وفد رسمي وشعبي كبير، طار أمس إلى شرق دارفور، بقيادة الفريق أول ركن آدم موسى رئيس مجلس الولايات، ويضم عدداً من القيادات السياسية من ولايات دارفور وولايات اخري. صحبوا والي شرق دارفور الجديد د. عبد الحميد موسى كاشا، وهو يتوجه لمباشرة مهامه في عاصمة ولايته مدينة الضعين.. سوء الأحوال الجوية وغبار كثيف امتد من أجواء شمال كردفان مغطياً البطاح والفيافي والوهاد حتى مدينة الضعين، تسبَّب في تعذُّر هبوط الطائرة في عاصمة الولاية، واتجهت بركابها ووفدها إلى مدينة نيالا.. في نيالا تقاطرت جموع كبيرة من قيادات جنوب دارفور السياسية نحو المطار ثم فندق كورال ، والولاية تصحو على خبر إعفاء واليها السابق حمَّاد إسماعيل وتعيين والٍ جديد مكلف، وحديث المدينة وأسئلتها الحائرة تدور حول الوالي الجديد اللواء الركن (م) آدم محمود جار النبي، وكانت الإجابات حاضرة عند {دفعته} وعضو الوفد السميح الصديق النور عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني وأحد أبناء الولاية، فقد درسا معاً في المرحلة الثانوية قبل التحاق السميح بكلية الزراعة في إحدى الجامعات المصرية وذهاب آدم محمود للكلية الحربية السودانية. في نيالا كانت قضايا دارفور مشتعلة في نقاشات الوفد الذي مكث ساعات بالمدينة في انتظار انقشاع الغبار وسفور وجه مدينة الضعين، حتى تتمكن الطائرة من الإقلاع والهبوط.. بدت أزمة جنوب دارفور، في احتشاد عدد كبير من سياسييها وقيادات المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى، في مكان وجود وفد الخرطوم الذي هبط فجأة في نيالا. والجميع يتحدث عن الأمن المفقود وتراجع الولاية في المرحلة السابقة سياسياً وأمنياً واجتماعياً وتآكل إيراداتها وفرص تنميتها... وانسداد الأفق أمام استقرارها وتقدمها وازدهار حيويتها من جديد بعد أن فقدت البريق..وكلهم كان يعبر عن حبه لكاشا ورغبة اهل الولاية لو كان بالمراد عودته إليها مرة أخري واليا ...وكان المشهد إستفتاء علي شعبيته. كانت نيالا خليطاً ما بين الرجاء في القادم الجديد، واليأس من تداعي الواقع بكل مراراته واخفاقاته وخيباته.. مدينة عابسة حيناً يفتر ثغرها عن ابتسام حيِّي خجول... وهي تستقبل وتودِّع زوار العجلة.. بعد ساعات في نيالا وأحضانها وتلاشي سحابات الغبار، توجهنا للوجهة المقصودة بالزيارة، كانت الضعين وولاية شرق دارفور تخرج على بكرة أبيها، جميع أهلها وسكانها فرسان الرزيقات على ظهور الخيول المطهَّمة العتاق ورجال المعاليا الشجعان، والبرقد أهل التاريخ العتيق والكرم الفياض والمجد الموئل.. كل طرقات الضعين امتلأت بمواطني الولاية من كل مشرب ومنبت.. المشهد كان مذهلاً وبديعاً، في ساحة اللقاء الجماهيري والناس فوق الأشجار وأسطح الأبنية وقد غصَّ بهم الميدان.. المخاطبة السياسية كانت مباشرة وصريحة من معتمد الضعين، والوالي كاشا والفريق آدم حامد. كاشا عرض برامجه وأصدر قراراته الحاسمة واهتمامه بالأمن والخدمات وتوحيد مواطني الولاية والاهتمام بتجانسها وأهلها.. رفقاء الرحلة، الوالي الأسبق بدوي الخير والوزير ووالي غرب كردفان السابق سلمان سليمان الصافي، واللواء طيار صافي النور واللواء م. عبد الرحمن يعقوب والمهندس عبد الله علي مسار وناظر الرزيقات محمود موسى إبراهيم موسى مادبو، والوزير حسبو محمد عبد الرحمن ومحمد عيسي عليو ود.عمر عبد الجبار والمهندس مدلل عبد الرحمن وعمارة وآخرون.. امتلأت عيونهم بمشهد ومرأى قلَّ أن تشهده في مكان آخر، وعادوا وهم معفرون بعبق يوم مثير وطويل في دارفور.