولاياتالمتحدة، فهي لم تتزوج قط وكانت شديدة الارتباط بوالدتها، وكانت ابنه للدير، وتدرس في مدرسة الأحد التابعة للكنيسة النظامية "أندرو" في جرافتون غرب فرجينيا، وبعد موت والدتها بسنتين بدأت حملة واسعة النطاق شملت رجال الأعمال والوزراء ورجال الكونجرس؛ لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد، وكان لديها شعور أن الأطفال لا يقدرون ما تفعله الأمهات خلال حياتهم، وكانت تأمل أن يزيد هذا اليوم من إحساس الأطفال والأبناء بالأمهات والآباء، وتقوى الروابط العائلية المفقودة .قامت الكنيسة بتكريم الآنسة آنا جارفس من مايو 1908، وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الأم في الولاياتالمتحدة . عيد الأم لدى العالم العربي بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين "مصطفى وعلي أمين" مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية.. فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل.. وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه.. وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية. عيد الأم هو يوم للتفتح والصفاء وتجديد العلاقات الأسرية بكلمة طيبة وهدية في يوم عيد الأم أو (عيد الأسرة) الذي يصادف 21 من مارس وتم اختيار هذا اليوم من كل عام ليكون عيداً للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزاً للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة. تحتفل عدد من البلدان في بعيد الأم في أيام مختلفة من السنة وذلك لأن الإحتفال بهذا اليوم له عدة أصول مختلفة. تدعي مدرسة فكرية واحدة بأن هذا اليوم ابتدع من يوم كان مخصصا لعبادة الأم في عصر الرومان ، والتي حافظت على مهرجان سيبل ، وهو لتكريم أم كبير آلهة اليونان. وقد عقد هذا المهرجان في جميع أنحاء آسيا الصغرى والنهاية في روما عن نفسها 15 - 18 آذار / مارس. وعادة ما كانت تقدم الهدايا للأمهات ا في هذا اليوم. الاحتفال بعيد الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى ، وكذلك أسلوب الاحتفال به ، فالنرويج تقيمه في الأحد الثاني من فبراير ، أما في الأرجنتين فهو يوم الأحد الثاني من أكتوبر ، وفي لبنان يكون اليوم الأول من فصل الربيع ، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم الأحد الأول من مايو. أما في فرنسا فيكون الاحتفال أكثر بالعيد كعيد الأسرة في يوم الأحد الأخير من مايو حيث يجتمع أفراد الأسرة للعشاء معاً ثم تقدم كيكة للأم. والسويد أيضا عندها عطلة عيد الأسرة في الأحد الأخير من مايو وقبلها بأيام يقوم الصليب الأحمر السويدي ببيع وردات صغيرة من البلاستيك تقدم حصيلتها للأمهات اللاتي يكن في عطلة لرعاية أطفالهن . وفي اليابان يكون الاحتفال في يوم الأحد الثاني من مايو مثل أمريكا الشمالية وفيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم "أمي" ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في عديد من الدول . والأم في السودان هي الصمود والبقاء والعطاء بلا حدود والتى تواصل العطاء والبذل فى أحلك الظروف ، وأقسى المواقف . الام محطة مهمة نتذكر من خلالها ما توصلت إليه المرأة في السودان من مكانة مرموقة.. تولت المسؤوليات وشاركت في الحياة السياسية, والاجتماعية والتنموية.. تبوأت المناصب إنها تستحق كل تكريم فهي الأم... والأخت...والابنة... والزوجة... وهي بالتالي كل شيء في حياتنا. فدور الأب منذ القدم كان حماية الأسرة من الأخطار الخارجية بينما كان دور الأم غرس القيم والعادات التي يقرها المجتمع في نفس الطفل وذلك بطريقة تناسب مراحل نموه العقلية والجسمية، فكانت تتدرج في ذلك ،تارة بجمل إيقاعية خفيفة ذات أهداف سامية وأخرى بقصص خيالية تحمل في طياتها مُثُل وقيم المجتمع الذي يعيش فيه. ومع ازدياد مجالات التعليم ازدادت مسؤولية الأسرة وتعاظم دور الأم وظلت هي التي تضع دائماً علامات خط سير الإنسان رجلاً كان أو امرأة . يقول الدكتور( كنيث آبل ) وهو من مشاهير أطباء الأمراض العصبية :( إن فساد الحياة في البيت مصدر كثير من حالات إنهيار العقل التي تصيب الآباء والأبناء سببه هو جهل الأمهات بأساليب التفاهم والأخذ والعطاء التي ينبغي أن تسود الحياة الزوجية0 ولفساد الحياة في البيت أثر سيئ، إذ هي تنقل الشعور باليأس وخيبة الأمل إلى الأبناء فتفسد عليهم إحساسهم بالطمأنينة والأمن وهو الشعور الذي يجب توافره لكل صغير وصغيرة ). ومن هنا يظهر مدى ضخامة الدور التربوي الذي تقدمه الأم وهذا يتطلب الكثير من الجهد. وقد كتب الشاعر التجاني حاج موسى عن الأم قائلاً: أمي .. الله يسلمك ويديكي لي طول العمر.. وفي الدنيا يوم ما يألمك .. أمي .. الله يسلمك .. أمي يا دار السلام يا حصني لو جار الزمان، ختيتي في قلبي اليقين يا مطمناني .. بطمنك ولكن تعجز الكلمات والأفعال للتعبير عن ودنا واحترامنا ومحبتنا للوالدة (ست الحبايب)، ولعل كل ما نقوم به من تقدير واحترام وهدايا في يومها هذا لا يماثل ولو جزءاً بسيطاً من عطائها لنا.