التناول للقضايا العامة والتعاطي معها يجب أن يكون بلسان مخزون وقول موزون وقلب محزون وفكر يتجول في ما كان وما يكون. ويجب أن يتذكر الكاتب أو المتحدث أن الكلمة قد تهوي بصاحبها سبعين خريفاً في جهنم وعليه أن يجمع بلا شطط بين الالتزام الديني المستنير والوطني المرهف والحس الأمني والأخلاقي. لقد أنعم الله علينا بمعرفة الشهيد عبد السلام سليمان ورفاقه... ودكتور فيصل بدران الأخفياء الاتقياء كانوا أسوداً في ثياب رجال وسيوفاً للحق ومفاتيح للخير وطوبى لمن جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر... ديباجتهم الأصلية ليس المهم أن يكون الشخص خفيراً أو مديراً أو وزيراً أو والياً أو رئيساً المهم ألّا يؤتي الإسلام من قبله ويفنى في التكليف حتى ينال مسك الختام. كلما تذكرت حديث الشهيد عبد السلام سليمان عام «1997م» وتأملت في قراءته المدهشة لمشهد الإنقاذ خطر بذهني كتاب ود بدران الذي كتبت عنه مقالآً بعنوان «نظرة البشير الأخيرة لجثمان الراحل أحمد الميرغني وقصة ود بدران» نُشر بتاريخ الأربعاء «5/11/2008م» في عمود إسحاق أحمد فضل الله يوم تشييع الراحل أحمد الميرغني. لقد فتح هذا الرجل نافذة جلبت للأمة خيراً كثيراً في وقت عصيب وشهد على ذلك من اصطحبهم معه كانوا ما بين مصدق ومكذب من الفتح الرباني الذي ساقة الله للأمة على يديه فتنكروا له وقدموه للجهة المختصة آنذاك بأنه مترجمهم... وعندما ذهب للتأكد من آلياته بطريق الإنقاذ الغربي تعرض لحادث حركة قُتل فيه سائقه وتعرض لإطلاق نار في منزله وطلب منه مغادرة وطنه وتعرض لمعاملة لا تليق برجل قدم لبلاده وأمته ما لم يقدمة أصحاب الحلاقيم الطويلة ومر بامتحانات وابتلاءات متعددة فكان لا يملك ما يعالج به والدته بالرغم من النعمة التي أنعم الله بها عليه فتغول عليها المتسربلون بعباءة الدين المهاجرون إلى دنيا أصابوها بالمكر السيء «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله». عندما قال دكتور علي الحاج عبارته المشهورة «خلوها مستورة» تعشمنا أن يفتح ملف طريق الإنقاذ الغربي ويجعلها مكشوفة فلو جلس على منصة الرأي العام وملَّك الشعب السوداني الحقائق مباشرة ما كانت حدثت المفاصلة في شهر رمضان الذي تصفد فيه مردة الشياطين وما تعقده الأوضاع بدارفور وما هاجر لألمانية وما احتجنا لمنبر الدوحة... جلوس الشريف بدر ودكتور يس الحاج عابدين على منصة الرأي العام في برنامج المحطة الوسطى بقناة الشروق وكشفهما لحقائق ما حدث لسودانير وخط هيثرو وردهما على كل الأسئلة بجرأة وبشفافية تامة وترحيبهم بقرار الرئيس وجاهزيتهم للمحاسبة سجلا بذلك موقفاً تاريخياً كشفا فيه خفايا وأسرار القضية التي أُثيرت في الرأي العام ووفرا المعلومات والبينات والحقائق التي تخدم العدالة التي تحصن الدولة وترضي الله وتحفظ حدودهم وتنجي من غضبه. كما تقدم ود بدر ودكتور يس الحاج عابدين نأمل أن يتقدم متهمو قضايا الرأي العام وما أكثرهم مركزياً وولائياً حكومة ومعارضة «ملف طريق الإنقاذ الغربي ... دريم لاند شركة الأقطان ... وأن تجيب الجهات المختصة عن الأسئلة التي ظلت وما تزال مطروحة بقوة «كيف حدث اثنين الخرطوم الأسود؟ كيف وصل خليل لمشارف القصر؟ كيف سقطت هجليج؟ كيف ضرب اليرموك؟... وكيف وكيف وكيف» ولماذا تحول دهب جبل عامر وبترول الفولة من نعمة الى نقمة؟. وأن تدافع المعارضة عن مواقفها غير الوطنية ولماذا تمتطي فرس الدوائر الصهيوأمريكية الذي يقوده موسيفيني في فجر كمبالا المظلم لسوق البيع البخس الدين بالدنيا والنفس للشيطان والوطن للعدو بغفلة تامة؟!... قيادات الحكومة والمعارضة لم تكن افضل من سيدنا علي الكرار كرم الله وجهة عندما وقف مع اليهودي امام شريح القاضي. حصنوها بالعدل وخلوها مكشوفة قال تعالى: 8 «وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ «9» صدق الله العظيم امير بدوي النور