بعد مضي أكثر من اثنتين وسبعين ساعة على خروج المريخ من أبطال إفريقيا، مازال البركان يغلي في القلعة الحمراء. المريخ بدأ إعداده منذ وقت مبكر بمروي ثم أكمل المعسكر الإعدادي بمدينة سوسة التونسية ولكنه لم يستفد من المعسكرين. وقدم عروضاً هزيلة في الممتاز وأخرى مخيبة في الأبطال، وخرج منها بعد مباراة مخيفة للفرقة الحمراء. وكذلك كان الحال بالنسبة للهلال الذي أقام معسكراً إعدادياً بأديس أبابا، ولعب عدداً من المباريات هناك. وقلنا حينها إن حافظ لاعبو الهلال على «اللياقة» المكتسبة من معسكر أديس فلن يجدوا فريقاً يقف ضدهم. ولكن الفريق جاء ليفقد ست نقاط حتى الأسبوع السادس من الممتاز، ويخرج من دورال «32» في أبطال إفريقيا في سابقة اختفت في الفرقة الزرقاء منذ ثمانية أعوام. والمحصلة النهائية لمعسكري القمة «صفر كبيييير» وقروش «راحت» شمار في مرقة. وعلى نقيض القمة كان معسكر الأهلي شندي في قاهرة المعز، ولعب أربع مباريات إعدادية. وحصيلته من ذاك المعسكر حتى الآن تصدر الدوري الممتاز في أسبوعه السادس وحمل راية السودان في المحافل الإفريقية بعد صعوده لدور ال «16» من الكونفدرالية. النمور الآن هي الممثل الوحيد للسودان بعد خروج ثلاثة فرق كانت تحمل الراية. فقد سقط الخرطوم الوطني في دورال «32» ثم لحق به الهلال والمريخ. النمور تحتاج لوقفة الدولة إلى جانبها ودعمها مادياً ومعنوياً من أجل تمثيل السودان خير تمثيل في المراحل المقبلة من هذه البطولة. وحينما نقول الدولة نقصد بذلك رئاسة الجمهورية ثم حكومة الولاية ووزارة الشباب والرياضة، وجميع مؤسسات الدولة يجب أن تمد يدها لأهلي شندي. ونرجو أن يبدأ الاهتمام بأهلي السودان من دار النادي الذي يحتاج للكثير من العمل حتى يصبح بقامة نمور دار جعل. مقر النادي في حالة يرثى لها، ويحتاج لوقفة حكومة الولاية من أجل بنائه بصورة جميلة تليق بنادٍ كبير مثل الأهلي. النمور سيواجهون في الدور المقبل الإسماعيلي المصري، ونثق كثيراً في تجاوز الأهلي عقبة «الدراويش»، وحتى يحدث هذا لا بد من وقفة الجميع خلف ممثل الكرة السودانية. ولتكن البداية من والي نهر النيل الفريق الهادي عبد الله ووزيرة ماليته الأخ مدثر عبد الغني، بتجديد وتحديث دار النادي، ومن ثم الدعم المالي للنمور لتواصل مسيرتها الإفريقية. إن الوصول للقمة «سهل» ولكن المحافظة على هذه «القمة» يحتاج لوقفة جميع أبناء نهر النيل وليس شندي فقط مع الأهلي لمواصلة مسيرته. ويكفيهم فخراً أن الأهلي أول فريق خلاف الهلال والمريخ يصل إلى مجموعات البطولة الإفريقية. وانه أول فريق من الولايات يتصدر الممتاز بجدارة واستحقاق حتى الآن. والآن هو الفريق الوحيد الذي يمثل السودان إفريقياً، ويجب أن يقف معه الجميع مادياً ومعنوياً. ونرجو أن نسمع بدعم مؤسسة رئاسة الجمهورية بمبلغ «محترم» لأهلي السودان. ونسمع بدعم المؤسسات الخاصة للنمور. وبدعم أبناء السودان بصفة عامة وأبناء نهر النيل بصفة خاصة في دول المهجر لممثل السودان الوحيد. وقبل كل هؤلاء يجب أن نشهد رعاية كاملة من قبل وزارة الشباب والرياضة لنمور شندي وهي تصارع الكبار في المحافل الإفريقية. النمور تحتاج لوقفة جميع أهل السودان والرياضة معهم في المرحلة المقبلة، حتى نراهم مجدداً في دور المجموعات ومنها للنهائي. فهم قادرون على تكرار ما حدث في الموسم السابق والذهاب بعيداً، ولكن يجب أن نقف معهم ونؤازرهم حتى يحققو ما نصبو إليه.